ما الفرق بين القصة الناجحة وبين القصة غير الناجحة؟ هل الفرق في أن الأولى قصة كاملة وبينما الثانية قصة غير مكتملة؟
لا يا صديقي العزيز، كلتا القصتين مكتملتان فعلًا، لكن ما يضيف عامل النجاح والتفوق في القصة هي نصائح سنوفرها لك لكتابة قصة ناجحة، وهذا ما سوف نسرده في السطور التالية.
إن قلنا إن القصة الناجحة هي التي تبدأ من الفكرة الناجحة فهذا صحيح، وإن قلنا إن القصة الناجحة هي الحبكة المحكمة، فهذا أيضًا صحيح، وإن قلنا إنها أيضًا هي النهاية المميزة فهذا صحيح أيضًا، وفي العموم توجد عوامل عدة يتوقف عليها نجاح القصة، تعال نتعرف إليها.
نصائح لكتابة قصة ناجحة
عند كتابة القصة القصيرة ما أول شيء يلفت انتباه القارئ فيها، في الحقيقة توجد عناصر عدة تلفت انتباه القارئ، وتجعله يحكم على القصة إما بأنها قصة قصيرة ناجحة أو أنها غير ذلك.
وفي السطور الآتية سوف نتعرف إلى أهم هذه العوامل التي يجب أن تضعها في حسابك لكي تنجح قصتك.
فكرة القصة القصيرة
لا تفكر كثيرًا يا عزيزي، إن أول ما يلفت الانتباه الفكرة التي تبنى عليها القصة، وهي أصعب شيء في القصة.
فمن الممكن أن تتعطل كثيرًا من أجل الوصول إلى فكرة قصة تصلح أن تكون فعلًا قصةً قصيرةً مكتملة الأركان، وتبنى على أساسها أحداث، وتتطور الشخصيات لكي تصل في النهاية إلى نتيجة مرضية للجمهور؛ لذا يجب أن تحرص على أن تكون الفكرة قوية ويفضل أن تكون جديدة من نوعها.
ولأنه توجد صعوبة بالغة في العثور على فكرة جديدة، فإنه يمكنك الكتابة عن فكرة قد كتب عنها من قبل أكثر من قصة قصيرة.
لكن احذر يا صديقي، فمن الممكن أن تسرد القصة بالأسلوب نفسه والسياق نفسه الذي حكيت به في القصص الأخرى، وبذلك لن تكون هذه القصة سوى تكرار لما سبق، لكن إن كنت تريد شيئًا فريدًا من نوعه، فيحتم عليك أن تطلع على القصص التي تحمل الفكرة نفسها، ثم ما عليك سوى أن تسردها سردًا مختلفًا ومن منظور مغاير.
شخصية بطل القصة
أيضًا من العناصر التي تلفت نظر القارئ صوب القصة ويجعلها قصة ناجحة شخصية بطل القصة، وفي إطار القصة القصيرة فإن شخصية البطل هي الشخصية التي تتمحور حولها كل الأحداث.
ومن الممكن أن تشارك تلك الشخصية في كل مشاهد القصة، ولا عيب في ذلك، فالمهم هو الأسلوب الذي تقحم به هذه الشخصية والهوية الخاصة بها.
اهتم عزيز القارئ بشخصية البطل اهتمامًا بالغًا، وحدد ماضيها الذي يؤثر في سلوكها الحاضر، وما ينطبع أثره في المستقبل.
شخصيات القصة القصيرة
لن تترك شخصية البطل وحيدة في جنبات القصة، بل يجب أن توجد شخصيات أخرى تشارك هذه القصة في البطولة، ومنها أيضًا شخصيات ثانوية ليس لها دور كبير في القصة، لكن لا يمكن الاستغناء عنها من أجل بناء سياق درامي وحبكة متماسكة.
اهتم ببناء تلك الشخصيات، وكما بنيت هوية ماضية لشخصية البطل كرر الأمر نفسه على نطاق أضيق مع كل شخصية من الشخصيات الرئيسة في القصة القصيرة.
كل ما عليك أن تكتب مسودة عن كل شخصية من هذه الشخصيات، وتحمل هذه المسودة عددًا من الصفحات الخاصة بها تبين فيها كيف نشأت في هذه القصة لكي يفهم القارئ تفاعلها مع أحداث القصة ويفسر سلوكها.
الحبكة والنهاية
ابن الصراع متماسكًا حتى يصل إلى الذروة، وبعد ذلك تدرج في النزول بإيقاع الأحداث حتى تصل إلى نهاية القصة، ستحمل هذه النهاية الحل النهائي لكل الصراعات التي نشأت بين أبطال القصة والأبطال حوله.
كيف تحصل على أفكار قصصية جيدة؟
اتفقنا في كلمات سابقة على أنه من أصعب مراحل كتابة القصة القصيرة هي انتقاء الفكرة الجيدة التي تجذب الجمهور وتجعل القارئ يقبل على قراءة القصة، وإكمالها إلى آخر حرف فيها، فالقصة الناجحة مثل الوجبة الشخصية يقبل عليها الجائع فيلتهمها إلى آخرها.
وفي إطار حديثنا عن الحصول على أفكار قصصية جيدة، فنحن نقصد بتساؤلنا هذا عن المنبع، ولا نقصد أن نقتبس أفكارًا من هذا المقال أو من مقالات أخرى أو من قصص أخرى، فسوف أكون معك في النقاط الآتية مرشدًا لك لتتعرف إلى أهم المنابع التي تستقي منها الفكرة الجيدة لقصتك القصيرة الأولى أو الجديدة.
انزل إلى الشارع، وكن مراقبًا، اجعل عينيك كاميرا فوتوغرافية تلتقط كل حدث وكل حديث بين الناس وبينك وبين الناس، فمن الممكن أن تخرج بعشرات الأفكار إن جلست في المقهى مثلًا.
اقرأ الأخبار في الصحف، فتوجد كثير من الجرائم والأحداث الكبيرة التي تحدث في هذه الأخبار، ومن الممكن أن تكون منبعًا من منابع الأفكار الجيدة التي تتعلق بالجمهور مباشرة.
أيضًا منشورات فيسبوك مملوءة بالمشكلات الاجتماعية التي تصلح إلى أن تكون بداية لقصة قصيرة ناجحة، وهذه أيضًا من النصائح لكتابة قصة ناجحة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.