هكذا تكون تربية الأبناء منذ الصغر

لكي تبدأ تربية صحيحة عليك كأب، وعليك كأم أن تنظرا حولكما لتعرفا حجم الممارسات التربوية الخاطئة التي تأصلت داخل عقولنا حتى صارت جزءًا من تربيتنا التي نحاول تربية أولادنا عليها.

ضربة البداية

ضربة البداية أن تتوقف فورًا عن كل الممارسات الخاطئة التي تشاهدها حولك، وأن تلقي بها خلف ظهرك، خاصة وأن الواقع يكشف عدم جدواها، بل ونتائجها العكسية على أبنائنا.

تقول إحداهن في معرض تعليقها على مقطع فيديو شاهدته حول التربية الإيجابية: "كلام جميل لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع، إذا كان الضرب بالعصا وبالحذاء أحيانًا لا يجدي نفعًا، فكيف تحاولون إقناعي أن لغة الحوار والطبطبة ستغير شيئًا".

حقيقة، لقد أجابت هذه الأم عن نفسها، في كلماتها البسيطة التي أوردتها رغم أنها لم تجرب يومًا طرق التربية الإيجابية مع أبنائها، لكي تصدر عليها حكمًا بجدواها من عدمه، لكنها تعترف أن طرق التربية التقليدية والممارسات التربوية الخاطئة من الإهانة، والضرب، والتوبيخ لم تجد نفعًا مع أطفالهم، ولم تغير شيئًا في سلوكياتهم وتصرفاتهم.

ماذا لو حاولت تلك الأم أن تجرب طرق التربية الإيجابية مع أبنائها؟ ماذا لو أخذت قرارًا حاسمًا حازمًا بالتوقف فورًا عن الضرب والإهانة والتوبيخ؟ لماذا لا يكلف هؤلاء الآباء والأمهات أنفسهم تجربة طرق أخرى غير تقليدية في التربية ويصبرون عليها وينتظرون نتائجها؟

كيف نربي أبناءنا منذ صغرهم

كيف نربي أبناءنا منذ صغرهم على قيمة، كالصبر، وهم يروننا متعجلون، متسرعون، نفتقد للأناة والحلم ؟ إننا بحاجة معاشر الآباء والأمهات لكي نغير من نظرتنا لطرق التربية التقليدية، وأن ندرك أن تغير الزمان والمكان كفيل بتغير تلك الأساليب والطرق التي لم تعد صالحة في العصر الذي نعيشه اليوم.

طفل اليوم ليس كطفل الأمس، فالأول صار على اطلاع بكل مستحدثات العصر منذ طفولتهم، ولم يعد البيت كما كان في السابق، المكان الأوحد للتربية، بعد ما صار لوسائل التواصل والاتصال الحديثة، والأصدقاء في المدرسة والنادي والشارع التأثير الأكبر في الأطفال، لا سيما مع انشغال الآباء والأمهات بالبحث عن لقمة العيش وتوفير حياة كريمة لأسرهم.

خلاصة القول، لم تعد الوصاية على الطفل، ومحاولة فرض الرأي بالقوة، وتجاهل رأيه، بل وتعنيفه إن أبدى اعتراضًا مجدية، ولا يمكن أن تستمر طويلًا، وللأسف لا يدرك معظم الآباء والأمهات ذلك إلا عندما يصل أبناؤهم لمرحلة المراهقة، ويبدأ الشد والجذب بين كلا الطرفين.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة