عندما كنت أستعد للنزول والذهاب إلى المدرسة في أول يوم من امتحانات الثانوية العامة بعد أن تناولت طعام الإفطار لم أكن أشعر بالخوف أو القلق فقد كنت مستعدًا جيداً للامتحان، كان الوقت لا يزال مبكراً على النزول فخرجت إلى شرفة المنزل استنشق بعض الهواء، وبينما كنت إلتفت لمحت السيدة تهاني جارتنا في شرفة منزلها المجاور لنا تنظر إليّ نظرة شفقة وحزن ثم قالت لي كان الله في عونك.. كانت هذه النظرة وهذه الكلمات كفيلة بأن تحولني من حالة الاطمئنان إلى حالة الخوف فقد شعرت بعدها أني مقدم على امتحان صعب وأصابني التوتر والقلق، حاولت مراجعة مادة الامتحان في ذاكرتي فلم أتذكر شيئاً، ذهبت إلى قاعة الامتحان فوجدت بعض الزملاء يتصفحون الكتب فإزداد شعوري بالتوتر وحتى عندما تسلمت ورقة الامتحان وجدت نفسي أفقد التركيز تماماً فقد اقتحمت فكرة أن الامتحان سيكون صعب كل تفكيري.
جلست قرابة نصف ساعة اقرأ الأسئلة دون تركيز ولا أفهم شيئاً، طارت كل المعلومات من رأسي حتى دخل أحد الموجهين قاعة الامتحان وكان وجهه بشوشاً وألقى علينا التحية بصوت مرتفع ثم قال أظن أنّ الامتحان سهل وبسيط وأجابه بعض الطلبة نعم يا أستاذ بدأت أتنفس واستعيد ثقتي، هدأت نفسي وبدأت الأفكار تنساب في عقلي وأحل جميع الأسئلة بعد أن تخلصت من هذه الفكرة التي اقتحمت عقلي وسيطرت على تفكيري.
كل هذا الوقت بسبب كلام جارتنا العزيزة ونظرتها القاتلة.عرفت بعد ذلك من خلال الدراسة والكتب أن الكلام والأفكار السيئة لها قدرة مهيمنة تشل العقل تماماً وتحرمه من التركيز والتفكير في أي شىء آخر، وتحبسه داخل حالة واحدة من الانفعال والتوتر، وبالتالي تعلمت بالتدريب كيف أطرد هذه الأفكار السيئة وأحفز نفسي بالأفكار الإيجابية والثقة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد