بإمكان كل إنسان أن يكون أبًا، لكن ليس كل إنسان يصلح أن يكون مربيًا، وهنا يجدر بنا أن نفرق بين شيئين: التربية والرعاية.
التربية الصحيحة للأطفال
قد يظن البعض أن وظيفة الأب هي توفير الطعام والشراب والملبس لأبنائه معتقدًا بذلك أنه أدى واجبه تجاه أبنائه كأب، غير أن التربية أكبر من ذلك بكثير، كونها تعني تعليم الطفل الصواب والخطأ، الحلال والحرام، ما يصح أن يفعله، وما لا يصح فعله.
لكم سمعنا آباءً كانت صدمتهم بسوء أخلاق أولادهم وهم يقولون لأنفسهم: لم نقصر في حقهم، لقد فعلنا ما لم يفعله أي أب لأبنائه، حتى لبن العصفور لم نبخل عليهم به.
في الحقيقة، إنك أب مسكين، كونك تعتقد أن المال هو كل شيء في الحياة، ونسيت أو تناسيت أن الوقت الذي تقضيه مع أولادك لا يمكن لأي مال أن يعوضه.
الأب الناجح هو ذلك الأب الذي يتمتع بفطرة سليمة، يمكنها أن تميز وبسهولة الجميل من القبيح، والشر من الخير، والحق من الباطل.
التربية الإيمانية في مرحلة المراهقة
يأخذنا هذا الحديث إلى التربية الإيمانية كضرورة تربوية ودينية يجب على المربي أن يتعهد طفله بها منذ الصغر، في وقت تموج فيه الفتن وتكاد تعصف بشباب هذه الأمة.
ولأن معظم مشاكل التربية وأزماتها الحقيقية لا تظهر بوضوح إلا في مرحلة المراهقة، فيبدأ الطفل الذي صار رجلًا وخط الشعر في أماكن متفرقة من جسده، يشعر برجولته، وبشخصيته التي يجب احترامها وتقديرها، حتى أن بعض المراهقين يسعى لفرض كلمته على أبيه وأمه.
يجب أن يشعر الأب أبناءه أنه دومًا القائد والمسيطر على زمام الأمور، والتأكيد على قوانين داخل البيت لا يمكن التساهل بحقها، كمواعيد العودة إلى البيت، والالتزام بوقت النوم وكذلك الاستيقاظ، فضلًا عن تأدية الواجبات وعدم تأجيلها إلى الغد.. إلخ.
القسوة في تربية الأطفال
الحزم لا يعني القسوة في المعاملة أو الإساءة إلى الأبناء، فالأب الذكي يدرك جيدًا أن أقرب طريق لطفله هو مصاحبته والتقرب إليه ومشاركته أنشطته ولعبته المفضلة، فيكون بذلك قد جمع بين الحزم والقرب، فيكون وصوله لقلب ابنه أكبر.
واعلم رعاك الله أنه إذا لم يشعر طفلك بحبك له وحبه لك وتعلقك به وتعلقه بك، فلن يقبل عليك، ولن يتقبل منك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.