يجب أن يبدأ العمل بنظام صحي غذائي منذ الولادة، فالرضاعة الطبيعية هي أول لبنة لبناء نظام غذائي صحي، ولا تنازعها في ذلك أي بدائل أخرى.
ومن ثم يأتي دور الأطعمة الداعمة للرضاعة، وذلك خلال الأشهر الأولى من عمر الرضيع، ما يضمن نموه بسلامة وأمن.
اقرأ ايضاً فوائد الأكل الصحي.. هل الوجبات السريعة أرخص من اتباع نظام غذائي؟
نظام صحي للولادة
ومع تقدم الإنسان بالعمر يصبح نظامه الغذائي أكثر تنوعًا وغنى، إلا أنه يكون أكثر ضررًا وأقل نفعًا وفائدة، نتيجة العادات الغذائية الخاطئة المتبعة في المراحل العمرية الأولى، خاصة مرحلة المراهقة التي لا تقل أهمية عن مرحلة الطفولة المبكرة، لما لها من دور مهم في بناء الجسم بطريقة صحية ومثالية ذات نظام مناعي متين ومقاوم للأمراض.
وبالرغم من انتشار حملات التوعية التي تهدف إلى اتباع أنظمة غذائية طبيعية غنية بالخضار والفواكه والبقوليات والبروتينات ذات المصادر النباتية، ولا بأس بكمية معتدلة من اللحوم الطازجة والبيض ومشتقات الألبان، وغيرها من المواد الغذائية الضرورية لجسم الإنسان وصحته، فإن المشكلة تكمن بأن المأكولات المصنعة والأطعمة الجاهزة قد باتت النمط الغذائي السائد لمعظم المراهقين والشباب.
اقرأ ايضاً الكيتو.. هل هو نظام غذائي صحي أم لا؟
نصائح هامة لنظام غذائي سليم
لذلك، انبرت المنظمات الدولية التي تعنى بصحة الإنسان، كمنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الغذاء والدواء العالمية، وغيرها من الهيئات الطبية والصحية، على تأكيد ضرورة اتباع نظام غذائي صحي يرتكز رئيسيًّا على عدة نقاط، أهمها:
ـ أولًا: تناول الفواكه والخضار الطازجة غير المعدلة وراثيًّا وغير المعاملة بالأسمدة الكيماوية والمبيدات الزراعية، كبديل عن الوجبات الخفيفة ذات السعرات الحرارية العالية، كالبسكويت والشوكولا وعصائر الفواكه المركزة والمشروبات الغازية.
ـ ثانيًا: الاستعاضة عن الدهون والشحوم الحيوانية كالزبدة والسمن بالزيوت النباتية غير المهدرجة، كزيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت عباد الشمس.
ـ ثالثًا: التوجه إلى تناول الطعام المطهي والمسلوق بدلًا من الطعام المقلي.
ـ رابعًا: الابتعاد تمامًا عن الأطعمة المعلبة، والتقليل ما أمكن من تناول الحلويات والسكريات الصناعية.
ـ خامسًا: الحرص على تناول مشتقات الحليب قليلة الدسم.
ـ سادسًا: تناول اللحوم البيضاء كالأسماك والدواجن بديلًا عن اللحوم الحمراء، وخاصة الأسماك، لما تحتوي عليه من كمية كبيرة من حمض أوميغا 3 المهم لصحة القلب والأوعية الدموية، فقد أثبتت الدراسات أن المداومة على تناول الأسماك تقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية 15%، من ناحية أخرى، فالأسماك مصدر جيد لفيتامين د الذي يؤدّي دورًا أساسيًّا في تقوية النظام المناعي للجسم والوقاية من هشاشة العظام.
-سابعاًأما لحم الدجاج فيحتوي على مستويات عالية من البروتين، وغني بالفيتامينات والمعادن خاصة السيلينيوم الذي له أهمية في الوقاية من السرطان والحفاظ على صحة الدماغ.
ـ ثامنًا: الإكثار من تناول البقوليات والحبوب الكاملة الغنية بالألياف والبروتينات النباتية والكربوهيدرات والمعادن الضرورية لجسم سليم ومعافى.
ـ تاسعًا: التوصية باتباع الرضاعة الطبيعية أساسًا لتغذية حديثي الولادة.
وبمعنى آخر، فإن النظام الغذائي ليس وقائيًّا فحسب، بل علاجي لكثير من الأمراض الخطيرة التي تهدد حياة الإنسان، كارتفاع الضغط والسكري وأمراض القلب والسرطان.
ولعلنا لا نبالغ إذا شبهنا جسم الإنسان بالبناء الذي يجب أن ندعم أساساته وركائزه، حتى يدوم زمنًا أطول بقوة ومتانة قادرة على مواجهة العوامل المحيطة الجهدة.
وهكذا، فإننا إذا أردنا أن نحيا عمرًا مديدًا، وأن نتمتع بتمام الصحة والعافية، فعلينا التركيز على نوعية طعامنا، والاهتمام بجودة وسلامة غذائنا، وأن نتبع المبدأ القائل: "علينا أن نأكل لنعيش، لا نعيش لنأكل".
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.