نفس منهارة

فخورة أنا بقلبي الصغير، تعرَّض للظلم والكسر والطعن والغدر ولا يزال ينبض، أطلقوا عليه رصاصًا وما زلت حية.. آه! مجموعة من الحمقى لا يعرفون أن قلبي مملوء بالثقوب..

صحيح أنني أبدو وكأنني أستطيع أن أحمل العالم كله على كتفي، وأنا في الحقيقة أحمل نفسي.. في هذه اللحظة بالذات صدقت مقولة إن «المظاهر خادعة».. مبتسمة دائمًا.. وأنا أكثر إنسان يستطيع إقناعك أن الحياة جميلة، مع أنني أكثر إنسان محطم في داخلي..

غالبًا ما أُحدِّث الناس وأعاملهم بالطريقة التي أريد أن يعاملوني بها.. لكن لا أحد يكترث لأمري أو يهمه وجودي.. أُونس غيري ولا أحد يؤنسني أو بالأحرى لا أحد يفهمني.. أملي في الله تعالى لا غير.. لكن الغصة هي التي تحطمني.. آه! كم هو مؤلم أن تتحدث وفجأة تتغير نبرة صوتك وتقف ضدك وتتحداك وتقول: إما أن تصمت وإما أن تضحك.. فتهزمك تلك الدموع التي تسقط دون سابق إنذار..

«انتهت المسرحية.. وعاد المهرج إلى حزنه»... هذه العبارة تصف يومي.. ففي النهار أصبح ممثلة بارعة.. وفي المساء أعود إلى حالتي .. آه يا عالم استطعت أن أقنعك أنني بخير.. لكن كيف سأقنع نفسي؟ 

إنسان تائه في وسط عالم مخيف.. لا ثقة في أي أحد.. عالم كاذب ومخادع.. كلهم ودون أي استثناء كانوا صادقين في كذبهم..

في عالم نرسم فيه أحلامنا بكل رقة فيفسدها بكل دقة.. عالم سقطت فيه تفاحة واحدة فأدركوا قانون الجاذبية.. بالمقابل سقطت ملايين الجثث ولم يدركوا معنى الإنسانية..

آه.. صامتة لكن بداخلي ضجيج يطحن عظام صدري.. وعندما رأيت أن الصدق يغضب بعضنا.. تيقنت أن الصمت حكمة..

لا بأس بذلك لقد اعتدت.. في الأخير سأظل أكتم وأكتم وأكتم.. حتى تقتلني شهقة البكاء في ليلة ما وينتهي أمري.. وسينتهي إزعاجي إلى الأبد.. لكن تحمَّلوني قليلًا..

وفي الأخير حكاية تبدأ، وأخرى تنتهي والأيام تمضي ولا شيء يدوم أبدًا..

«الحمد لله على كل حال»..