كعادة الدوري الإنجليزي الممتاز يفرض صراعاً من نوعٍ خاص على كافة المستويات وكل الأصعدة والنواحي، في إنجلترا يحصون عليك أنفاسك، خارطتك الحرارية أين قَطعت الكرة وأين قُطعت منك؛ لماذا ضغطت حين كان يفترض بك أن تلتزم الدفاع..
هناك كرة كان حري بِك أن تقاتل عليها بشكل أكبر، لماذا استنزفت جهدك في كرة ميتة لا تستحق هذا الجهد المبذول، دوري الأضواء والعالم بأكمله يحلل وهذه هي طبيعة اللعبة، فماذا عن أهم إحصائية في كرة القدم وهي الهداف.
صراع هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز
لماذا الهداف هي أهم إحصائية في الكرة ؟
كل الخطط والتكتيكات والأدوار المركبة للاعب دون أخر والجهد الدفاعي والدعم من خط وسط الملعب والمساندة الهجومية للأظهرة تسعى جميعها لهدف واحد فقط وهو أن تدخل الكرة إلى شباك الخصم.
لاعب واحد سيقوم بهذه المهمة، إما بضربة رأس او بتسديدة زاحفة أو تسديدة صاروخية أو كرة خبيثة يخدع بها الدفاع أو يراوغ المدافعين كل هذه وسائل للتسجيل، وسائل للتميز وأن تكون هدافاً ليس بالأمر السهل على الإطلاق، أن يتم إختذال جهدك بالكامل على جزئيات صغيرة للغاية مثل مقدار تحويل الفرص إلى أهداف، سيُحسب عليك هل قمت بتحويل الثلاث فرص إلى ثلاث أهداف أم لا؟
قد يترتب نجاح مسيرة فريق كامل بجماهيره ومدربه وطاقمه الفني والإداري والبدني والإعلامي والمالي وكل شيء سيترتب على مقدار تحويلك أنت للكرات إلى أهداف!
لاعبون أمثال: هاري كين، جيمي فاردي، إيرلنج هالاند، هيونغ من سون، محمد صلاح كل هؤلاء معنيين بسباق هداف الدوري الإنجليزي الممتاز، فمن منهم قادر على الفوز بهذا اللقب الفردي المميز؟
محمد صلاح
أنهى الجناح الدولي المصري عامه الماضي هدافاً للدوري الإنجليزي الممتاز رفقة جائزة أفضل صانع، مما يعني أن اللاعب يتمتع بجودة لا تقارن لكي يتخطى كل هذه الأسماء المحترفة على مستوى الصناعة والتسجيل.
ويتمتع محمد صلاح بخفة ومرونة في اللعب لا تصدق فهو يجيد لعب دور الجناح المهاري السريع ويجيد لعب دور المهاجم الوهمي وصائد الكرات، كما أن ليفربول يثق به كثيراً ويظهر ذلك جلياً من تمريرات زملاء محمد صلاح له فتياجو الكانتارا يعتبر خيار التمرير الأول له كما أن فابينهو وهندرسون لن يتأخروا أبداً في تمرير الكرة لمحمد في حال طلبها منهم، مما يعكس ثقة زملاء محمد فيه واعتمادهم عليه في استلام الكرات في مواقف صعبة.
يسعى صلاح هذا الموسم الى إكمال مسيرة الهداف هذا وأن يكمل في التحدي الذي بدأه في بلاد الضباب، لن يكون تحدياً سهلاً بكل تأكيد لكن محمد صلاح عودنا على أن المستحيل يسمى مستحيلاً فقط لأن احداً لم يحققه بعد ليس إلا، وبكل تأكيد هو ينوي أن يحققه.
هاري كين
النجم الإنجليزي الذهبي الحاصل على الحذاء الذهبي ثلاث مرات وأفضل صانع لعب في الدوري الإنجليزي مرة وحيدة، كما حصل على لاعب الشهر سبع مرات في الدوري الإنجليزي حتى الأن وللمعلومة فقد لعب هاري كين 238 مباراة وسجل فيها 183 هدفاً وساهم في 43 صناعة هدف.
مما يعني أن هاري لاعب من طراز أخر، هاري ليس مهاجم صندوق فقط بل يقوم بأدوار اللاعب المتكامل من بناء اللعب مع زميله سون وباقي الفريق والمساعدة في الخروج بالكرة.
بل قد يقوم بمهام دفاعية أيضاً بلا أي مشاكل، هاري من نوعية المهاجمين الذين تتمنى ان تراهم في فريقك بشكل عام، وينوي هاري كين هذا الموسم أن ينافس على لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز وأن يعود ذهبياً مرة اخرى.
هيونغ من سون
الشمشون الكوري الذي يحبه الجميع، كيف تحب كرة القدم ولا تحب سون؟
المهاجم الكوري الجنوبي الذي تغنى بأهدافه المعلقين ومدحه المتابعين من الخصوم قبل الانصار، فنادي توتنهام ليس من الأندية المحببة لنا كمتابعين عرب أو متابعين للكرة الأوروبية عموماً.
لكن سون حالة أخرى فهو يجعلك تستمع بكم السهولة التي يلعب بها والسلاسة التي ينقل بها الكرات مع زملائه حتى في انطلاقاته مميز للغاية، لعب سون حتى الآن 233 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، سجل فيهم 93 هدف وصنع 47 أخرى.
أي أنه ساهم بشكل مباشر في 140 هدف إما بالتسجيل أو الصناعة وهذه ارقتم مميزة للغاية للاعب جناح، وليس مهاجم صندوق أو لاعب رقم 9، ينوي سون هيونغ مين بمساعدة زميلة هاري كين ضمن خطة المدرب أنطونيو كونتي أن يكون هدافاً للبريميرليج مرة أخرى.
جيمي فاردي
اللاعب الذي ظهر من العدم من اللاشيء خرج لنا هذا الجيمي فاردي، ظهر لأول مرة رفقة ثعالب ليسر سيتي موسم 2014-2015 وسجل خمسة أهداف فقط، لكن فريق ليستر صبر عليه لكي ينفجر هو في المقابل ويهدي مدينودة ليستر وناديها المجد بلقب الأحلام عام 2016 الذي حققه جيمي فاردي ورياض محرز ونجولو كانتي فريق ليستر الشهير الأسطوي.
لكن جيمي لم يكتفي بهذا الحد فحتى الأن لعب فاردي 271 مباراة في البريميرليج وسجل فيها 133هدفاً كما ساهم في صناعة 43 هدفاً أخر لرفاقه، جيمي من نوعية المهاجمين المتحركين المزعجين، ليس لاعباً سهل المراقبة أو التحجيم بل ستجد كمدافع صعوبة بالغة في مواجهته والركض خلفه وتحجيم خطورته.
ولأنه تعامل مع مختلف الفرق الإنجليزية فقد أصبح جيمي متمرساً في عملية قنص الأهداف وإستغلال الفرص أيضاً فلن تستطيع أن تراقبه بسهولة، وينوي جيمي أيضاً أن يكون ضمن المتسابقين هذا الموسم في صراع هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز.
إيرلنج هالاند
هذا اللاعب النرويجي الذي إن حافظ على الإستمرارية في الأرقام التي يسجلها سيغير إحصائيات كرة القدم وخريطتها بشكل عام.
لا يمكن ان تصدق الأرقام لهذا اللاعب فقد بدأ حياته في نادي مولدي النرويجي وسجل 14 هدفاً في 34 مباراة وهو لم يتم ال18 عام !
ثم انتقل إلى سالزبورغ الألماني ليسجل 16 هدفاً في 17 مباراة فقط !
ومن سالزبورغ إلى بوروسيا دورتموند عملاق الكرة الألمانية لعب 67 مباراة وسجل خلالهم 62 هدفاً لينتقل الأن هذا الوحش الى مان سيتي الذي كان ينقصه فقط مهاجم بقيمة هالاند يحول الفرص إلى أهداف وهالاند لا ينوي تفويت هذا التحدي فقد سجل في أول مباراة له مع فريقه مان سيتي هدفين وينوي بطبيعة الحال ان يدخل سباق هدافي الدوري الإنجليزي.
إذاً فالصراع قوي هذا الموسم على الهداف وكل المؤشرات تعطينا إنطباعاً أننا موعودين بموسم قوي وطويل بين الهدافين
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.