دائماً ما تسعى الأندية الكبيرة أن تكون أكثر نجاحاً على كافة الأصعدة، كرة القدم مهما تعقدت وأصبحت متداخلة وشائكة ومتشعبة فهي لا تزال لعبة بسيطة، أدخِل الكرة الشباك أكثر من خصمك لكي تفوز بالمباراة!
الأمر بهذه السهولة في النهاية، والأندية الكبرى بحاجة إلى أخصائي بهذا الصدد ويتقن السهل المتتنع وهو تحويل الفرص إلى أهداف في مرمى الخصوم، مان سيتي وليفربول حالياً هما عملاقا الدوري الإنجليزي الممتاز وهما بحاجة إلى مهاجم يجعل الأمور أكثر وضوحاً هناك في بلاد الضباب.
داروين نونيز أم ايرلينج هالاند من الأفضل ؟
إيرلينج هالاند هذه الماكينة النرويجية إن حافظت على الإستمرارية في الأرقام التي تسجلها ستغير إحصائيات كرة القدم وخريطتها بشكل عام.
لا يمكن ان تصدق الأرقام لهذا اللاعب فقد بدأ حياته في نادي مولدي النرويجي وسجل 14 هدفاً في 34 مباراة وهو لم يتم ال18 عام !
ثم إنتقل إلى سالزبورغ الألماني ليسجل 16 هدفاً في 17 مباراة فقط !
ومن سالزبورغ إلى بوروسيا دورتموند عملاق الكرة الألمانية لعب 67 مباراة وسجل خلالهم 62 هدفاً لينتقل الأن هذا الوحش الى مان سيتي الذي كان ينقصه فقط مهاجم بقيمة هالاند يحول الفرص إلى أهداف وهالاند لا ينوي تفويت هذا التحدي فقد سجل في أول مباراة له مع فريقه مانشستر سيتي هدفين وينوي بطبيعة الحال ان يدخل سباق هدافي الدوري الإنجليزي.
إيرلينج مناسب جداً لمنظمة مان سيتي وفريق بيب جوارديولا أكثر من غيره ذلك لأن بيب يلعب بطريقة التيكي تاكا.
بصمة بيب جوارديولا
بيب يلعب لعبة نفسية مع كل فرقه التي دربها وهي أنه لا يسمح لك أن تخسر نفسياً بأن تركض خلف الكرة ويرى بكل بساطة أن الكرة ما دامت معك فهي ليست مع خصمك، أي بطبيعة الحال هو يرقض أكثر طلباً للكرة أو في حال لن يرقض فهو محروم من اللعب تماماً، وينتظر ما ستفعله أنت بالكرة فتنتصر أنت نفسياً، بمعدل استحواذ مرعب للسيتي يصل الى ٧٠٪ أو حتى ٨٠٪ في بعض المباريات يبدو وأن بيب حول الدوري الإنجليزي إلى نزهة للاعبيه الذين يحركون الكرة كما يشاء كل منهم.
أعلى معدلات المشاركة في الهجمة وأعلى معدلات بناء اللعب وأكثر تقييمات صناعة الأهداف هي دائماً بفرق هذا العبقري الأسباني بيب جوارديولا.
الأمور ليست على أفضل حال لفلسفة بيب مؤخراً وذلك لأنه أحياناً ينسى أن كرة القدم في بعض الأحيان والظروف تحتاج للبساطة، بساطة من نوعية رفع الكرة على رأس مهاجم طويل القامة لكي يسجل هدفاً وانتهى الأمر!
جوارديولا واستدعاء هالاند
بيب أحياناً ينسى هذه المبادئ البسيطة لدرجة أنه أخر موسمين يلعب بدون مهاجم بوكس صريح لاعب رقم 9 وهذا ما جعله يستدعي هذا الموسم النرويجي إيرلينج هالاند المهاجم المرعب، سعياً من بيب ولاعبيه أن يحولوا سيطرتهم الى أهداف أكثر.
مثلثات بيب الشهيرة بين لاعبيه تفتقد للإنهاء أكثر من كل شيء ولا لاعب حالياً بمعطيات السوق أفضل من هالاند لينضم لكتيبة بيب، فقط تخيل كيفين ديبروين يمرر لإيرلينج هالاند!
