هكذا تساعد طفلك على التعبير عن مشاعره الإيجابية!

أن تساعد طفلك على التعبير عن كل ما يختلج به صدره، هو أمر محمود ومرغوب في تربية الأبناء. لكن أن تشجعه وتدفعه دفعًا لزيادة الإشارات المعبرة عن مشاعر الاهتمام والاستمتاع، فأنت تخطو خطوة أخرى نحو تربية وتنشئة طفل سعيد.

كيف تساعد طفلك على التعبير عن مشاعره الإيجابية

الآباء والأمهات الجيدون يلاحظون كل صغيرة وكبيرة، يعرفون اهتمامات أطفالهم، ما يحبونه، وما يبغضونه، أي الأنشطة يفضِّلون، وأي المهارات يمكن تطويرها لديهم.

أعرف بعض الآباء والأمهات يستغلون ولع أطفالهم الصغار بالفك والتركيب، فيحضرون لهم بعض الألعاب التي تنمي هذه المهارة لديهم، وتعمل على تشغيل عقولهم، وتساعد على تنمية التفكير وحل المشكلات.

كذلك، عن طريق معرفة اهتمامات الطفل منذ الصغر، ليس فقط يمكن تنميتها، وإنما أيضًا توجيه اهتمامات الطفل في الكبر نحو المهنة التي يخرج بها شغفه.

وهنا أذكر أحد الآباء، وقد حصلت ابنته على درجات مرتفعة في الشهادة الثانوية، وكان حلمه كأب أن تلتحق ابنته بكلية الطب لتصبح طبيبة، غير أنه فوجئ بقرار ابنته ورغبتها في الالتحاق بكلية الفنون التطبيقية التي لطالما حلمت بها لتخرج شغفها بالرسم، تلك المهارة التي ولعت بها منذ الصغر، فما كان من الأب إلا أن شعر بالصدمة من جرّاءِ اختيار ابنته.

الشاهد هنا أن معرفة اهتمامات الأطفال الصغار يُساعد الآباء والأمهات في توجيه الأبناء نحو المهن التي يمكن أن يبدعوا فيها عندما يكبرون، بصرف النظر عن رأي الأب والأم أو وجهة نظرهما تجاه هذه المهنة، أحبوها أم أبغضوها، المهم أنها توافق اهتمامات الابن أو الابنة.

معرفة اهتمامات الطفل

ماذا لو أن ما يقوم به الطفل بحب يسبب الإزعاج للوالدين؟

هنا يتعيَّن على الوالدين ألا يصادرا إحساس طفلهما بالمتعة والسعادة في أثناء ممارسة النشاط أو اللعبة التي يحبها، مهما كان الإزعاج الذي يسببه. وإذا حدث ذلك، فيجب أن يكون بأسلوب رقيق يشعر الطفل أنك سعيد بما يقوم به، لكن يتعين عليه أن يخفض صوته قليلًا.

لنفترض مثلًا أن طفلك فجأة أمسك كتابًا أو مصحفًا أو مجلة، وبدأ بتمزيق أوراقها. إذا لم يكن الكتاب أو المجلة مهمين، عليك أن تتمهل قليلًا وتنتظر لترى ماذا سيفعل الطفل بعد ذلك، وهو يتلمس الأوراق ويشمها، أو لعله رأى والده يمزق إحدى الأوراق فحاول تقليده ومحاكاته عن طريق تمزيق كتاب قد يكون ذا أهمية لك.

من الجيد أن تشعري طفلك بتقديرك لما يقوم به، وأقصد هنا حالة الاستكشاف التي يقوم بها الطفل لكل شيء تقع عليه عينه أو تلمسه يده. يحاول استكشافه، ملمسه، رائحته، مذاقه، وكلها أمور طيبة تتطلب الدعم والتشجيع.

في هذه الحالة يمكنك أن تخبري الطفل أن هذه الأوراق ليست للتمزيق ولكن للقراءة. وإذا ما أردتِ أخذ المجلة أو الكتاب من الطفل، عليكِ أن تعطيه أوراقًا أخرى، وتخبريه أنه يمكنه اللعب بهذه الأوراق كيفما شاء.

كثير من الأمهات يضقن ذرعًا بحالة الفوضى التي يحدثها الأطفال الصغار داخل البيت، ويشعرن بالإحراج الشديد عند زيارة صديق أو قريب؛ لذلك يغضبن على أطفالهن وترتفع أصواتهن وقد يتعرضون لهم بالنهر والضرب، عندما يحاول الطفل تفريغ علبة المشابك على سبيل المثال على الأرض.

بدلًا من أخذها منه ومعاقبته، يمكن للأم أن تتمهل وتتوجه بالسؤال لطفلها: هل تعرف ما اسمها؟ وفي أي شيء نستخدمها؟ هذه اسمها مشابك، نستخدمها في نشر الملابس. دعنا نعيدها إلى العلبة كما كانت، ونستخدمها في الوقت المناسب.

بهذه الطريقة يشعر الطفل أنكِ مقدرة اهتمامه ورغبته، وفي الوقت نفسه، تساعدينه على استكشاف البيئة من حوله، فضلًا على زيادة حصيلته اللغوية من المفردات والكلمات. على عكس الأطفال الذين يجلسون بالساعات أمام الشاشات بأنواعها، لا شكَّ بأن هذا الطفل ستكون حصيلته من الكلمات والجمل أكبر من أقرانه الذين يجلسون بالساعات أمام الشاشات.

خلاصة القول: يجب على الوالدين دعم وتشجيع المشاعر الإيجابية لدى الطفل، وليس كبتها أو معاقبته عليها؛ لأن هذا من شأنه أن يساعده على استكشاف البيئة من حوله، وتنمية حواسه، ولغته، وزيادة حصيلته اللغوية من المفردات، فضلًا على تقوية العلاقة بالوالدين.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

مشكور دكتور ... مقال مفيد وثري بالمعلومات
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة