نيكولا تسلا.. عبقري سبق عصره بأفكار الطاقة والتردد

أحد العلماء الذين غادروا كوكب الأرض، لكنه ترك خلفه أثرًا لا يمحى وإرثًا من الحقائق العلمية والتكنولوجية التي سبقت عصره وزمانه بسنوات ضوئية، وضع المفكرين في دوامة من الشكوك والتساؤلات التي لم يصمت ضجيجها برهة واحدة، إنه صاحب الجملة التي خلَّدها التاريخ وبقيت قنديل نور يسترشد به سالكو طرق العلم والتكنولوجيا، «إذا أردت أن تفهم الكون، فكّر في الطاقة، التردد، والاهتزازات» نيكولا تسلا.

وفي رحلتنا اليوم سنعرف هل عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا النافذة سينصف موقف تسلا أمام كل من اتهمه بالهذيان والخرافات، أم سيؤيد نظرة كثيرين له؟

قد لا يعرف البعض عن نيكولا تسلا سوى اسم لوحدة قياس كهربائية، لكن نيكولا لم يكن مجرد عالم فيزياء اعتيادي، بل كان أقرب إلى «عقل خارق» نزل إلى الأرض من أبعاد عليا في زمنٍ لم يكن مستعدًا له بعد.

مولد العالم العبقري

وُلِد تسلا في سنة 1856 في ما يُعرف اليوم بدولة كرواتيا، وكان منذ طفولته يرى رؤى غريبة يعجز عن الوصول لأي تفسير لها، بل شهد بنفسه على ظواهر عدة لا تنطوي هي الأخرى على تفسير منطقي، ما دفعه للانتباه مبكرًا لفكرة أن كل شيء في الكون قائم على الطاقة والتردد والاهتزاز، ومن حينها قرر أن يسخِّر حياته لاكتشاف طرق التحكم في تلك الطاقة وتحويلها لخدمة البشرية للارتقاء بهذا الكوكب، فصار يبحث عن شيء أعمق مثل علوم الطاقة الكونية والترددات التي تربط المادة بالروح، فضلًا على شغفه الذي اشتعل فتيله في التفكير في أمر البوابات غير المرئية بين الأبعاد الكونية.

نيكولا تسلا والطاقة

لنرَ الآن ماذا فعل ذلك العالم العبقري الذي رأى الكهرباء على أنها كينونة حية واخترع المستقبل من الماضي.

منذ أكثر من 100 عام، وضع نيكولا تسلا أسسًا لتكنولوجيا حديثة تُعد اليوم خيالًا علميًّا لكنها كانت لبنة أساس وخطوات أولى نحو التحكم في الطاقة الكونية وتحرير البشرية من القيود المادية التي تحتجزهم في أبعاد بدائية، فوضع لمسته الساحرة وصنع أجهزة لخدمة الإنسان:

الكهرباء اللاسلكية.. حلم الطاقة الحرة ومشروع برج واردنكليف الطموح

في زمن كانت فيه المصابيح تُضاء بشق الأنفس، نجح تسلا في نقل الكهرباء لاسلكيًّا دون أسلاك أو بطاريات شحن، وذلك عن طريق مشروعه الشهير «برج واردنكليف»، إذ لم يكن مجرد تجربة نجحت بمحض الصدفة، بل محاولة حقيقية لبناء شبكة عالمية تبث الطاقة بالمجان إلى كل بقاع الأرض ومحو للكدح والكفاح من أجل الحصول على أبسط الحقوق لأي إنسان يعيش على هذا الكوكب.

وفي أحد خطابات تسلا الشهيرة قال «إن الأرض ذاتها موصل كهربائي يمكننا بث الطاقة منها مثلما تنتقل الموسيقى في الهواء»، ومن تلك الكلمات يمكن أن نستشف لمحة عن البعد الخامس، أن الطاقة تنتقل عبر الفراغ بواسطة ترددات دون الحاجة إلى وسيط مرئي.

الراديو ونقلة متطورة بعد ماركوني

مع أنَّ ماركوني يُنسب إليه اختراع الراديو، فإن الحقيقة أن تسلا هو أول من سجَّل الفكرة، وبيَّن كيف يمكن نقل الصوت والمعلومات عن بُعد بترددات لاسلكية.

نيكولا تسلا واختراع الراديو

المحرك الكوني.. طاقة الأثير اللانهائية أم طاقة النقطة صفر؟

اخترع تسلا جهازًا صغيرًا في ذلك الوقت وقال إنه قادر على إنتاج طاقة لا نهائية من «الأثير»، وهي طاقة غير مرئية تحيط بنا، تشبه مفهوم «البرانا» أو «الكي» التي تشتهر بها الفلسفات الشرقية.

وهذا أيضًا يشبه كثيرًا ما يقال عن طاقة البُعد الخامس، وأن ذلك موجود فعلًا حولنا لكنها تحتاج إلى وعي أكثر تطورًا حتى يتمكن الإنسان من استخدامها.

نيكولا تسلا والبعد الخامس

في النهاية، يمكننا القول إن العصر الحديث بدأ في إنصاف نيكولا تسلا، وذلك عندما ادعى عام 1899 أنه تلقى إشارات لاسلكية من الفضاء، ووصفها بأنها «ليست طبيعية بل منظمة وكأنها رسالة».

وفي وقتها سخروا منه، لكن اليوم ومع ازدياد الكلام عن الكائنات النورانية والأبعاد العليا، رأى كثيرون أن تسلا قد وصل إلى وعي من طراز رفيع لم يكن يناسب العصر الذي عاش فيه، فحدث تفاقم بين وعيه والوعي الجمعي للبشر حينها.

هل يُنصف العصر الحديث نيكولا تسلا؟

يبقى السؤال مفتوحًا عن مدى صحة التفسيرات الأكثر باطنية لأعمال تسلا ورؤاه، هل كان مهندسًا عبقريًّا سبق زمانه بتقنيات عملية، أم كان يمتلك فهمًا أعمق للطبيعة الخفية للكون؟ إن تقاطع أفكاره مع مفاهيم الطاقة الكونية والأبعاد العليا يجعله شخصية محورية في النقاشات التي تدور في مستقبل التكنولوجيا والوعي البشري.

يظل نيكولا تسلا شخصية آسرة، مهندس للمستقبل وعقل غاص في أسرار الكون بطرق غير مسبوقة، سواء نظرنا إليه كونه مخترعًا عمليًّا غيَّر حياتنا بتقنياته الكهربائية، أو رؤيويًّا سعى لكشف أسرار الطاقة الكونية والترددات، فإن إرثه يتجاوز مجرد براءات الاختراع.

نيكولا تسلا شخصية مميزة

وتستمر مقولته الشهيرة عن الطاقة والتردد والاهتزاز في إلهام الباحثين والمفكرين، سواء في المجال العلمي أو الروحي. في حين يواصل العلم استكشاف مجالات مثل الطاقة اللاسلكية والاتصالات المتقدمة حتى فيزياء الكم والفراغ، وتظل أفكار تسلا الجريئة، حتى تلك التي بدت خيالية أو واجهت التشكيك العلمي، تثير التساؤل حول ما إذا كان هذا العبقري قد رأى فعلًا لمحات من مستقبل لم نصل إليه بعد، ما يضمن بقاء إرثه حيًا ومثيرًا للجدل والتفكير.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

لكي كل التحية يا نجاة 💐💐💐
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

كل الامتنان من القلب لمتابعتك و مرورك العطر ❤️💚
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة