أصبحت هشاشة العظام بأسمائها الكثيرة مثل (مساميات العظام، وتخلخل العظام، ووهن العظام) من الأمراض الشائعة المقلقة بصمتها، واللافتة للانتباه في المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة، ولا سيما بين الفئات العمرية المتقدمة في السن من نساء ورجال.
ولا تخلو الفئات العمرية الأخرى كالأطفال وصغار السن من الإصابة بالكساح بالمسببات نفسها نتيجة عدم تناول الكميات الكافية من الكالسيوم وفيتامين (د) من المصادر الغذائية الغنية بهما على الرغم من توافر هذه العناصر في الحليب ومنتجاته والأسماك والخضراوات.
ما هشاشة العظام؟
هي حالة مرضية تصيب الرجال والنساء، وتؤدي إلى تناقص كثافة العظم وكتلته، وتجعله هشًّا وأكثر قابلية للكسر.
دور التغذية في بناء العظم
العظم هو جزء عضوي يحتاج إلى تغذية سليمة متوازنة تحتوي عناصر غذائية بمقادير توافر العناصر الأساسية لبنائه وتأمين قوته منذ ما قبل الولادة، مرورًا بمرحلة النمو، حتى بلوغ سن الخامسة والعشرين من العمر حين يكتمل نمو العظام.
وتصل قوة العظام إلى أفضل درجاتها حتى سن الخامسة والثلاثين، وتبدأ بعدها مرحلة فقدان النسيج العظمي، فتكون الحاجة أكثر للغذاء المتوازن الغني بالكالسيوم لترميم الخلايا العظمية وتعويض الفاقد منها في المراحل العمرية المتقدمة.
أسباب هشاشة العظام
توجد عوامل مكملة ومساعدة للإصابة بهشاشة العظام بجانب نقص الكالسيوم وفيتامين د، مثل التقدم في السن، ونقص هرمونات الذكورة، وقلة الحركة والنشاط البدني.
وانقطاع الطمث عند النساء في سن مبكرة يسبب خللًا في إفراز هرمونات الأنوثة من أستروجين وبرجسترون التي من مهامها الحفاظ على قوة وصلابة العظام، وكل امرأة من أصل أربعة نساء تُصاب بهشاشة العظام بسبب نقص إفراز هذين الهرمونين، وتزداد نسبة الإصابة بعد عمليات إزالة المبيضين.
العوامل المساعدة في الإصابة بهشاشة العظام
يمكنك تفادي الإصابة بهشاشة العظام ووقاية نفسك منها بتفادي هذه العوامل منها:
الوراثة والعرق
تزداد نسبة الإصابة إذا كان يوجد تاريخ مرضى بإصابة أحد أفراد الأسرة وخاصة الأقرباء من الدرجة الأولى.. ونجد أن الأوروبيين والآسيويين هم أكثر عرضة للإصابة مقارنة ببعض الجنسيات الأخرى، وخاصة ذوي البشرة السمراء الذين يتمتعون بكثافة عظمية عالية.
انخفاض الوزن والنحافة
الذين يعانون من فقدان الشهية العصابي نتيجة عدم التوازن الغذائي وعدم تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم.
العقاقير الطبية
مثل أدوية الكورتيزون، ومضادات الحموضة، ومدرات البول في علاج ارتفاع ضغط الدم، وأدوية تعويض هرمون الثايروكثين المعالج للغدة الدرقية والمرتبطة ببعض الأمراض مثل داء السكري، وزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية وجار الدرقية، والإفراط في تناول جرعات عالية من فيتامين (أ) مدة طويلة قد يؤدي إلى هشاشة العظام.
التدخين وتناول الكحول
أثبتت الدراسات أن شراهة التدخين وتناول الكحول من أسباب الإصابة بهشاشة العظام والإصابة بالكسور لدى كبار السن.
عدم ممارسة النشاط البدني
ممارسة النشاط البدني تقوي العضلات والعظام، وتنظيم ممارستها مع الغذاء المتوازن الذي يحتوي المقررات اليومية من الكالسيوم وفيتامين د يُعد من الوسائل الوقائية الفاعلة.
المرجع
ص ص : 14-15 مجلة التغذية والصحة العدد 44 ربيع الأول 1426 هـ
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.