مالي أراك ولا أرى..
والجرح إلى الآن ما برى..
ومقلتيّ ماؤها يسيل والخد ما ارتوى..
اللام قلبي حتى حيني بلا دواء..
تعاويذ حبّك عذبتني وشرَّدتني بدون احتواء..
سراب أحلامي معك بَخِلت عليّ فيك حتى في الرؤيا...
أوهمت نفسي أنك عائد والناس من حولي أثقلوا عليّ بالهجاء..
عجزت أتحمل فقل لي إنك البغا..
هل أنت سراب خيال أم حلما..
أنى للحقيقة أن تعقد معي اللّقيا..
أرهقت صدقني فارحم حاليا..
وقل هل أنت من زرع بي الشقاء؟
هل أنت من جعلتني جسدا داخله كالهواء؟
هل أنت من قيّدتني بحور عشق ما استطعت العودة بعدها إلى الوراء؟
هل أنت من يتمتني عمرا بالأحزان اكتوى..
هل أنت من أحرقتني دهرا بنار الشوق قلبه صلى..
هل أنت معذبي، قاتلي؟
هل أنت من بعت لأجله الروح والغلا..
هل أنت طيف قليل واختفى..
هل أنت ذاك الذي لقّبني بالمتخلفا..
إني أهواك وقد عذبتني وأرهقتني وأبلاه ناديت في الملا..
أحببتك حباً ليس لمحب، حبا أذلني وبلالم دثرني وهل مثلك يقتفا..
لكني لا، أنا لا، أنا الذي بعلقم كلامك تذوقته حلى..
أنا الذي لفساد أعمالك لا زلت مبررا..
اتخذتني ساحة عراك الخائنين وكنت أكثر من تفننا..
أتقنت رسم الوجع ونقش الجروح وكويها..
أنت الذي أحببته بدون حدود كنت لك عدواً لدود، وكنت أنت من زرع بي الشغف والحبَ..
يا قاتلي ولها هل تعلم ما حلّ بي، كلا..
جرحي الذي أدميته إلى الآن لا زال ينزفا..
أوجاعي التي بدَّدتها إلى الآن تنتظر جمعها..
أحزاني التي سببتها إلى الآن لا زالت تنتشا..
أيامي التي ضيعتها إلى الآن تنتظرك تملؤها..
أوجاعي إلى الآن حيرت العالمين لماذا لم تشفَ..
كيف تشفى ومعذبي لا زال على قيد الحياة متربصا..
وكأنني فريسة كل لحظة وأخرى بي ينهشا..
أني لجروحي أن تطيب، أنى لدموعي أن تنشفا..
وقاتلي كل أن بجوفي ينسفا..
قولوا له يدعني ويسلم نفسه للخفا..
لماذا عاد من جديد لماذا أتى..
هل أنت فعلاً هو، أنت الذي قلبي دوماً تخطفا..
هل أنت من أحببت حقاً هل فعلاً أتنفس أم الروح أيضاً مارست بي فنون البراء..
تبرأت مني أحزاني ملّ مني صبري وخلوني للهوى..
وكأنني لم أكتفِ، رأيت طيفك سارقي وابتسمت للهواء..
هل أنت فعلاً هواء أم عشيقي وحبيبي رغم ما جرى..
أرجوك ردّ قل لي، قل لي من أنت لقد تعبت الجفاء...!
قل لي من أنت قل تعبت أراك ولا أرى...!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.