نمر جميعًا في حياتنا بكثير من المواقف التي تجعلنا نعتقد أننا محظوظون، كأن نجد أموالًا في جيوبنا غير متوقع وجودها في يوم صرفنا به كل أموالنا في الخارج، أو أن ننجو من حادث كاد أن يصيبنا.
ولكن هل تتخيل أن تكون الناجي الوحيد من سقوط طائرة، أو أن تتوه في صحراء من أقسى وأكبر صحاري العالم لأكثر من 10 أيام ثم تنجو، أو أن تنجو بعد أن تُركت ضائعًا في البحر أيامًا؟ كل هذا بالطبع ليس طبيعيًّا، ويُعد حالات استثنائية ونادرة في التاريخ.
واليوم نعرض لكم حالات عدة كانت نجاتها مستحيلة حتى إليهم، ولكنهم نجحوا في النجاة وترك مثال حي على ضرورة التحلي بالأمل مهما كان الموقف محفوفًا بالخطر ومستحيل النجاة منه.
قد يعجبك أيضًا أغرب حوادث الموت في التاريخ
تاه في الصحراء الكبرى ولجأ إلى مقام إسلامي قديم
كان (ماوارو بروسبيري) الضابط الإيطالي ذو الـ 38 عامًا يستعد للاشتراك في ماراثون الرمال الذي يقام في المغرب، ولم يكن يعتقد للحظة أن حياته ستتغير كليًّا بعد هذا السباق.
فقد اعتاد هذا الرجل المشاركة في سباقات الماراثون لعشقه للصحراء، ونظرًا لأنه في الأصل ضابطًا ولاعبًا أوليمبيًّا سابقًا، فكانت لياقته البدنية مرتفعة للغاية.
وفي اليوم الرابع من الماراثون الذي بدأ في العاشر من إبريل عام 1994، حدثت عاصفة رملية شديدة استمرت ساعات.
وبعد انتهائها في المساء، لم يستطع (بروسبيري) رؤية أي شخص حوله سوى الكثبان الرملية، واعتقد أن الأمر ليس شديد الخطر، فهو فقط سينام مكانه فوق إحدى الكثبان الرملية ويستيقظ في اليوم التالي ليرى المتسابقين الذين سيظلون في المكان نفسه -أو هكذا ظن- وكان هذا أسوأ قرار أخذه في حياته.
ففي اليوم التالي لم يجد أي شخص، ولم يعرف الاتجاه الذي عليه أن يذهب فيه لتغير معالم المكان والتضاريس بسبب العاصفة الرملية، وحاول السير على أمل وجود أي شخص يساعده، وحاول البقاء حيًّا أيامًا عدة بتناول بعض الفواكه المجففة التي كانت بحوزته وشرب بوله فقط.
حتى وجد أمامه ما يبدو أنه مقام إسلامي قديم ومهجور بالطبع، فدخل إليه واستخدم الخشب المبني به المقام في إشعال النار كي يلفت الأنظار في حال مرت أي طائرة، وفعلًا مرت طائرتان هليكوبتر على الرغم من النيران، ولسوء حظه لم تلاحظه أي من الطائرتين، وكان الطعام الوحيد المتاح أمامه في تلك المدة هو الخفافيش التي كانت توجد في سقف المقام.
وبعد مدة تمكن اليأس منه، وحاول الانتحار بقطع معصم يده، و لكن -لحسن حظه تلك المرة- لم يمت، فقد كان الجفاف الشديد في جسده السبب في عدم خروج الدم وتجلطه في يده.
وبعد ذلك عاد الأمل له وخرج من أجل البحث عن أي شخص، وبعد أيام أخرى طويلة وجد أمامه أخيرًا فتاة صغيرة من أسرة بدوية تسكن في الصحراء أتوا لمساعدته.
وفي النهاية اتضح أنه مشى أكثر من 292 كيلومترًا، وعبر حدود المغرب ووصل إلى الجزائر، وبعد أن عاد (بروسبيري) إلى الحياة وتعافى تمامًا بعد مرور عامين على الحادث عاد مرة أخرى إلى الاشتراك في السباقات الصحراوية، وكرر الاشتراك بالماراثون نفسه مرة ثانية، ولم يته تلك المرة، بل إنه ذهب لزيارة الضريح الإسلامي الذي لجأ إليه، وأيضًا القبيلة البدوية التي أنقذته.
قد يعجبك أيضًا مشاهير عادوا من الموت.. تعرف على قصصهم
انفجرت بها الطائرة في الهواء ونجت!
حوادث الطيران من الحوادث القاتلة، فنادرًا ما ينجو أحد من تحطم طائرة، ولكن أن تنجو من تحطم طائرة منفجرة هو فعلًا شيء من وحي الخيال، ولكن هذا هو ما حدث مع (فيسنا فولوفيتش) المضيفة التي كان عمرها 22 عامًا حين دخلت موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية لأطول قفزة دون مظلات في التاريخ.
فقد سقطت من ارتفاع 10000 قدم ولم تمت، وكانت الطائرة المشئومة متجهة من كوبنغاهن إلى بلغرد عندما انفجرت بسبب قنبلة -ويقال بسبب إطلاق صاروخ عليها- وسقطت الطائرة بعد الانفجار من هذا الارتفاع الضخم.
وما حدث لـ (فولوفيتش) هو أن عربة الطعام حصرتها في جزء من الطائرة لم يتحطم بالكامل جرَّاء الانفجار، وقد تعرضت لكثير من الإصابات مثل جمجمة مكسورة، وكسر قدميها الاثنتين، وتدمير ثلاث فقرات بالكامل من عمودها الفقرى، ودخلت في غيبوبة.
وفي النهاية تمكَّنت من الثَّبات، بل إنها عادت للعمل في شركة الطيران، ولكن في تلك المرة في وظيفة مكتبية؛ لأن شركة الطيران خشيت من أن يتشاءم منها المسافرون.
قد يعجبك أيضًا هل يخاف طفلك الموت؟ وماذا يعرف عنه؟
هل يمكن للإنسان أن يدخل بحالة سبات؟ هو فعلها
أُثير هذا السؤال في جميع الأوساط العلمية بعد الحادثة الفريدة لهذا الرجل، في عام 2006 تم العثور على (ميتسوتاكا أوشيكوشي) بعد 24 يومًا من اختفائه في جبل روكو في اليابان، كان متجمدًا ودرجة حرارة جسده انخفضت إلى 71 درجة فهرنايت (ما يقرب من 21.5 درجة مئوية).
ولم يكن يوجد ضغط أو تنفس محسوس، وعملية التمثيل الغذائى لديه كانت متوقفة لكنه حي، وبعد أيام عدة أفاق من غيبوبته وقال إنه سقط أسفل منحدر جبلي شديد الانحدار في أثناء عودته إلى منزله.
وأكد الأطباء أنه سقط في حالة تشبه السبات، وتباطأ عمل كثير من أعضائه ولكن دماغه كانت محمية على نحو لا يصدق.
وتعد حالة (أوشيكوشي) الحالة الوحيدة والأولى من نوعها المعروفة للسبات البشري، وهو تباطؤ عمل كل أجهزة الجسم وانخفاض درجة حرارته للحفاظ على الجسم من التدمير.
وهي حالة يحاول كثير من العلماء اليوم دراستها واستخدامها لعلاج بعض الحالات والحفاظ على أجهزتها الحيوية، وقد نجى (أوشيكوشي) على نحو لا يصدق، وتعافى كاملًا دون أي أضرار تُذكر ويعيش حتى اليوم على نحو طبيعي.
قد يعجبك أيضًا ملخص كتاب "أهم خمسة أشياء يندم عليها المرء عند الموت"
طفلة تاهت في البحر لأربعة أيام.. كيف نجت؟
تعد (تيري جوي) من أغرب الحالات المسجلة في العالم لمن نجوا بعد قضاء أيام في البحر دون طعام، وغرابة قصتها الحقيقية تأتي من سنها، فحين حدث لها الحادث المؤسف كانت طفلة لديها فقط 11 عامًا!
قد تحتار في تعريف قصة (تيري) هل هي محظوظة لأنها نجت، أم منحوسة لأنها تعرضت لحادث فقدت على أثره عائلتها بالكامل قبل غرق اليخت الذي كانت تستقله مع أسرتها لقضاء رحلة عائلية سعيدة؛ لأنها فوجئت بقاتل معهم في اليخت.
وهذا القاتل كان صديق أبيها الذي دعاه لقضاء الرحلة معهم، وقتلهم لأنهم اكتشفوا قتله لزوجته التي كانت معهم على متن اليخت أيضًا، ولسبب لا يعلمه سوى الله ترك (تيري) دون قتلها، وبعد ذلك قرر إغراق اليخت بالكامل لإخفاء جريمته، وهرب بقارب النجاة الوحيد ليترك (تيري) لمصيرها.
وقد حاولت الفتاة الهرب من اليخت باستخدام قارب مطاطي صغير تذكرت وجوده قبل غرق المركب بلحظات، وظلت الطفلة في المياه دون طعام أو ماء مع التعرض لأجواء مناخية صعبة.
وتعرضت أيضًا لاعتداء بعض الأسماك المفترسة، لتجدها سفينة شحن يونانية بعد أربعة أيام من غرق اليخت، والتقطت كثير من الصور لـ(تيري) قبل وبعد إنقاذها وأصبحت صورها تلك من أشهر الصور في أنحاء العالم منذ حدوث الحادث في عام 1961 حتى اليوم.
ختامًا لا يمكن لأي شخص تخيل مدى المعاناة التي مرَّ بها هؤلاء الأشخاص، وعلى الرغم من نجاتهم في النهاية، لكن الآثار النفسية التي بهم ستظل بالتأكيد ترافقهم حتى نهاية حياتهم.
وقد تكون قصصهم تلك دافعًا لبعض الأشخاص للتحلي بالأمل ومحاولة التمسك بالحياة حتى الرمق الأخير؛ لأن بالتأكيد قد توجد فرصة أخرى.
مقال رائع مكتوب بطريقة سلسه ويحتوي على قصص ملهمه
شكرا لذوقك أيتها الكاتبة المحترمة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.