يعد الإنترنت من أهم الاختراعات التي حققتها الإنجازات البشرية التي بها تغير نمط الحياة وظروفها، وجعلت هذا الكوكب الشاسع غرفةً ضيقةً، لكنها تتسع لملايين الأشخاص، بل إن كل شخص يمتلك آلاف الخيارات التي تحقق له أكبر قدر من التسلية والاستمتاع والفائدة.
الوجه الآخر لاستخدام الإنترنت
على الجانب الآخر، فإن هذا الاختراع العظيم إذا أفرط الإنسان في استخدامه، فلن يجلب له إلا ويلات المرض وآلامه، وإليك عزيزي القارئ بعضًا من تلك الأمراض الجسدية والنفسية التي تعبر عن الوجه الأسود للإنترنت:
أولًا: مشكلات الجهاز العضلي والهيكلي، نتيجة الجلوس ساعات طويلة أمام شاشة الحاسوب أو الهاتف، وتبدأ بآلام في الرقبة والظهر ومتلازمة النفق الرسغي عند استخدام لوحة المفاتيح بمعدل عال.
ثانيًا: مشكلات العين، منها تعرض العين إلى الجفاف وتشوش الرؤية بسبب التحديق وقتًا طويلًا في الشاشات، فضلًا على قلة ساعات النوم بسبب الاستخدام المطول للأجهزة الإلكترونية.
ثالثًا: الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، فالجسد لا يتحرك، صامت جامد أمام الإنترنت غالب ساعات اليوم ومعظم أيام الشهر، بعيد كل البعد عن الرياضة والنشاط البدني، ويتناول الوجبات السريعة تناولًا غير صحي وغير سليم، ما يؤدي به إلى السمنة وزيادة الوزن، ثم تعرضه إلى أمراض القلب والأوعية.
أضف إلى المشكلات الجسدية المشكلات النفسية التي قد تكون آلامها أخف وجعًا للجسد، لكنها تؤلم الروح.
فالإحصاءات تقول إن أبرز المشكلات النفسية التي يعانيها مستخدمو الإنترنت إدمانهم عليه، وما يخلفه هذا الإدمان من آثار سلبية في الدراسة إن كان طالبًا، أو في الأسرة إن كان ذا عائلة، وعلى الأداء الوظيفي إن كان موظفًا أو عاملًا، ويومًا تلو الآخر قد يصل به الأمر إلى العزلة التامة.
أيضًا للقلق والاكتئاب نصيب كبير من تلك الآثار السلبية، ففي كل دقيقة نتصفح عبر الإنترنت أخبار حوادث، وأخبار حروب، بعضها صادق وبعضها ضُخم، بعضها من الحاضر وبعضها من الماضي ونظنه من الحاضر.
في النهاية، الإنترنت في منزلك، يمنحك تقريبًا أشياء كثيرة، ويقدم لك أقصى درجات الاستفادة، لكن حذار أن تمحنه وقتك كله وجهدك، فعائلتك وعملك ودراستك وصحتك النفسية والبدنية كل ما تملك، فكن متوازنًا في استخدامه، واجعل الإنترنت في خدمتك وخدمتهم، لئلا يصير لِصًا يسرقك منهم ويسرق نفسك منك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.