كاد طلاب مدرسة عزبة النخل الابتدائية أن يلقوا محمود الخطيب في الترعة المجاورة للمدرسة بسبب مهارته الفائقة.. فمهارته جعلت وزارة التربية والتعليم تسمح بقبوله في الثانوية الرياضية على الرغم من درجاته السيئة.. ووضعته كذلك على قمة اللاعبين الأفارقة ليصبح معشوق الملايين.. نصحبك في جولة من الأسرار واللحظات التي لا تنسى للأسطورة محمود الخطيب.
اقرأ أيضًا: نبذة عن حياة محمود الخطيب أسطورة النادي الأهلي
نجاة الخطيب من الإجهاض
في 30 من أكتوبر 1954 ولد محمود إبراهيم الخطيب بعد عملية إجهاض فاشلة.. فقدر له أن يعيش على الرغم من محاولة الأبوين والطبيب للتخلص من الطفل العاشر في الأسرة.. والذي شب سريعًا وأصبح يلعب الكرة في كل مكان..
ومع كره والده لكرة القدم فقد كان الخطيب نجم فريق مدرسة خاطر الابتدائية في منطقة عين شمس؛ حتى إن أطفال المدرسة المنافسة حاولوا إلقاءه في الترعة بعد عجزهم عن إيقافه عن إحراز الأهداف.
انتقال الخطيب للأهلي
وفي مدرسة الحلمية الإعدادية كانت الأندية تحاول ضم الخطيب الذي أصبح في الأخير لاعبًا في صفوف النصر القاهري.. حتى جاء اليوم الموعود وكانت مباراة النصر أمام النادي الأهلي سنة 1971 ليثبت محمود الخطيب أنه لاعب من طراز خاص.. فأحرز الفتى صاحب 16 عامًا هدفين في شباك الأهلي.
وفي العام نفسه وبعد محاولات ضمه للنادي الإسماعيلي وقع الخطيب عقدًا مع النادي الأهلي.. وارتدى القميص الأحمر لتبدأ رحلته مع الشياطين الحمر.. ويصبح هدَّافًا لدوري الناشئين في العام التالي..
16 عاما قضاها محمود الخطيب لاعبًا وقائدًا للنادي الأهلي ومنتخب مصر حصل مع فريقه على 15 بطولة محلية و5 بطولات قارية وحصل مع المنتخب على كأس الأمم الإفريقية عام 1986.
اقرأ أيضًا: اللاعب المصري محمود الخطيب
الخطيب ولقب الأسطورة
وكان أول لاعب مصري يحصل على لقب أفضل لاعب في إفريقيا في عام 1983 لتطلق عليه الجماهير لقب الأسطورة، وهو ما تحقق باختياره ضمن أساطير الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء سنة 2001.
وطول مسيرته في الملاعب كان بيبو مثالًا للاعب الخلوق، فلم يحصل أبدا على بطاقة حمراء، وإنما حصل على البطاقة الصفراء مرتين مع الأهلي ومرة مع المنتخب، وما جعله يتربع على قلوب الملايين أنه كان بطلا للحظات عدة لا تنسى في تاريخ الكرة المصرية.
فمن ينسى هدفه في مرمى المرسى التونسى عام 1985، وهدفه بكعب القدم في مرمى دراجونز البنيني في العام نفسه، وكذلك هدفه القاتل في مرمى الجزائر عام 1980.
الخطيب وقرار الاعتزال
وبعد رحلة أسطورية في الملاعب، أزعج فيها المدافعين وأرعب الحراس ودك شباك الخصوم، شهدت مباراة الأهلي أمام المحلة عام 1987 إصابة قوية للخطيب وكان عليه الدخول لغرفة العمليات. ومع خطورة الوضع الطبي ودعاء الملايين له بالشفاء، كان الخطيب يطلب من الله أن يلحق بمباراة الهلال السوداني في نهائي بطولة إفريقيا للأبطال، حتى لو كانت آخر مباراة له في الملاعب، وتحقق له ما أراد، فشارك في المباراة النهائية وفاز الأهلي بالبطولة.
ثم أشار الخطيب إلى الجماهير رافعًا علم الأهلي والدموع تملأ العيون، فقد وصلت الرسالة للجماهير في الملعب وخلف الشاشات أن بيبو الأسطورة قرر الاعتزال.
اقرأ أيضًا: اللاعب الأسطورة محمود الخطيب
الخطيب قائدًا ورحلة البطولات
ومع أن الخطيب أحد أسباب زيادة شعبية النادي الأهلي في السبعينيات والثمانينيات؛ فإنه لم يكتف بدوره لاعبًا، وعاد ليخدم القلعة الحمراء كونه إداريًّا طموحًا ورئيسًا عصريًّا استطاع أن يصنع طفرة على مستوى نتائج الألعاب الفردية والجماعية.. أما عن فريق الكرة فحدث ولا حرج.
فحصد الشياطين الحمر أكثر من 20 بطولة محلية وقارية تحت رئاسة الخطيب منذ عام 2017 مع ثلاث ميداليات برونزية في كأس العالم للأندية؛ ليظل محمود الخطيب نهرًا متجدد العطاء داخل الملعب وخارجه. ويبقى حلمًا لكل فريق في العالم أن تنشق الأرض عن لاعب كالخطيب، أو رئيس يشبهه.. لكنه أسطورة.. والأساطير نادرة الوجود.
والآن عزيزي القارئ، ما الهدف الذي لا تنساه للأسطورة محمود الخطيب؟
وهل تتوقع أن يحقق رقمًا قياسيًّا من الألقاب في رئاسة النادي الأهلي؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.