كم مرة يجب أن نبدأ من الصفر؟ كم مرة يجب أن نعيد بناء الركام؟
الحياة ليست خطًّا مستقيمًا يمتد دون انقطاع، بل هي سلسلة من البدايات والنهايات، سقوط ونهوض، محاولات وانكسارات. كم مرة يجب أن نبدأ من الصفر؟ ربما عشرات، وربما مئات، وربما لا يكفي العمر كله لنصل إلى نقطة الاستقرار التي نحلم بها.
كم نهضة يحتاج إليها الإنسان حتى يستقر؟
كل شخص يحمل في داخله حلمًا، لكنه يُجبر في كثير من الأحيان على دفنه تحت ركام الحياة، تحت وطأة الظروف التي لا ترحم، وتحت ضربات الفشل التي لا تملُّ من تذكيرنا بمدى ضعفنا. كل مرة نظن أننا اقتربنا من تحقيق ما نريد، نجد أنفسنا مضطرين للعودة إلى نقطة البداية. هل هذه لعنة، أم أنها طبيعة الحياة؟
الاستقرار، ذلك الوعد الذي نطارده، قد يكون في الحقيقة سرابًا؛ لأننا بمجرد أن نصل إلى محطة، نكتشف أننا نحتاج إلى نهضة جديدة، إلى معركة جديدة، إلى بداية أخرى. وكأن الإنسان محكوم عليه بأن يكون عالقًا في دائرة لا تنتهي من الكفاح.
تأجيل الأحلام إلى متى؟
نؤجل الأحلام أملًا في ظروف أفضل، في وقت أنسب، في فرصة أكثر نضجًا. لكن يخيفني أن يأتي يوم نتوقف فيه عن التأجيل، ليس لأننا وجدنا اللحظة المناسبة، بل لأننا فقدنا الشغف، لأننا تعبنا، لأننا أصبحنا نعد أحلامنا مجرد قصص قديمة انتهت صلاحيتها.
كم من الأحلام كُتبت ثم أُغلقت دفاترها؟ كم من الأوراق امتلأت بأمنيات لم تتحقق، ثم تمزقت أو احترقت؟ كم من الأشخاص بدأوا حياتهم بشغف ناري، ثم انتهوا محترقين بنيران الإحباط واليأس؟
هل النهاية محتومة؟
قد تكون الحياة قاسية، وقد يبدو الفشل قدرًا لا مفر منه، لكن يبقى هناك فرق بين من يختار أن يحترق بنيرانه، وبين من يختار أن يشعل منها شعلة جديدة.
ربما لا نصل أبدًا إلى "الاستقرار" كما نتصوره، وقد نظل نحاول ونبدأ من الصفر مرارًا، لكن الأهم أن لا يكون احتراقنا نهاية، بل بداية جديدة، لعل وعسى أن تأتي الأحلام كم أردنا. لعل النار التي بداخلنا تصبح بردًا وسلامًا. حقَّق الله أمانيكم، ودمتم سالمين وبخير.
رائع حقا. ألقيت نظرةعلى
بعض خواطرك وجدتها
تستحق التقدير
استمرى النجاح طريقك 👏
عزيزتي شكراً جدا لك على هذا التعبير الجميل و أن شاء الله أراك في أعلى مراتب النجاح
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.