يتساءل الإنسان عادة عن لغته التي ينطق بها، كيف تكونت؟ وكيف أتته هذه التعابير؟ ولماذا تختلف بين بني البشر سواء باختلاف المناطق أو الثقافات؟ وحتى هناك عدة لهجات في لغته؟ هناك بعض النظريات التي قد تساعدنا في فهم ما يحدث فعلاً رغم اختلافها في تفسير ما حدث بالفعل.
من أين أتت هذه اللغات وكيف تشكلت؟
لا شك أن حاجة الإنسان للتواصل وتعبيره عما يختلج في صدره وحاجته لتسمية ما حوله ساهمت في تشكيل الإنسان لمجموعة أصوات (كما هو تعريف اللغة) حتى تسهل عليه هذه المهمة.
هناك اختلافات كثيرة حول نشأتها الأولى، لكن نشأت اللغة مرة أخرى في عهد نوح، ومن ثم تفرعت نسبة لأبناء نوح الثلاثة حام، وسام، ويافث، ثم بدأت اللغة في تطورها حتى أخذت شكلها الحالي واختلاف رسومها ورموزها.
هناك عدة نظريات توضح تطور اللغة منها التوقيف، والمحاكاة، والمواضيع، والاصطلاحات، وحتى نظرية الاستعداد الفطري.
ستجد أيضًا على منصة جوك الظاهرة الصوتية في اللهجات
التنوع الكبير في اللغة نتيجة لتداولها بين عدد من الجماعات باختلاف المناطق الجغرافية
وبالنظر للموضوع أعلاه في نشأة اللغة ونظرياتها نجد أن الفيلسوف اليوناني (هيراكلت) قد دعا عام ٥٧٦ق.م إلى نظرية التوقيف، حيث تدعم النظرية أن اللغة غريزة وإلهام رباني، إذ استند داعموها على أدلة مقتبسة من الكتب المقدسة، فمثلاً يأخذ اليهود والنصارى من التوراة قولها: "وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها...".
وقال ابن عباس: "وعلم آدم الأسماء كلها، وهي التي يعرفها الناس). [1]
أما المحاكاة أو كما تعرف بـ (البو - واو، Bow - Wow) فهي نشأت نتيجة محاكاة الإنسان لما حوله من الطبيعة كما ذكرها ماكس ميلر، والتي نسبها لواضعها اللغوي الألماني يوهان جونفريد هردر، وكان ذلك استناداً على الكلمات التي تحاكي الطبيعة في عدة لغات من حيث اشتراكها في بعض الأصوات مثل: كلمة همس في اللغة العربية، وتقابلها في الإنجليزية whisper، والألمانية flustern، والعبرية صفصف، والحبشية فاصي، والتركية susmak سوسمك.
حيث جميعها تشترك في صوت الصفير (السين - الصاد)، وهو ما يميز عملية الصمت في الطبيعة.
أما عند الإمعان في خلق الإنسان نرى أن نظرية الاستعداد الفطري بنيت على هذا الأساس، والتي ترى أن الله تعالى خلق الإنسان ذا فطرة وقدرة لاستحداث أدوات اتصاله اللغوي وحتى التعبير عن انفعالاته، وأصل النظرية أن الإنسان مزود بالفطرة على صياغة ألفاظه نتيجة لرغبته في التعبير عن أغراضه، وقام بوضعها الألماني ماكس مولر وسماها (دنج - دونج).
حيث دعا مولر إلى ملاحظة حياة الأطفال اليومية، حيث تجد أنهم يسعون لابتكار أسماء لم يسمعوا بها من قبل، ولم يرونها، ولا يعلمون عنها شيئاً، وذلك لإرضاء رغبتهم الفطرية في التعبير.
ستجد أيضًا على منصة جوك آلة الزمن "حكاية اللغة المصرية القديمة "
المراجع.. رمضان عبد التواب - مدخل إلى علم اللغة – ص 110.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.