سأقص لك الحكاية
لم نكن هنا منذ البداية
وجدنا على الأرض فجأة
وبدأنا نركض مثل البقية
نخشى ألا نصل النهاية
بدأ العد وصرنا نجري
كثيرون تعبوا عادوا إلى الوراء
وغابوا عن مرمى النظر
وبعضهم ما زال يركض معنا
وآخرون سبقونا ربما وصلوا
قلائل ما زالوا معنا في نفس النسق
لا أدري من الذي سبق
نحن أو أحلامنا
نحن أو أيامنا
نحن أو أقدارنا
نحن أو الزمان أو المكان
أو الأشخاص
وكلنا حتمًا سنصل حفرة عرضها شبر
وطولها متر وبطانتها كفن
هي الحقيقة أننا نحيا وننسى أن نعيش
نركض نسرع للموت
الموت لن يسبقنا هو بانتظارنا
دعنا هنا دعه يرحل
دعه يمل الانتظار
دعنا نمشي على مهل
أرخِ ستائر الزمن
دعنا نتنهد مرة أخرى
دعنا هنا في البداية
وعلام كل هذا اللهاث ما دامت هذه النهاية؟
دعنا في المنتصف
دعنا نلعب في حضن الدار
دعنا صغارًا
وهل للعمر بقية سوى التذكار
دعنا هنا لا بارحة لا غد
دعنا هنا يومًا طويلًا سرمديًا
دعنا بدفء قلوبنا
كلما ركضنا أكلنا البرد
يكفي لو أننا اكتفينا بالدمى
علامَ استعلجنا الحقيقة؟
لو أننا لهونا قليلًا بالخيال
كنا وصلنا فوق المحال
الآن كل أمانينا نهايتها اندثار
ونغدو حفنة صور ومشوار
أقول لك الحقيقة يا صديقتي؟
نحن مثل الماء نتبخر..
من قال أننا من تراب؟
نحن السراب يا رفيقة.. نحن السراب
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.