هل أزمة الطاقة والبيئة عالمية؟

لا شك أن ملصقات كفاءة الطاقة وغيرها من المعلومات والتقارير المتعلقة بأزمة الطاقة العالمية الواردة على الأسماع ليل نهار من الأمور الحميدة؛ كونها وضعت الفرد العادي في خط المواجهة الأمامي للإسهام في حل هذه المشكلة التي لم تعد أمرًا يخص فئة محددة من المتخصصين أو أهل الحل والعقد بعد أن طالت آثارها الجميع.

وبغض النظر عن المردود المادي المباشر على الفرد من ترشيد الاستهلاك، لكن السردية المستخدمة لتصدير أزمة الطاقة -كونها مشكلة عالمية- قد تكون غير دقيقة.

اقرأ أيضًا ما مفهوم الطاقة؟ وما أهم مصادرها؟

كم تستهلك أفريقيا من الطاقة؟

ولننظر إلى الشكل التالي المعبر عن الاستهلاك العالمي المتزايد للطاقة.

  

يمثل هذا الخط القزم في قاع الرسم استهلاك القارة الإفريقية كلها من الطاقة الذي يكاد ينعدم مقارنة بالاستهلاك العالمي، ولا يتناسب أبدًا مع ضخامة مساحة القارة البالغة خُمس مساحة العالم، وتعداد سكانها المقارب أيضًا لخمس سكان العالم.

بل لا يمكن حتى مقارنة استهلاكها باستهلاك دولة واحدة كأمريكا بعدد سكانها القليل بالنسبة لأفريقيا، أو حتى استهلاك الصين بتعداد سكانها المقارب لأفريقيا.

أيضًا الفجوة بين الاستهلاك الإفريقي والاستهلاك العالمي ما زالت مستمرة في الاتساع على عكس الصين، وآسيا التي ازدادت حصتها من الاستهلاك العالمي على نحو ملحوظ مع اتجاه الاستهلاك في أمريكا والعالم الغربي إلى الاستقرار بالنسبة للنمو العالمي.

فلم تستمتع إفريقيا كأوروبا وأمريكا بمميزات احتكار استهلاك الطاقة العالي في الماضي، ومصادر طاقة رخيصة بكميات هائلة، وما ترتب عليه من تحقيق طفرات اقتصادية على حساب ثروات الأرض وقدرة النظام البيئي على التعافي.

لذا لم تكن أفريقيا سببًا في المشكلة، وهي حاليًا ما زالت -كما في الماضي- في طور الاستهلاك الضعيف.

على عكس آسيا التي وإن حُرمت كإفريقيا في الماضي لكنها استيقظت من سباتها في العقود الأخيرة، واكتسبت زخمًا صناعيًا واقتصاديًا، وما يصاحبه من استهلاك متزايد للطاقة.

اقرأ أيضًا مصادر الطاقة المتجددة في مصر وطرق الاستفادة منها

استهلاك مصر وجنوب أفريقيا

وإذا تعمقنا قليلًا داخل أفريقيا نرى النمط نفسه تقريبًا من تباين الاستهلاك، واستحواذ قطبي القارة الشمالي والجنوبي (مصر وجنوب إفريقيا) على قرابة نصف استهلاك القارة كلها في الوقت الحالي، على الرغم من أنهما تمثلان مجتمعتين نحو عُشر سكان القارة فقط، وأقل من عُشر مساحتها فقط.

ويدل أيضًا تباطؤ نمو استهلاكهما عن نمو استهلاك القارة كلها على اتجاه الاستهلاك داخل أفريقيا، من التركيز إلى الانتشار بين أقطارها.

وإذا نظرنا بصورة عامة إلى حصة الفرد من استهلاك الطاقة في البلدان المختلفة، نجده قد يتجاوز مئة ضعف ما بين بلد وبلد آخر.

لذلك فمقدار تأثير الفرد في مشكلة الطاقة -سواء بوصفه سببًا أو جزءًا من الحل- يختلف باختلاف القُطر الذي يعيش فيه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة