قصص | قصة هالات سوداء (2)
..
ما زال اللّيل يدور من حولي، وأنا أدور حول الليل، لا أدري من الذي سيُهزم بالنهاية...
هل سأنام قبل طلوع الفجر أم سأظلّ كي أودّع الليل بكلتا يدي... لا شيء يزداد سوى الهالات الخرقاء...
كنتُ أدور في ليلتي الماضية حول فكرة الحبّ من طرفٍ واحد، هو أمثل بالاشتعال من طرف واحد، أو أن تنذر نفسك من أجل لا شيء..
سؤال يراودني بشدّة، هل حقاً الطرف الآخر لا يشعر بشيء؟
لا يشعر ببريق العنين؟
ولا بدقّة القلب؟
ولا يسمع خفقات القلب؟
ألا يشعر بكل تلك الاضطرابات؟
أم أنه قد استعار جلد التمساح؟
الحب من طرف واحد مؤلمٌ حد الشعور بأنك لست بحي؛ لا تحيا إلا بلُقيا أو نظرة؛ ربما بسمة...
أحياناً تحيا بخبر عابر عنه، وأحياناً تشعر بأن لا لون وفرح بالحياة إلا بوجوده... الحياة صعبة بعض الشيء.
أَأُخبرك بالأمر الأصعب؟
ألّا يدري بوجودك أصلاً..
ولا يهمّه إذا رأيته، أو إذا عشت بعد ابتسامته أم مت..
ولا يهمّه إن كانت حياتك قوس المطر، أم أنها كلها بلون واحد.. اللون الأسود.
سيكون من نعم الله عليك، ومن فضله إن وجدت أن مشاعرك لا تذهب هباء منثوراً، وأن تجد بأن الحياة جميلة برفقة شخص يفهم عليك قبل أن تتكلم؛ فقط من نظرة هو يدري ما تريد وما تشعر به.
ربما لكلّ شخص نصفه الآخر؛ سيجده يوماً في لحظة ما، ربما تكون على أقل قدر من الاستعداد حينها؛ وربما يكون هو حلمك المنتظر.
لا أدري أين انتهيت، وأين بدأت، لكن في إحدى الليالي جاءني هذا السؤال فورّثني هالة، ربما ليس بقدر الندبة ألماً وظهوراً، لكنه مهم بالنسبة لي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.