نساء في عمر المراهقة.. الأنوثة بين الطفولة والرشد

المراهقة هي العمر الفاصل بين الطفولة والرشد، وذلك في الفترة العمرية المُمتدة من سن 13 إلى 25، وقد تختلف في بدايتها ونهايتها من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر.

لكننا أصبحنا نرى بعض النساء يتصرفن تصرفات المراهقات، والمؤسف أنهن يضربن بجميع المبادئ والتقاليد عرض الحائط.

ما الأسباب التي أدت لذلك؟

قد يعجبك أيضًا اهتمام النساء الكوريين بالجمال

الأسباب وراء مراهقة النساء في عمر متقدم

إن المرأة لم تعش فترة المراهقة نتيجة كبتٍ مارَسَه الوالدان أو أحدهما عليها في هذه المرحلة، أو نتيجة ظروف مادية واجتماعية دعتها إلى العمل مبكراً وتحمل المسؤولية.

ومن هذه الأسباب أيضاً الزواج المبكر للقاصرات، وعدم أخذ رأي الفتاة في الزواج وسيطرة ولي الأمر، وعادة يكون الزوج نسخة مكررة عن الأب.

فتنتقل الفتاة من سلطة الأب إلى سلطة الزوج الذي يعاملها بشكل مادي بحت، ويتغافل عن أنوثتها واحتياجاتها النفسية ولا يحتويها لدرجة أنها تدفن أنوثتها في مقبرة المسؤوليات العائلية ظناً منها أن هذا هو الوضع الطبيعي.

وفي لحظة ما عندما يكبر الأبناء، وتبدأ المسؤوليات تقل من على عاتقها، ويبدأ وقت الفراغ يتسلل إلى حياتها المزدحمة، تستيقظ المرأة من غفلتها لتنظر إلى مرآتها التي لم تنظر إليها منذ زمن إلا عندما كانت تقوم بتلميعها.

فترى التجاعيد وخصلات الشعر البيضاء التي بدأت في الظهور، وتنظر إلى يديها اللتين فقدتا نعومتهما، والأهم من ذلك تنظر إلى عمرها الذي مضى دون أن تسمع كلمة شكر تحفزها أو دون أن يخفق قلبها لكلمة حب تسمعها من زوجها أو لحظة دفء.

يتسلل إليها الشعور بالبرد من كل الجهات، تتمرد على نفسها وتبدأ بالصراخ، لكن لا أحد يسمع، ولا أحد يشعر.

قد يتحول الأمر لأعراض مرضية ليس لها سبب عضوي، لكنه صرخة من أعماقها ليشعر من حولها أنها تحتاج للاهتمام، لكن ما يحدث في كثير من الأحيان أن يرفض الجميع فكرة شعورها بالتعب.

قد يأخذ الأمر شكلاً آخر، وتصحو الأنثى التي بداخلها، وتبدأ بالاهتمام بنفسها، لكنها تُواجه بالعديد من التساؤلات عن سبب اهتمامها بنفسها، وتبدأ أصابع الاتهامات بالإشارة إلى وجود شخص في حياتها هو الذي جعلها تهتم بنفسها.

وخاصة ذلك الزوج الذي ينظر لها على أنها خلقت لتلبية احتياجاته فقط، وليس لها الحق سوى في المسكن والمأكل ولا يدرك شيئا عن احتياجاتها النفسية والعاطفية.

قد يعجبك أيضًا من كتاب " الجنس الآخر ".. هل الأنوثة كافية لتعريف المرأة؟

المرأة دائمًا تعود إلى الفطرة

إذا لم ينتبه الزوج والمحيطون لما يحدث من تغيير أو بمعنى أدق عودة المرأة لطبيعتها وفطرتها الإنسانية التي خلقها الله عليها.

يصبح أمامها خياران لا ثالث لهما:

1.    إما أن تدفن الأنثى التي استيقظت بداخلها للأبد، وتعود لممارسة جميع الأدوار على أمل أن يحنو أحد عليها بنظرة تقدير وعرفان.

2.    أو أن تتمرد الأنثى وترفض هذه الحياة، وترتمي بين أول يد تمتد لها وتنساق دون تفكير خلف أول كلمة حب تسمعها حتى وإن كانت كاذبة من صائد محترف ينتهز حالة الضعف والاحتياج النفسي، وهنا تمارس المراهقة التي حرمت منها وكبتتها.

لكن المزعج أنها مجرد فترة تعود بعدها لتصطدم بالواقع، لترى أنها خسرت الكثير خلال هذه الفترة وإن لم يعلم أحد ما حدث، سيظل الشعور بالذنب يؤرقها ويعكر صفو حياتها المزعوم.

كم من امرأة دفنت مشاعرها وأنوثتها وتنازلت عن احتياجاتها العاطفية والنفسية في سبيل الحفاظ على حياة الآخرين؟

كم من امرأة مارست جميع الأدوار في حياتها إلا دور الأنثى؟

كم من امرأة تحيا وأقصى طموحها كلمة شكر وتقدير، وأن عطاءها ليس حقاً مكتسباً لمن حولها أو فرض عليها، وإنما هو بدافع الحب فقط، ولا تريد مقابلاً؟

كم من امرأة في عداد الأحياء جسداً وفي عداد الأموات روحاً ومشاعر؟

يا معشر الرجال رفقاً ببناتكم ونسائكم.

قد يعجبك أيضًا

-تعرف على أهم 3 هرمونات بالنسبة للرجال والنساء

-لا ضرر في الضرائر.. هل تعدد الأزواج بالنسبة للرجال طريق للنجاح؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة