نختنبو الأول.. السيرة الذاتية لأحد ملوك الأسرة الـ29

في القرن 5 ق.م كانت مصر جزءًا من الإمبراطورية الأخمينية، لكن في 404، بدأ نزاع بين الملك أردشير الثاني الأخميني وشقيقه الأصغر كورش، واستمر حتى 401.

فاغتنم المصريون بقيادة أميرتايوس الفرصة لاستعادة استقلالهم. خلف أميرتيوس نختنبو الأول وهاكور. فقد تصدى الجنود المصريون والمرتزقة اليونانيون بقيادة الجنرال الأثيني شابرياس لهجمات الفرس 383-385 وبدأ عهد الازدهار الكبير. 

الانقلاب 

عندما توفي هاكور في 379، كان هناك اضطراب في مصر، واستولى نفريتس الثاني على العرش لأربعة أشهر. وربما كان قاتله وخليفته نختنبو الأول، أقارب بعيدين لنفريتس الأول، مهما كانت صلته العائلية فهو مغتصب للعرش. كان مسقط رأس ومقر إقامة نختنبو الأول في مدينة سمنود في قلب دلتا النيل.

اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن الفرعون المصري سيتي الأول

الحرب الفارسية 

كان الملك الفارسي أردشير الثاني على علم بالمشكلات المحيطة بخلافة نختنبو، وقرر مهاجمة مصر في 386. عُقدت اتفاقية سلام مع اليونانيين، وبموجب شروط المعاهدة، طلب من الأثينيين استدعاء شابرياس في 379. وهكذا بقيت مصر دون حلفاء، وبدأ الفرس في إعداد أنفسهم، ما استغرق سنوات عدة.

أخيرًا جمع قائدهم فارنابازوس أسطولًا كبيرًا من البحرية  في عكا جنوب فينيق، وعزز جيشه بالمرتزقة اليونانيين بقيادة القائد إيفكراتيس في ربيع 373. كان تقدمهم لمصر هادئًا، ما يشير إلى أن نختنبو لم يكن لديه أسطول بحري لمهاجمة الفرس في أثناء مسيرة 5 أيام عبر الصحراء بين غزة والفارما (بورسعيد) التي تقع في الفرع الشرقي للنيل ودافع عنها بقوة، وكان الفرس غير قادرين على احتلال المعقل المصري، ولذا قرروا التجول واستخدام الفرع الثاني للنيل لدخول البلاد. 

وقد دُمر الحصن الذي كان يحمي مدخل فرع النيل وسُوي بالأرض. وفي أثناء مسيرهم لمنف، بدأ فرنابازوس وإيفكراتين في الاختلاف حول سياساتهم، وترددوا في مهاجمة العاصمة المصرية. كان نختنبو قادرًا على تقوية منف، وفي يوليو 373 أُجبر أعداؤه على التراجع بسبب فيضان النيل، وأصبحت الدلتا مستنقعًا كبيرًا.

قلل فرنابازوس من القوة المصرية ومن الخدمات اللوجستية للحملة. وكان انتصار مصر مهمًّا، ولم يتمكن الفرس من النصر. بعد 370 كان غرب الإمبراطورية في حالة اضطراب كبير. عرفت بثورة المرزبان. وأخذت من أرتخشاشا الثاني والثالث كثيرًا من الوقت لاستعادة سلطتهم.

اقرأ أيضًا: الملك أحمُس

السياسة المحلية 

أما مصر فالحقيقة أنها كانت بلا حلفاء، لكنها هزمت أكبر دولة في العالم، ما يعني استعادة الوطنية. فأعاد نخبنتو بناء وتوسيع كثير من المعابد المهمة، تل بسطة، منف، أبديوس، طيبة، الكرنك، إدفو، على طراز يذكرنا بمباني الأسرة 26 التي كانت آخر أسرة محلية قبل غزو الملك الفارسي قمبيز في 525.

في السنوات الأخيرة لحكم نختنبو، تفاوض مع بعض مرزبان الفرس المتمردين ووضع الخطط للهجوم على الإمبراطورية الأخمينية، فكانت فينيقا الهدف الطبيعي للتوسع المصري. ولم تعد أثينا تشعر بأنها ملزمة بطاعة الملك الفارسي. وأعيد شابرياس لمصر. لكن تنفيذ الخطة تركت لابن نختنبو تاوس الذي عين ملكًا مشاركًا في 356.

وتوفي نختنبو في 360-361 بعد حكم استمر 18 عامًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة