بعد أن تجاوزت الكتابة أدوارها البسيطة في التعبير عن النفس وأصبحت مهارة من مهارات المستقبل، يمكن بواسطتها الحصول على فرص عمل والمشاركة في كثير من الأنشطة، بخلاف القدرة على التواصل الفعال مع الأشخاص، أصبح لزامًا على كل الناس تطوير مهارات الكتابة لديهم.
وفي هذا المقال الذي يستهدف المبتدئين نقدم مجموعة من النصائح التي تساعد على تطوير مهارات الكتابة بطريقة مبسطة.
من هنا تجد كورس كتابة المسرحية!
اقرأ أيضاً كيف يمكن للكتابة المسرحية أن تعزز مهارات الكتابة؟
أهم مهارات الكتابة
يوجد عدد من المهارات التي تساعد في إتقان عملية الكتابة، بعضها يتعلق بالكتابة نفسها والآخر يتعلق بأمور خارجية تساعد على تجويد الكتابة وخروجها بأفضل صورة، ومن أهم هذه المهارات:
مهارة البحث
لا يستطيع الكاتب أن يكتب في موضوع محدد دون عملية البحث لا سيما في مرحلة المبتدئين والموضوعات التي تتطلب معلومات وأرقامًا دقيقة؛ لذا يجب أن تسبق عملية البحث عملية الكتابة ذاتها بالاعتماد على مصادر متعددة وموثوقة ومتخصصة، وهو ما يسمى بالبحث العميق.
وقد يظن كثيرون البحث أمرًا بسيطًا ولا يرتقي لكونه مهارة من مهارات الكتابة، لكنني أؤكد لك أن البحث مهارة تستحق التدريب والاهتمام، إذ يساعد البحث الواعي على تقديم منتج ثري ومميز.
مهارة التخطيط
تعد مهارة التخطيط من المهارات الفرعية التي تعمل على تجويد عملية الكتابة وتسهيلها، وهي مرحلة يضع فيها الكاتب الخطط التي تشمل الأفكار والخطوط العريضة للموضوع الذي يرغب في كتابته.
وبذلك يرتب هذه الأفكار بالطريقة التي تتناسب مع الأغراض ويحدد الجمل التي تعبر عن هذه الأفكار، فيغطي الموضوع بطريقة منظمة وسلسة ومميزة في الوقت نفسه، وهي مهارة تحتاج إلى التدريب والتعود، وتتحسن من كتابة إلى أخرى.
وهي إلى ذلك تساعد على اكتشاف مناطق الضعف وتساعد أيضًا على اكتشاف أفكار جديدة يمكن إضافتها إلى النص المكتوب.
مهارة التحرير
في هذه المرحلة يراجع الكاتب المسودة التي كتبها على مستوى المفردات والأخطاء الإملائية، إضافة إلى مراجعة الأفكار والعبارات وسياق الكتابة وهي سمة من سمات الكتاب المحترفين.
يعرف الكاتب المحترف والخبير أنه يحتاج إلى مراجعة المسودة الأولى مهما كانت خبرته وكفاءته لاكتشاف الأخطاء، وهو ما يرتبط لدى كل شخص بعادات مختلفة.
فبعض الكتاب يأخذ قسطًا من الراحة بعد كتابة المسودة الأولى ثم يعود بعد ذلك لتحرير النص، وبعضهم يجري عملية التحرير بعد كتابة المسودة الأولى مباشرة، لكن القاسم المشترك لدى هؤلاء الكتاب المحترفين هو أنهم يقرؤون نصوصهم بطريقة نقدية، ويضعون أنفسهم في مكان القارئ، وهو ما يجعلهم يستطيعون علاج الأخطاء وتطوير الكتابة باستمرار.
أنواع الكتابة
تحتاج في المراحل الأولى إلى التعرف على أنواع الكتابة، بحيث تعمل على نصك المكتوب وأنت تعرف ماذا تكتب بما يتناسب مع أغراض الكتابة.
وكذلك تستخدم التنسيق والعبارات والمفردات التي تتناسب مع هذا النوع من الكتابة والغرض المستخدم له، وتوجد 4 أنماط أساسية للكتابة وهي:
كتابة الإقناع
في هذا الشكل أو النوع من الكتابة يحاول الكاتب توجيه القارئ وإقناعه بفكرة أو وجهة نظر، ويستخدم الكاتب ما يملك من أدلة وبراهين ومعلومات وأرقام وأحداث من أجل تدعيم هذه الفكرة.
كتابة السرد
تعد الكتابة السردية من أكثر أنماط الكتابة متعة وصعوبة في الوقت نفسه، إذ تعتمد على نقل الأحداث أو الوقائع أو الأفكار بطريقة قصصية، وكأن شخصًا يحكي حكاية وتتضمن عنصر الوقت والأشخاص والأمكنة، وهو ما يتطلب الاهتمام بالتفاصيل وصناعة الحبكة مثلما يحدث في الكتب التاريخية والروايات.
كتابة الشرح
يعتمد هذا النمط في الكتابة على الحقائق العلمية والإرشادات والمعلومات المباشرة، ويكون الغرض من الكتابة هنا هو شرح نمط أو موضوع محدد؛ لذا يجب استخدام لغة سهلة والابتعاد عن المجاز والإطالة حتى تحقق الكتابة الغرض الرئيس منها مثلما يحدث في الأخبار والمقالات الإرشادية.
كتابة الوصف
تعد كتابة الوصف من أكثر أشكال الكتابة إبداعًا وجمالًا وارتباطًا بالموهبة، فهي تعتمد على خلق صورة ذهنية أو ما يطلق عليه الإحالة البصرية بحيث يبدأ القارئ في تخيل ما يقرؤه وكأنه يشاهده بعينيه.
وهي كتابة ممتعة للقارئ لكنها تحتاج إلى كثير من الثقافة والخبرة والموهبة أيضًا لدى الكاتب، وهي أمور تحتاج إلى التدريب والتطور مع الوقت.
اقرأ أيضًا: أهمية الكتابة والتدوين.. كيف تصبح كاتبًا؟
نصائح لتطوير مهارات الكتابة
تطوير اللغة
لا يمكنك أبدًا أن تحترف الكتابة أو حتى تصل إلى مستوى معقول وأنت ضعيف على مستوى اللغة، وهذا الضعف لا يرتبط فقط بمعرفة قواعد اللغة الصحيحة، وإنما يحتاج أيضًا إلى ثراء على مستوى المفردات والمعاني.
إذ تعد اللغة هي الأداة الرئيسة في عملية الكتابة؛ لذلك يجب أن يكون هدفك الأول هو تطوير مهارات اللغة سواء عن طريق قراءة الكتب والمقالات أو الحصول على دورات في النحو وقواعد اللغة.
اعرف جمهورك
إذا كنت ترغب في تطوير مهارات الكتابة من أجل عمل أو وظيفة محددة أو الكتابة في مجال معين، فأنت تحتاج لأن تعرف الفئة المستهدفة حتى تستطيع تحديد النمط المناسب في الكتابة، بواسطة معرفة هذا الجمهور ومتطلباته والموضوعات التي تحظى باهتمامه لصناعة محتوى مناسب وجذاب.
كن بسيطًا
لا تحاول أن تبدو كتاباتك بطريقة معقدة أو متخصصة، إذ يفضل معظم الناس الكتابة البسيطة الممتعة، خاصة إذا كنت تستهدف جمهورًا عريضًا وغير متخصص.
لذا يجب عليك تبسيط الأفكار واستخدام اللغة المتداولة والعبارات القصيرة والابتعاد عن الإطالة واستخدام المصطلحات الصعبة بقدر الإمكان، من أجل تجربة جيدة للقارئ، وهو ما ينعكس على نجاح كتاباتك وتحقيق أغراضك.
