نصائح للتعامل مع طفلك الذي يكره الدراسة

من الطبيعي أن بعض الأطفال يكرهون الدراسة، ثم إن الأطفال الذين يحبون التعلم والدراسة قد تواجههم بعض الأوقات التي يشعرون فيها بالضيق وعدم الرغبة في أداء الواجبات.

وهو أمر يعتمد على عوامل عدة منها حالة الطفل النفسية، والمناخ الذي تكون فيه عملية الدراسة، وصعوبة المناهج، وطريقة التدريس، وغيرها.

وفي هذا المقال نقدم لك مجموعة نصائح للتعامل مع طفلك الذي يكره الدراسة.

قد يهمك أيضًا «متلازمة بدء الدراسة».. كيف تساعد طفلك على التكيف؟

لماذا يكره الطفل الدراسة؟

في الحقيقة لا تعد عملية الدراسة أمرًا سارًّا بدرجة كبيرة للكبار والصغار، لا سيما مع إحساس الطفل بأن الدراسة فرض أساسي وعبء يقع على كاهله يتلقى بسببه اللوم، ويتحمل مسؤوليته، ما يجعله يبدأ في مقاومته ورفضه.

إضافة إلى أن حب الأطفال عامة لبعض الأشياء وعدم حبهم أشياءَ أخرى تتحكم فيه عوامل عدة، مثل: الميول، والحالة النفسية، ومدى السهولة والصعوبة، ما يجعل الطفل قد يلجأ إلى الهروب والبحث عن التسلية والمتعة بوسائل عدة.

لذا يجب أن يكون الآباء والأمهات واقعيين في تعاملاتهم مع أطفالهم فيما يخص الدراسة، وكذلك في التوقعات التي تخص النتائج الدراسية.

ويجب أن يكون العمل على أن يحب الطفل الدراسة بواسطة مجموعة من الخطوات التي تتعامل مع الطفل نفسيًّا حتى يشعر بأن الدراسة أمر مفيد وممتع ومؤقت، وأن مسألة التفوق الدراسي لا تؤثر في محبة الآباء والأمهات، وأنه عليه أن يبذل ما يستطيع من جهد وليس عليه إدراك النتائج.

قد يهمك أيضًا 5 خطوات للتركيز في الدراسة والوصول إلى نتائج جيدة

نصائح للتعامل مع طفلك الذي يكره الدراسة

نظام المكافآت

يعد نظام المكافآت من أهم الوسائل التي يمكن استخدامها مع الكبار والصغار، إذ يشعر الطفل بأن مكافأةً مجزيةً بعد الانتهاء من الدروس أو ساعات المذاكرة تنتظره.

وهو ما يكون محفزًا لطفل في عمره، ويجعله يتعامل مع الدراسة كأنها لعبة مسلية أو عمل مُجزٍ، ما يجعل تفكيره في الجائزة يدفعه إلى العمل بحماس، وبذل الجهد بقدر الإمكان، والوصول إلى أعلى الدرجات من أجل نيل المكافآت المتفق عليها التي يجب أن يلتزم بها الآباء والأمهات.

الربط بين الموضوعات

تستطيع الأم التي تذاكر مع طفلها الذي يكره موضوعاتٍ معينةً أو موادَّ معينةً في الدراسة أن تربط بين الموضوعات الأقل متعةً والموضوعات التي يفضلها الطفل ويحبها، وهو ما يمكن اكتشافه مع الوقت.

على سبيل المثال: إذا كان الطفل لا يحب الرياضيات، ولكنه يحب التاريخ فيمكن الربط بين الموضوعين برواية القصص والحكايات عن علماء الرياضيات والأرقام والأحداث التي أدت إلى تطور الرياضيات، وكيف كان الناس يتعاملون قديمًا وهم لا يمتلكون آلةً حاسبةً، وليس عندهم مدارس يتعلمون فيها علوم الرياضيات الحديثة.

قد يهمك أيضًا ما سبب عدم الرغبة في الدراسة؟

تجربة وسائل جديدة

لعل أكثر ما يثير حماس الأطفال ويشعرهم بالمتعة هو تجربة الأشياء الجديدة؛ لذا يمكن استخدام وسائل تعليمية ودراسية جديدة في المنزل لتشجيع الطفل على الدراسة وقضاء وقت ممتع، ما يُحول عملية الدراسة إلى عملية ممتعة.

 فعلى سبيل المثال: يمكن استخدام البطاقات التعليمية والكتب المصورة والملاحظات اللاصقة، ويجب على الأم والأب التفكير بطريقة غير تقليدية وتجريب استخدام وسائل وأساليب جديدة بما يتناسب مع طبيعة أطفالهم.

التعلم وليس الدراسة

قد يشعر الطفل بالملل والضيق من عملية الدراسة التقليدية، لكنه سيشعر بمتعة كبيرة إذا تحول الأمر إلى التعلم وليس الدراسة.

وذلك بتعليم الطفل مهاراتٍ وأمورًا وأشياءَ جديدةً كل يوم لإكساب الطفل ثقافة التعلم المستمر الذي قد لا يرتبط بوجود الطفل في المنزل دائمًا، إذ يمكن اصطحاب الأطفال إلى الأمكنة العامة والمتاحف والحدائق وأحواض الأسماك ومشاهدة المسرحيات من أجل رفع مستوى التفاعل لدى الطفل.

ويمكن استخدام الألعاب التعليمية في المنزل وتعويد الطفل على القراءة وتعليمه أساليب النقاش والحوار والأسئلة، ما يدفع الطفل للبحث عن أجوبة ومعلومات، ما يجعل عملية الدراسة سهلة وأكثر قابلية للطفل، إذ ستصبح المواد الدراسية مواردَ يستخدمها الطفل في نقاشاته وحواراته، ويستخدمها مع المهارات التي يتعلمها باستمرار.

قد يهمك أيضًا لماذا يصاب أبناؤنا بالتوتر مع قرب بداية العام الدراسي؟

التقليل من المشتتات

أحيانًا تشارك الأسرة في زيادة كره الطفل للدراسة وأداء الواجبات، وذلك بسبب وجود مشتتات عدة في المنزل، مثل: الأجهزة الإلكترونية، والألعاب المنتشرة حوله في كل مكان، والتلفاز الذي يعمل طول اليوم، وجهاز الحاسوب الذي يمتلئ بالألعاب.

لذا يجب أن تقل المشتتات في وقت الدراسة، لا سيما في مواعيد المذاكرة اليومية؛ حتى يعرف الطفل أنه لن يستطيع الاستمتاع بالألعاب ومشاهدة التلفاز إلا بعد الانتهاء تمامًا من عملية الدراسة والمذاكرة.

ولا يفكر في المشتتات في أثناء أداء واجباته، وهو ما يتطلب أن تستغني الأسرة كلها عن هذه المشتتات في عملية المذاكرة، فلا تشاهد الأم التلفاز أو أن تتصفح الهاتف وهي تذاكر لطفلها.

قد يهمك أيضًا نصائح مهمة تعينك على الدراسة والتفوق.. تعرف عليهم

وقت محدد للمذاكرة

يعد الروتين اليومي المتعلق بمواعيد المذاكرة من أهم الأمور التي تساعد على التركيز، وإبعاد المشتتات عن ذهن الطفل، وبعد مرحلة من الوقت سيعتاد الطفل ويصبح مهيَّأً للدراسة في الموعد نفسه من كل يوم.

لذا يجب أن ترتبط الأسرة بمواعيد ثابتة، والالتزام بها حتى تصبح عملية المذاكرة أسهل بالنسبة للطفل، وهو ما يتطلب ضبط مواعيد الوجبات الغذائية والأنشطة اليومية، وخروج الأم من المنزل، ومشاهدة التلفاز حتى يشعر الطفل بأن موعد المذاكرة والدراسة أمر لا مفر منه مثل: مواعيد النوم، والمدرسة، والصلاة.

 ختامًا، إن عملية المذاكرة يجب أن تحظى بدعم الأسرة بواسطة وجود الأم أو الأب لمساعدة الطفل ودعمه وتصحيح أخطائه، وتشجيعه باستمرار، إضافة إلى حصوله على فترات للراحة، وفي حالة عدم استجابة الطفل لهذه النصائح يمكن عرضه على اختصاصي سلوكي أو طبيب نفسي لتقييم حالته.

 ويسعدنا أن تشاركنا رأيك في التعليقات ومشاركة المقال على مواقع التواصل لتعم الفائدة.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة