تُعد الدورة الشهرية جزءًا طبيعيًا من حياة كل امرأة، لكنها قد تأتي مصحوبة بمجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية المزعجة، من التقلصات والانتفاخ إلى تقلب المزاج والشعور بالإرهاق، وإن فهم هذه التغيرات وتعلّم كيفية التعامل معها بلطف هو مفتاح العبور من هذه الفترة بسلام وراحة، لا يتعلق الأمر فقط بتحمل الألم، بل بتبني عادات ممارسات عناية ذاتية تعزز من صحتك وتساعدك على الشعور بالتحسن.
في هذا المقال، نقدم لكِ مجموعة من النصائح البسيطة والمفيدة لمساعدتكِ في الاهتمام بنفسكِ، والتخفيف من الأعراض قدر الإمكان، لضمان استمرارك في ممارسة أنشطتكِ اليومية بفاعلية وراحة.
كيف تعتنين بنفسكِ في أثناء الدورة الشهرية؟
امنحي نفسكِ الراحة الكافية
يعاني جسم المرأة في مدة الدورة الشهرية من تغيرات هرمونية تؤثر في الطاقة والمزاج؛ لذا يجب أن تمنحي نفسك قسطًا كافيًا من الراحة، سواء بالنوم الجيد أو تجنب الأعمال المجهدة، وحاولي الابتعاد عن التوتر والضغوط اليومية، وخصِّصي وقتًا للجلوس في مكان هادئ، هذه الراحة تساعدك في تخفيف التقلصات الجسدية، وتحسين حالتك النفسية، وتذكري أن الاهتمام براحتك هو جزء من العناية الذاتية.
الإكثار من شرب السوائل الدافئة
تناول المشروبات الدافئة يساعدك في تهدئة التقلصات وتقليل الانتفاخ، ويساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف الألم المصاحب للدورة، لكن تجنَّبي المشروبات التي تحتوي الكافيين بكثرة؛ لأنها قد تزيد حدة الأعراض، إن شرب كميات كافية من الماء ضروري أيضًا لتجنب احتباس السوائل والشعور بالخمول، فاجعلي كوبًا دافئًا من الأعشاب رفيقك في هذه الأيام.
وتُعد القرفة أقوى مشروب طبيعي يمكن تناوله خلال الدورة الشهرية؛ لأنها تساعد في تحفيز الدورة الدموية وتخفيف التقلصات، فالقرفة تحتوي على مركبات طبيعية مضادة للالتهاب تساعد في تهدئة عضلات الرحم وتقليل الألم. ويفضل شرب كوب دافئ من القرفة مرة أو مرتين يوميًا، ويمكن تحليته بالعسل الطبيعي إذا رغبتِ.
استخدمي الكمادات الدافئة لتخفيف الألم
تساعد الكمادات أو الزجاجات الدافئة عند وضعها على منطقة البطن في تقليل التشنجات؛ فالحرارة تعمل على إرخاء العضلات وتخفيف الألم على نحو طبيعي وآمن، ويمكنك استخدام لاصقات حرارية خاصة يتم بيعها في الصيدليات لتخفيف التقلصات، ويفضل وضع الكمادة مدة ربع ساعة في الأقل حسب شدة الألم؛ فهذه الوسيلة البسيطة قد تغنيك عن تناول المسكنات في بعض الأحيان.
اتبعي نظامًا غذائيًا صحيًا
احرصي على تناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على البروتينات والفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، وتجنبي الأطعمة الغنية بالدهون أو الملح الزائد؛ لأنها قد تزيد الانتفاخ واحتباس الماء. ويمكنك تناول الشوكولاتة الداكنة بكميات معتدلة لتحسين المزاج بفضل تأثيرها في هرمونات السعادة. فالتغذية السليمة تساعد جسمك في تحمل التغيرات الهرمونية خلال الدورة؛ فلا تهملي وجباتك الأساسية لأن الجسم بحاجة للطاقة والتوازن.
مارسي التمارين الخفيفة أو اليوغا
على الرغم من الشعور بالتعب فإن الحركة الخفيفة تساعد في تحسين المزاج وتخفيف الألم، فالمشي البسيط أو ممارسة تمارين التمدد أو اليوغا أو حتى ترتيب المنزل يمكن أن ينشط الدورة الدموية، وهذه التمارين أيضًا تحفز إفراز هرمون الإندورفين الذي يخفف الشعور بالتوتر. ليس المطلوب مجهودًا كبيرًا، بل حركة بسيطة تحسِّن حالتك الجسدية والنفسية، فلا تجبري نفسك لكن لا تستسلمي للركود أيضًا.
اهتمي بنظافتك الشخصية
تُعد النظافة الشخصية خلال الدورة الشهرية أمرًا بالغ الأهمية لتجنب الالتهابات والروائح غير المرغوبة. فاحرصي على تغيير الفوط الصحية كل 4 إلى 6 ساعات، واغسلي المنطقة الحساسة بالماء الدافئ وصابون لطيف خالٍ من العطور، وإذا رغبتِ باستخدام مناديل مبللة فاختاري الأنواع المخصصة للمناطق الحساسة. إن النظافة تُشعرك بالانتعاش، وتعزز شعورك بالراحة والثقة بالنفس.
دلِّلي نفسك واعتني بمزاجك
التقلبات المزاجية في مدة الدورة أمر طبيعي؛ لذلك لا ترهقي نفسكِ باللوم أو الضغط، بل دلِّلي نفسك بأنشطة تحبينها كقراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو تناول قطعة شوكولاتة. فلحظات الهدوء هذه هي التي تساعدك في تخطي هذه المدة الصعبة. ولا تخجلي من طلب العون أو الخصوصية إن احتجتِ؛ فالاعتناء بصحتك النفسية لا يقل أهمية عن العناية الجسدية.
راقبي حالتك الصحية
إذا كنتِ تعانين من آلام شديدة لا يمكن تحملها أو نزيف غير طبيعي فيجب استشارة طبيبة مختصة؛ فالألم الزائد قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية مثل بطانة الرحم المهاجرة أو اضطرابات هرمونية. ومن المفيد تتبع دورتك الشهرية في مفكرة لتلاحظي أي تغييرات غير معتادة، ولا تهملي الأعراض؛ فالكشف المبكر يساعد في العلاج السريع والفعال.
العناية بالنفس في أثناء الدورة الشهرية ليست رفاهية بل ضرورة صحية تؤثر في جودة حياتك على المدى الطويل، باتباع النصائح السابقة يمكنك تخفيف الأعراض، وتحسين مزاجك، وتعزيز تواصلك مع جسدك، تذكري أن كل خطوة صغيرة في الاهتمام بنفسك تصنع فرقًا كبيرًا في صحتك وسعادتك. اعتني بجسدك كما يستحق، وامنحي نفسك الهدوء الذي تحتاج إليه.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.