نوِّع من أسلوب كتابتك
حاول دائمًا تنويع أساليب الكتابة وأنماطها حَسَبَ أغراض الكتابة، فلا تصبح أعمالك أو مقالاتك كلها على خط واحد، فبعض الأفكار قد تحتاج إلى لغة تلغرافية سريعة وبعضها قد يحتاج إلى الأسلوب القصصي والسردي، وبعض آخر قد يحتاج إلى لغة الأرقام والحقائق، وهو ما يمكنك تحديده بنفسك مع الوقت وتكوين الخبرات في عملية الكتابة.
اكتب يوميًّا
من أهم التمارين والتدريبات التي يمكن فعلها الكتابة يوميًّا، حتى ولو لم يوجد داعٍ أو دافع لعملية الكتابة، لكن رغبتك في تطوير مهارات الكتابة لديك تعد دافعًا قويًّا لأن تمارس الكتابة يوميًّا، كلاعب الكرة الذي يتمرن يوميًّا من أجل الحفاظ على لياقته ورفع مستواه، إضافة إلى اكتساب الخبرة والوصول إلى حالة من التمكن والاعتياد.
عبِّر عن أفكارك
يجب أن تحمل كتاباتك أفكارك ووجهات نظرك وآرائك بسلاسة، لكن الأمر يحتاج إلى كثير من المعارف والمعلومات والمصادر الموثوقة لتكوين هذه الآراء، خاصة إذا كانت تتعلق بمجالات علمية أو تخصصية، فإن خبراتك الحياتية لا بد أن تظهر في كتاباتك وهو ما يعطيها الطابع الإنساني الرائع.
اقرأ باستمرار
لن تستطيع أن تكون كاتبًا جيدًا إن لم تكن قارئًا جيدًا كما يجب أن تكون القراءة في كل المجالات ولكل أشكال وأنماط الكتابة.
فالكاتب المحترف يحتاج لأن يقرأ إلى الكتاب الآخرين بعقلية واعية، ثم إن القراءة المستمرة ستمنحك الزخم والثراء من الأفكار والمعلومات والرؤى المختلفة، التي يمكنك بها تكوين أفكارك ووجهات نظرك، ليكون لديك شيء تقدمه للآخرين، وليس مجرد معلومات تُنقل عن طريق المقالات والمواقع الأخرى.
الكتابة المسرحية
الكتابة المسرحية هي فن صياغة النصوص التي تُعرض على خشبة المسرح، حيث يتم تجسيد الأحداث والشخصيات من خلال الحوار والحركة. يعتمد الكاتب المسرحي على الحوار بشكل أساسي لنقل الأفكار والمشاعر، مع ضرورة مراعاة التفاعل الحي بين الممثلين والجمهور.
تتطلب الكتابة المسرحية قدرة على خلق شخصيات متماسكة وقصص متقنة تثير تفكير الجمهور وتلامس مشاعره بالإضافة إلى ذلك على الكاتب أن يأخذ بعين الاعتبار عوامل الزمن والمكان وكيفية تحويل النص إلى عرض بصري وسمعي يتناغم مع إيقاع العرض المسرحي.
كيف يمكن للكتابة المسرحية أن تعزز مهارات الكتابة؟
الكتابة المسرحية تعزز مهارات الكتابة لأنها تتطلب التركيز على بناء الحوار وتطوير الشخصيات وإدارة السرد بشكل متماسك، من خلال كتابة النصوص المسرحية يتعلم الكاتب كيفية التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل مباشر وفعال مما يحسن من قدرته على كتابة حوارات طبيعية وحية كما أن الكتابة المسرحية تشجع على التفكير الإبداعي وحل المشكلات حيث يجب على الكاتب تصور كيف ستُعرض القصة بصرياً وسمعياً.
هذا النوع من الكتابة يساعد أيضاً في تحسين مهارات الوصف والتنظيم السردي مع تعزيز القدرة على إيصال الأفكار بأسلوب موجز وجذاب.
وفي الأخير نرجو أن يكون مقالنا الذي تضمن نصائح للمبتدئين لتطوير مهارات الكتابة قد قدم لك المتعة والفائدة.
ويسعدنا أن تشاركنا رأيك في التعليقات ومقترحاتك عن مقالات أخرى ترغب في قراءتها على جوك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.