للعنصرية أشكال وألوان عديدة دائماً تكون ضد قوميات وضد شعوب وضد دول وضد مناطق معينة، وهذا هو الداء الذي أهلك بلداننا وما يزال سرطانه ينخر في شعوبنا وإنسانيتنا، وأعتقد أن العنصرية لا يُصاب بها إلّا من وقع في نقص، وهي تخرج أيضاً من أكثر ممن يتعرّضون لها، لا يوجد إنسان مولود عنصريّا، بل هي إحساس وتراكمات مشاعر وفقد الثقة وطريقة التربية من المنزل على التمييز، وإن لم ننشأ ونُلقن منذ الصغر على مفاهيم التآخي والحبّ والسلام والعيش المشترك والألفة سنكون نحن ذئاب الأقنعة البشرية، نعتاش على تمزيق وذبح بعضنا، وهذه الدماء التي تجري في عروقنا ستصبح دماء بربرية.
لذلك يجب أن نحارب العنصرية بكل أشكالها، ولا ينبغي أن يلوثها أصحاب العقول المريضة وذوي الأفكار الهدامة، وما أكثرهم والمشكلة في أنهم أغلبهم من المثقفين ظاهرياً والمحسوبين على الثقافة!
إذن العنصريّ يجب أن يُحارب من جميع المؤسسات السلطوية والمثقفين الذين يبغضون العُنصرية، قبل أن يتحولوا إلى جلادين للكلمة الحرة، والثقافة الحرة.
يكمن الخلل كله في أن نرفض الاختلاف ونجبر الآخرين على قبول اختلافنا ونحن من رفضنا اختلافهم في البداية! لذا يجب أن نتقبَّل اختلافاتنا ونكون مُرحبين باختلاف ثقافاتنا، ونحن أبناء بلد واحد وأرض واحدة، هكذا سوف نُشجع الآخرين على التقرّب والتعرّف علينا وعلى وثقافتنا بأفضل طريقة لأنها ستكون ناتجة عن رغبة تلقائية في التقرب والاكتشاف وربما التعلّم أيضاً.
واجب أن نُذّكِر خصوصاً في هذا العصر لا مبرر للتمترّس والخرافة، وألف كلا للفئوية؛ فما يجمعنا ويوحدنا أكبر بكثير من مجرد لغة أو ثقافة أو لون أو عرق
أنا اليوم أشدّ على كلّ يد هويتها الإنسانية بالتجرّد من كل المسميات هويتي إنسان، ولتسقط كلّ المسميات، ليس مُثقفاً من يقع في فخ العنصرية، وعلينا ألا نمنح الفرص لمثل هذه النماذج أن تكون لهم كلمة في حياتنا لأنهم فايروسات ستقضي علينا إن لم نعالجها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.