هل السذاجة صفة شخصية أم مرض عقلي؟

الساذج، أو بعيد التفكير، أو "الطيب زيادة عن اللزوم".. كلها مصطلحات تعبر عن الصفة التي قد يتصف بها الفرد، وتنعكس على نحو واضح في أثناء تفاعله مع المحيط والآخرين. وقد تنوعت الآراء في الكتب النفسية عن تسمية هذه الصفة بمختلف التسميات، وتعددت التساؤلات هل هذه الصفة يكتسبها الإنسان منذ نشأته، وتكون في داخل تركيبه العقلي والنفسي، وتظهر بوضوح مع مرور الأيام وتقدم الإنسان في العمر؛ فيُخلق طيبًا ودودًا زيادة عن المعقول دون توقع أن من حوله سيِّئون، أم تنشأ نتيجة التجارب والظروف التي يمر بها الفرد؟

صفات الشخصية الساذجة

أوضحت الدراسات والبحوث التي تبحث عن صفات الشخصيات صفات الشخصية الساذجة، ويمكن إجمالها بـ: 

  • إن صاحب هذه الشخصية يثق بالآخرين ثقة عمياء، دون توقع هل هم أمناء فعلًا أم لا، ودون التمييز بين من يستحق هذه الثقة ومن لا يستحقها. بهذه الثقة يتوقع أن كل الناس صادقون في الأقوال والأفعال على قدر الثقة التي يثقها بهم.
  • في عصرنا الحالي يقال: "إن التسامح والعفو نتيجة أخطاء ارتكبها الآخرون مرارًا وتكرارًا يجعل من صاحب هذا الصفح والعفو ساذجًا أو يقال عنه غبي"، حيث إن التسامح والعفو زيادة عن الحد يجعل من الشخصية الساذجة شخصية يؤكل حقها أمام الآخرين، فيصبح أكثر تبعية لهم سلوكًا وفكرًا، ويصبح أكثر تأثُّرًا بآرائهم، لدرجة أنه قد يتنازل عن رأيه ولو كان صوابًا، ويتقبل كل الانتقادات الموجهة له. 
  • صاحب الشخصية الساذجة غير مدرك وغافل عن الأمور التي تحقق أهدافه ومصالحه. 
  • كثرة المبالغة والصراحة عما يجول في النفس، وقد يصل الأمر إلى الصراحة والحديث عن الأمور الشخصية. 

الشخص الساذج

ومهما تعددت صفات الشخصية الساذجة -ولو كانت أكثر من الذي ذُكر- فإن البحوث أوضحت أن هذه الصفات يمكن أن ترجع إلى تركيب الدماغ ومراكز التفكير والإدراك، إضافة إلى تأثير العوامل التربوية.

فالبيئة التي تخلو من التنافس بين الأفراد وتوفِّر للطفل منذ نشأته كل رغباته والحماية والدلال الزائد عن اللزوم، تُضعف قدرة الطفل على اكتساب الخبرات الاجتماعية ومعرفة طباع الآخرين، وبهذا تنشأ السذاجة لدى الطفل فكرًا وسلوكًا حتى يصبح فردًا ناضجًا.

وفي الختام، يجب الاستعانة بالعلاج النفسي والسلوكي، والعمل على تقوية الشخصية الساذجة، وإثبات الذات بخوض التجارب المجتمعية والحملات التي تساعد في تقوية الشخصية. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

موضوع مهم جدا ومقال رائع ومتميز، دمتي متفوقة ومتآلقة، ودمتم بخير وسلام وسعادة.
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقال يستحق الثناء
يتناول خفايا الطابائع والغرائز
والتكوين الفسيولوجي
كفيت و وفيت
انتظر بشوق لمقالك القادم
تقبل تحياتي✋
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

اشكرك صديقي على تعليقك ودعمك بخير واشكر صديقتي العزيزة منى على وجودها ...وكل من يدعمني الشكر له
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.