نوسانتارا.. العاصمة الجديدة لإندونيسيا

 ليس غريبًا على الشعب الإندونيسي هذه المشروعات العملاقة التي تُدرس جيدًا التي يتوقع لها النجاح الكبير.

فقد وافق البرلمان في إندونيسيا على مقترح قدمه الرئيس ويدودو يشمل نقل عاصمة البلاد من جاكرتا إلى مدينة نوسانتارا التي تقع في مقاطعة (شرق كلمنتان) على جزيرة (بورنيو)، حيث الغابات المطيرة ومناطق توافر المعادن في هذه المدينة ذات المساحة الكبيرة التي تصل إلى 257 ألف م2.

اقرأ أيضًا مشروع نوسانتارا.. عاصمة جديدة في غابات إندونيسيا وسط تحديات اقتصادية

تصميم العاصمة الجديدة

صُمم المخطط لتقسيم مدينة نوسانتارا إلى 3 مناطق، حيث تشغل المنطقة الأولى العاصمة الجديدة للبلاد، والمنطقة الثانية مركزًا حكوميًّا كبيرًا، يضم المصالح والمؤسسات، بالإضافة إلى منطقة ثالثة تسمى منطقة التطوير وتتجاوز مساحتها 200 ألف م2.

 أما عن اسم مدينة نوسانتارا العاصمة الجديدة لإندونيسيا فهو يعني مجموعة الجزائر المبعثرة أو الأرخبيل في اللغة المحلية، فقد كان يطلق هذا الاسم على مجموعة الدول التي كانت تمثل الأرخبيل الملاوي، وهي سنغافورة وماليزيا وبروناي، بالإضافة إلى إندونيسيا.

واختيرت المدينة بإجراء مشاورات بين الرئيس الإندونيسي ومجموعة من الخبراء، إذ وقع اختيارهم على مدينة نوسانتارا، لأنها تمثل جغرافيا إندونيسيًّا وتعد رمزًا لها، إضافة إلى قابليتها للتطوير السريع.

اقرأ أيضًا حديقة أنشول.. وأفضل أماكن سياحية في جاكرتا ننصح بزيارتها

 العاصمة الجديدة والفكرة القديمة

 مع أن مدينة نوسانتارا ستكون العاصمة الجديدة لإندونيسيا، فإن فكرة نقل العاصمة كانت فكرة قديمة.

فقد كانت إندونيسيا دائمًا تبحث عن حلول للمشكلات التي تتعرض لها العاصمة الحالية جاكرتا مثل الاكتظاظ السكاني الكبير، إضافة إلى الفيضانات المستمرة التي تؤثر كثيرًا في الاستثمارات والحياة، وتحتاج إلى جهود كبيرة للتعامل معها، وكذلك إلى تخفيف عدد  المصالح الحكومية والمؤسسات.

إضافة إلى تعرض منطقة جاكرتا لهبوط الأراضي وهو ما حدث بسبب استخراج المياه الجوفية بدرجة كبيرة في أكثر مناطق العالم من جهة الكثافة السكانية، وهي جزيرة جاوا التي تقع بها جاكرتا.

 يذكر أن الرئيس الإندونيسي الراحل (أحمد سوكارنو) كان قد اقترح نقل عاصمة البلاد في عام 1957، لكنه قد اقترح مدينة (بلانجكارايا)، وهو اقتراح لم يُنفذ، حتى جاء الرئيس (محمد سوهارتو) وأصدر قراره عام 1997 بإعداد منطقة (جونجول) لتصبح عاصمة إدارية للبلاد، وتُنقل كل المؤسسات الحكومية إليها، لكن الأمر لم يُنفذ بالكامل.

وفي عام 2013 بُذلت جهود كبيرة للرئيس (سوسيلو بامبانج) لإنشاء عاصمة جديدة للبلاد أو في الأقل نقل الحكومة بمؤسساتها إلى خارج العاصمة جاكرتا.

 أما الرئيس (جوكو ويدودو) فقد اقترح نقل العاصمة من جاكرتا إلى إحدى مناطق (جزيرة كاليمنتان)، وهو ما وافقت عليه الحكومة والبرلمان في إندونيسيا، كما اقترح بأن يكون اسم العاصمة الجديدة هو نوسانتارا وهو ما أيدوه رسميًّا في البرلمان عام 2022.

اقرأ أيضًا ماذا تعرف عن زراعة الأسماك في إندونيسيا؟

 معلومات عن العاصمة الإندونيسية الجديدة

 تسعى الحكومة الإندونيسية بجدية إلى نقل العاصمة من جاكرتا إلى المدينة الجديدة نوسانتارا في عام 2025، إذ تتحدث الأخبار عن نقل نحو 2 مليون نسمة من بداية المشروع إلى نهايته، وهو عدد كبير من السكان سينقلونه في مدة قصيرة، وهو ما يوضح أيضًا الجدية الكبيرة التي تتعامل بها الحكومة الإندونيسية مع مسألة العاصمة الجديدة.

 وتؤكد الأخبار التي أذاعتها حكومة إندونيسيا أن الحياة في العاصمة الجديدة ستكون أكثر صحة ونظافة، حيث ستكون المنازل خضراء والحياة خالية من الازدحام، إضافة إلى الخدمات المتطورة مع الاعتماد على الطاقة المتجددة.

إضافة إلى تأكيد الحكومة الإندونيسية أن 80% من وسائل النقل في العاصمة الجديدة ستكون صديقة للبيئة، كما أن مدينة نوسانتارا لن تحتاج كثيرًا إلى وسائل النقل، فيستطيع الشخص الوصول إلى أي مكان في خلال 10 دقائق.

اقرأ أيضًا 8 من أفضل الوجهات السياحية في العالم

تكلفة المشروع

 هذا المشروع الملهم قد يتكلف نحو 33 مليار دولار، إذ تشارك الحكومة الإندونيسية بنحو 20% فقط من الكلفة.

في حين تسعى للحصول على استثمارات وتمويلات لتغطي النسبة المتبقية، وهو ما وضعت معه الحكومة كثيرًا من الاقتراحات والمحفزات الاستثمارية الجاذبة للمستثمرين للعمل في مدينة نوسانتارا.

ثم أن الأرقام المبدئية التي أعلنتها الحكومة في إندونيسيا التي تستهدفها من هذا المشروع هو الوصول إلى تحقيق أرباح تقدر بنحو 180 مليار بحلول عام 2045، إذ تسعى إندونيسيا للوصول في هذا التوقيت إلى مصاف الدول المتقدمة على مستوى العالم.

وهو ما يشير إلى أن مشروع العاصمة الجديدة جزء من خطة طويلة المدى لنقل البلاد إلى مستوى أفضل اقتصاديًّا واجتماعيًّا.

 تسعى أيضًا إندونيسيا انطلاقًا من إنشاء العاصمة الجديدة لإنشاء مستشفى دولي، إضافة إلى مؤسسات تعليمية ذات جودة عالمية، وخدمات إنترنت فائقة، ومنطقة للسياحة العلاجية والاسترخاء ضمن برنامج الاستثمار الذي يتضمنه المشروع.

 وفي نهاية هذا المقال الذي حاولنا فيه إلقاء الضوء على مشروع إندونيسيا، بنقل العاصمة من جاكرتا إلى مدينة نوسانتارا.

نتمنى أن نكون قدمنا لك المعرفة والمتعة والإضافة. ويسعدنا أن تشاركنا رأيك في التعليقات ومقترحاتك عن مقالات أخرى ترغب في قراءتها على جوك.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة