نحن بشر من دم ولحم وعصب وروح وقلب وعقل ونفس، فسبحان الله الخالق البارئ المصور، الذي أحسن صورنا وإليه المصير، فضَّلنا على جميع مخلوقاته بالعقل.
ستجد أيضًا على منصة جوك المحصلة و التغذية العقلية
كيف يرتقي الإنسان بعقله عن جميع المخلوقات؟
عقل الإنسان هبة إلهية تستوجب الشكر الدائم لها، فمن تمام شكر نعمة العقل، الحفاظ عليه وصيانته وحمايته من جميع المدمرات التي تدمره سواء كانت حسية أو معنوية، ومن تمام شكر نعمة العقل أيضًا، استخدامه فيما يعود بالنفع على صاحبه وعلى الناس أجمعين.
فالإنسان بعقله يرتقي إلى مستويات عالية من العلم والمعرفة، من خلال تعلمه وإدراكه للأشياء والعلوم على ما هي عليه إدراكًا جازمًا، وبه يستطيع تصور أشياء لم تحدث كالتكنولوجيات الحديثة التي نعيشها اليوم، والتي لم نكن نتصور حدوثها في يوم من الأيام، فهو أداة للإبداع والاختراع.
وبعقله يستطيع أيضًا إدارة الأزمات من خلال تقديم الحلول للمشكلات على اختلافها وتنوعها، وقد ألَّف العلماء في هذا المجال كتبًا عديدة، وابتكروا طرقًا مختلفة، فعلى سبيل المثال نذكر طريقة تستخدمها أكبر الشركات العالمية في التعامل مع المشكلات وإيجاد الحلول لها والتي تسمى: five whys أو الخمس لماذا؟
فبعض المشكلات تكفيها لماذا واحدة لمعرفة سببها والخروج بحل لها، ومنها ما تحتاج إلى اثنين أو ثلاثة وهكذا، وكل هذه العمليات مركزها العقل.
وبالعقل يستطيع التخطيط والتنظيم لمهامه اليومية ومشروعاته وأهدافه المستقبلية، بوضع مخططات يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية، حتى مخططات بعيدة المدى، كلها من تخيل العقل وتصوره، وإذا أردنا أن نعد وظائف العقل لن نحصيها لكثرتها وتنوعها.
ستجد أيضًا على منصة جوك أضرار الأعراف التقاليد السيئة على المجتمع
كيفية الحفاظ على نعمة العقل؟
وللحفاظ على هذه المنة العظيمة والنعمة الجسيمة التي أنعم الله علينا بها، وجب أن نجتنب كل أنواع المدمرات التي تذهب به، نذكر منها الحسية كالخمر والمخدرات والأكل غير الصحي والإفراط في السهر الطويل والنوم في النهار زيادة على اللازم، والركون إلى منطقة الراحة بحيث لا يبذل العقل أي جهد.
والمعنوية كالعزلة عن الناس وقلة التواصل، وكذا العيش في دوامة السلبية والحزن والكآبة، فكل هذه الأمور السالفة الذكر -حسية كانت أو معنوية- قد تتسبب في هلاك العقل ودماره.
والضد بالضد يُذكَر، فمن أراد الحفاظ على عقله، فليتبع نمط حياة أكثر صحة واعتدال، كالانتظام في الأكل والشرب، وأخذ قسط كاف من النوم، وخاصة ممارسة الرياضة، فكما قيل: "العقل السليم في الجسم السليم"، والخروج به من منطقة الراحة المحيطة به بتعلم أشياء جديدة.
سواء كانت علومًا أو مهارات أو لغات أو غير ذلك، ومخالطة الأشخاص الموهوبين والمؤثرين الإيجابيين للتعلم منهم فيما يعود بالنفع، فتتعود على الإيجابية في رؤية الأشياء والابتعاد عن الشكوى والتذمر.
في الأخير، حبذا لو نذكر أنفسنا بأن العقل أمانة في أعناقنا، وجب الحفاظ عليه وصيانته لننتفع وننفع به أيما إفادة.
ستجد أيضًا على منصة جوك الحد الفاصل الحقيق بين الإنسان والحيوان
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.