هل تخيلت؟ نحن نتكلم عن صانع لعب واحد فقط في هذا الفرق المدجج بصناع اللعب مثل بيرناردو سيلفا الساحر البرتغالي ومواطنه جواو كانسيلو وكايل ووكر وغيرهم.
فقط سيحتاج مان سيتي أن يقنع هؤلاء اللاعبين أن التمرير لهالاند هو الطريقة الأفضل لإنهاء الهجمات ويتذكروا أن هناك لاعب 9 في الفريق.
من جانب إيرلينج فهذا إختبار حقيقي له ولإمكانياته في الدوري الأصعب في العالم رفقة اللاعبين الأفضل والمنظومة الأجهز في العالم.
داروين نونيز مرعب الحراس
نونيز هو اللاعب الذي قرر ليفربول أن يدفع مقابله 100 مليون باوند ويراه كلوب بديلاً لساديو ماني!
من هو نونيز وهل هو حقاً مهاجم مرعب للحراس والمدافعين؟
داروين غابرييل نونيز الأوروغواياني الذي تسلم راية مهاجمي اوروغواي بعد ثنائي ذهبي مثل كافاني وسواريز اللذان لم يبخلا بنقطة عرق لأجل بلادهم.
داروين لاعب من طينة مختلفة عن سواريز وكافاني فهو لاعب ديناميكي وسريع وحيوي ومتحرك، كلها أوصاف نود أن نقول من خلالها أن داروين مهاجم متحرك ومزعج ولا يحب أن يكون محفوظ التحركات كما يمكنه اللعب كجناح مستغلاً سرعته.
نونيز لعب في فريق بلاده بينارول الأورغوياني والذي يعد أحد أكثر فرق أمريكا الجنوبية الحاصلة على الإنجازات وعلى لقب كوبا ليبرتادورس في خمس مناسبات سجل مع هذا الفريق 4 اهداف في 14 مباراة ثم انتقل الي ألميريا الأسباني وسجل 16 هدف في 30 مباراة، ثم التحق بنادي بنفيكا وسجل 32 هدفاً في 57 مباراة ودخل تحدي أخر مع نادي ليفربول ويطمح ان ينسجم مع صلاح في ثنائية جديدة في ليفربول.
يورجن كلوب وأداء نونيز
ويلعب ضمن مدرسة الضغط العالي مع المدرب الثوري يورجن كلوب الألماني الناري، الرجل الذي حول لاعبي ليفربول الي سيارات سباق وماكينات ضغط عالي!
يورجن لا يحب كل هذا التعقيد الذي يمارسه بيب ولاعبيه، يعتقد أن كرة القدم قائمة على الركض أكثر والضغط المتتابع على خطوط الخصم بكثافة عالية والسيطرة على مجريات المباراة عن طريق جعل الخصم ينهار من الضغط على أضعف حلقاته.
يورجن لا يحب أن يشعر خصومه بالراحة في التحضير ولذلك تجد حتى الأظهرة ومنتصف الملعب يشاركون في عمليات الضغط العالي التي يقوم بها حين قيام المنافس أمامه ببناء الهجمة، سمة اللاعبين المشاركين دائماً مع كلوب هي السرعة.
طريقة لعب يورغن كلوب تجعل الخصم دائماً في وضع الحيرة من هذا الفريق المجنون الذي يمارس عليك الضغط ويحتكر اللعب الهجومي ولا يسمح لك حتى بالتنفس عوضاً عن بناء اللعب وتنظيم صفوفك.
هل نونيز هو الأنسب لطريقة ليفربول ؟
نونيز هو اللاعب الأنسب لطريقة يورجن كلوب ويتوقع أن ينفجر بالأهداف في أي لحظة.
هالاند أم نونيز ؟
هذا سؤال لا يعتمد على اللاعبين فقط بل على المنظومة أيضاً والمدرب ولا يمكن الحكم من مبارة واحدة مثل مباراة مانشستر سيتي وليفربول في الكأس لندع الأيام تخبرنا بالإنتداب الأكثر فعالية فيهم.. أما النرويجي هالاند او الأوروغواياني نونيز لكن لنستمتع بكليهما معاً على كل حال.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.