هل أصبحت كرة القدم غير ممتعة؟

مرت كرة القدم بمراحل بارزة، وهذه المراحل يتصدرها قادة يمثلون أبرز الأسماء في زمانهم. فمثلًا، كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي في بداية الألفية الجديدة واستمرَّا بالسيطرة طيلة نحو 15 عامًا.

ويوجد أيضًا عهد بيليه أو عهد مارادونا في الماضي، والآن نحن في خضم مرحلة لا أحد يعلم قائدها، سواء كان هالاند أو مبابي أو فينيسيوس أو محمد صلاح، كلهم أسماء أظهرت إمكانات هائلة وتستحق أن تُكتب هذه المرحلة باسمها.

مرحلة زيادة التكنولوجيا

أبرز ما يميز هذه المرحلة هو زيادة التكنولوجيا، سواء من الناحية الصحية؛ فقد أصبحت وسائل عدة متاحة لتخفيف مسألة إصابة اللاعبين. الآن، بفضل الله ثم التكنولوجيا الحديثة، أصبحت كل الإصابات لها حلول وتُعَالَج، على عكس السابق، إذ وُجدت إصابات تبدو للمرء العادي حاليًا عادية، لكنها كانت تنهي مسيرة أسماء كبيرة بسبب نقص التكنولوجيا الطبية آنذاك.

التكنولوجيا وإصابات اللاعبين

ونأخذ مثالًا بسيطًا على ذلك، وهو اللاعب فان باستن، الحاصل على ثلاث كرات ذهبية الذي تعرض لإصابة سببت له الاعتزال وهو ابن 28 سنة، لاعب مثل هذا حقق إنجازات كبيرة في سن صغيرة، وفي حال توافر تكنولوجيا ومعدات طبية على أعلى مستوى، لكان واصل مسيرته الكروية وحقق إنجازات أعلى بكثير.

ثاني نقطة هي اختلاف شكل اللعبة وظهور تعقيدات أكبر وتكتيكات أكثر. سابقًا، كان يستمتع الناس بمشاهدة اللاعبين المهاريين وفكرة مراوغتهم للآخرين بسرعة ومهارة منقطعة النظير، أمثال رونالدينيو، نيمار، ميسي وغيرهم. أما الآن، فهذا أصبح نادرًا للغاية، إذ أصبح المدربون يفضلون لاعبين بتفاصيل معينة مثل السرعة، القدرة البدنية، والقدرة على الاحتفاظ بالكرة، لكنهم يطالبون لاعبيهم بعدم الاعتماد على مهاراتهم الفردية بأي طريقة كانت، بل يجب أن يعتمدوا على فريقهم.

وأبرز مثال على ذلك هو بيب غوارديولا المدرب الذي بنى نظامًا كاملًا في مانشستر سيتي يركز على عدم اعتماد اللاعب على نفسه في مواجهة المدافع؛ لأن أسلوبه الهجومي يعتمد على عدد كبير من اللاعبين، وإذا أخفق المهاجم ولم ينجح في التسجيل، فقد يتعرض الفريق لهجوم مرتد يتلقى بسببه هدفًا.

تغير نظام اللعب

تحدثنا الآن عن عدم الاعتماد على المهارة الفردية، والآن نتحدث عن تغير نظام اللعب. سابقًا، كانت تُرْسَم الخطة على نحو يكون لاعبو الدفاع للدفاع، ولاعبو الهجوم للهجوم، ولاعبو الوسط يدعمون الدفاع والهجوم، وهذا هو المتعارف. أما الآن، فقد اختلفت الأمور إلى حد بعيد جدًا، إذ أصبح الفريق كله مسؤولًا عن الدفاع، والفريق كله مسؤولًا عن الهجوم، وهذا هو سبب عدم الاعتماد على لاعبين مهاريين إلى حد بعيد.

تغير نظام لعب كرة القدم

نعود إلى سؤالنا الأساسي: هل فعلًا أصبحت كرة القدم غير ممتعة؟ الإجابة باختصار: لا، كرة القدم لا تزال ممتعة، لكن طريقة الاستمتاع اختلفت. بمعنى، سابقًا كنا نستمتع بالمهارات الفردية للاعبين، لكن حاليًا نستمتع بالقدرات التكتيكية للمدربين في ابتكار خطط جديدة، ونستمتع بأسلوب اللعب الجماعي الذي تبرزه هذه الفرق.

بلا شك، يوجد كثيرون ممن يفضلون الحقب السابقة بسبب مدى الاستمتاع الذي حققته لهم، وأنا أتفق مع هذا الشيء، لكن على الرغم من ذلك؛ تظل هذه الحقبة مملوءة بالوعود الكثيرة من ناحية المتعة للمشاهدين بأسلوبها الخاص والمتفرد.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة