أمطرت الغيوم على روحي، فسبحان الذي يسلخ الليل عن النّهار، صارت نظرتي مشرقة، وصرت أفهم كيف يُمكن لقمرِ وحيدٍ أن يجلس وسط حلكة المكان بابتسامة.
البهجة التي يخلقها في المكان، وفي أَعيُنٍ أَعْيَاهَا دمعها في ليل، حين تتطلع في بؤس إليه، إذ يُرسل قبلته، فيخف وطء الحزن فوق الجبين.
حين نرفع -أنا وأنت- ناظرينا للسّماء، نجد كل ما نفتقده، وكل ما نحتاجه.
قد يبدو ذلك غريباً، ولكننا ندرك بعد هذا النوع من الألم الذي نعاينه أننا كنا نحتاج إلى جرعة كهذه منذ البداية، منذ أن أخذنا التوهان دون أن ندرك.
وبالنسبة لي أدرك الآن أنني احتجت منذ زمن لهذه المواجهة، فعند هذه النقطة أنت أيضاً ترضى أن تجلس إلى نفسك في هدوء المتألم الذي سُد أمامه السبيل، لكن قبل ذلك أنت لا تفعل، كلانا يهرب، ولأن الحياة تحبنا، ويبدو أننا لا نفهم رسائل المحبين.
فإنه تم جلبنا بهذه الطريقة المؤلمة، التي جعلتنا نطالع القمر عبر نافذة، أو نقابله بعيداً عن أعين اللاهثين.
لا تحزن فهذا الألم على الأقل أعادك، وأرشدك للطريق؛ لتهدأ من لهاثك في البعيد، فلعلك تدرك أنها الجنة هنا، وأنك كلما ابتعدت التهبت بنار الجحيم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.