«نظرة عامة إلى الحياة».. خواطر وجدانية

الحياة هذا اللغز الكبير المحير الذي يحتوينا، نعيش بين ثناياها باحثين عن إلهامنا وأنفسنا، لنظن بداية الأمر أنها محط أمنيات نرسمها كما نرسم خطًا واصلًا بين النجوم في الليل.

لطالما آمنت بوجود سر يكمن خلفها، وخلف توجيهها لنا، فكم هي الدروس التي قد تمنحها في اليوم الواحد ولن يلاحظها سوانا؛ أي من عاش الدرس، لكننا نفوت كثيرًا من تلك الدروس التي قد لا تتكرر بسهولة، فإني وإن عزمت على تصنيف الحياة بدروسها التي ترسلها لنا على هيئة مواقف لقلت:

إنها دروس عدة، كموقف عابر، ماذا قد يفيدك رؤية أحدهم يضحك؟ وماذا ستدرك من حزن الآخر؟ فهنا تبعًا لتدقيقٍ حثيثٍ في ماهية هذه الحوادث التي لا بد أن نمر بها، ولا يجد الجميع متعة في التشبع من تفاصيلها، يكمن درسٌ كبير في كل شيء.

انظر وقت الغروب إلى أسراب الطيور تلف السماء بنظام دقيق، ربما لو فعلنا ذلك نحن البشر لاحتجنا عشرات المرات إلى تدريب لإتقانه، وإن تلك الأسراب لا تلقي بالًا إن خرج عنها طيرٌ بغير قصد، ناظرةً إلى الكم الهائل الذي التزم المسار وأخرج لنا هذا الفن البديع.

أنظر إلى الأطفال وعمق أسئلتهم، وأقف قليلًا، ثم أذهب إلى زاوية بعيدةٍ ذات صلة، ألقي بكل اللوم على البالغين في إخراج الأطفال من فطرية إبداعهم إلى أقفاص الأنماط التي فصلها وركبها وصب أساسها جمع من البشر أرادوا احتكار الإبداع لهم، ناسين أنهم لا بد يومًا ذاهبون، لنعد إلى الأطفال.

إلى الإعجاز الذي لن يفنى إلا بفناء البشر، كيفية تفكيرهم وآراءهم وحلولهم التي نرفض نحن العاقلون السماع لهم، وفتح مجال المشاركة لهم ناسين أنهم ذوو عقل، واضعين لهم أقفاصًا تحجم إبداعهم، وتمحو ذواتهم الحقيقية مؤمنين أشد الإيمان بصواب أفكارنا وتمام عقلنا، وأشك في عقلنا في مثل هذه المواقف.

لهذا لا بد لنا من وجود سبل أخرى لتصحيح مسار هذا العالم، وعدم إفلات أي من الدروس التي تقدمها لنا الحياة؛ لأنه قد تفوتنا ولا تتكرر إلا بعد فوات الأوان وارتكاب الأخطاء التي ربما كان باستطاعتنا عدم ارتكابها.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

بالتوفيق صديقتي هناء
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة