سفن تقلع وأخرى تغادر، وثالثة ترسو وتستقر، (ونشات) ومعدات وبضائع لا تكاد تنتهي، وعمال وموظفون، وحركة لا تهدأ، ولا تنقطع على مدار اليوم.
هكذا هو ميناء الإسكندرية، أقدم ميناء في مصر المحروسة، فهو صاحب حجم التداول الأكبر في تاريخ حركة التجارة الخارجية في مصر بنسبة (60%)، وذلك لموقعه الاستراتيجي وأهميته التجارية بالنسبة لموانئ العالم.
هنالك أكثر من 156 شركة متخصصة في الأعمال البحرية، يعمل فيها حوالي 50 ألف عامل وموظف فيها في ميناء الإسكندرية في مجال تداول الحاويات، وتمويل وصيانة وبناء السفن، بالإضافة إلى الشحن والتفريغ والتوكيلات الملاحية.
اقرأ أيضاً ترام الإسكندرية
ميناء الإسكندرية وتاريخ التأسيس
في الأصل يوجد في مدينة الإسكندرية ميناءان، أحدهما يسمى الميناء الشرقي، والآخر يُعرف بالميناء الغربي، بينهما شبه جزيرة على هيئة حرف (T)، لا يستخدم الميناء الشرقي الآن في الملاحة لضحالة المياه فيه.
على الرغم من أنه كان في السابق أكثر فاعلية، إذ يستحوذ على غالبية الأنشطة التجارية والبحرية، أما الميناء الغربي فهو ما أاصطلح على تسميته بـ (ميناء الإسكندرية).
يرجع تاريخ تقسيم الميناء إلى شرقي وغربي إلى عصر إسكندر الأكبر الذي أسس ميناء الإسكندرية عام 331 قبل الميلاد، عندما غزا مصر سنة 322 قبل الميلاد، عندما أمر بربط قرية (راقودة) في جزيرة فاروس بواسطة إقامة جسر أرضي بطول 1300 متر، مما أدى إلى تقسيم الميناء إلى ميناءين، كما ذكرنا سابقاً أحدهما الشرقي الكبير، والثاني الغربي الذي أُطلق عليه ميناء العودة الحميدة.
أما اليوم فقد تم ربط جزيرة فاروس بالشاطئ عن طريق جسر بطول 1200 مترٍ تقريباً.
اقرأ أيضاً كيف فتحت معركة العلمين باب النصر للحلفاء وما هو دور مصر فيها؟
قرية راقودة أصل مدينة الإسكندرية
راقودة أو راكوتيس هي قرية صغيرة للصيادين، كانت تقع على شاطئ بحر الإسكندرية عند موقع حي كرموز الحالي، تُعد أصل الإسكندرية حينما أسسها الإسكندر الأكبر سنة 322 قبل الميلاد.
اقرأ أيضاً ماذا تعرف عن فلسطين.. معلومات عن فلسطين العربية
التطور التاريخي لميناء الإسكندرية
مر ميناء الإسكندرية عبر تاريخه الطويل بعدة مراحل تهدف جميعها إلى تطويره وهي على النحو الآتي:
مرحلة الترسانة الخديوية
قام بها محمد علي باشا، عندما قام ببناء الترسانة الخديوية سنة 1835م التي تُعد نواة ميناء الإسكندرية الحالي.
الترسانة الخديوية كانت حوضاً محاطاً بحواجز أمواج بعمق 12 متراً، وبوابة لدخول وخروج السفن بعرض 18 متراً، وبداخلها حوض لتنظيف وترميم ودهان السفن على مساحة 9 هكتارات.
مرحلة فنار رأس التين
كانت هذه المرحلة هي آخر أعمال محمد علي باشا بغرض تطوير ميناء الإسكندرية، حيث بنى فنار رأس التين سنة 1842م، الذي حاول جيش الاحتلال الإنجليزي هدمه في سنة 1882م عندما قصف الإنجليز مدينة الإسكندرية، لكنه فشل لقوة وصلابة الفنار.
مرحلة المؤسسة المصرية العامة
جاءت هذه المرحلة المهمة في تطوير الميناء عندما قامت الحكومة المصرية بإنشاء المؤسسة المصرية العامة لميناء الإسكندرية سنة 1963م بموجب القرار رَقَم 2110، ثم القرار الجمهوري رَقَم 3293 لسنة 1966م، والذي حدد اختصاصات ومسؤوليات الهيئة العامة لميناء الإسكندرية.
وأخيراً القرار الجمهوري رَقَم 494 لسنة 1986م القاضي بإنشاء ميناء الدخيلة كامتداد طبيعي لميناء الإسكندرية.
ميناء الدخيلة
هو الامتداد الطبيعي لميناء الإسكندرية، بدأ العمل به سنة 1980م، وفي سنة 1986م بدأ استخدامه مرحلياً حيث تم تشغيل مرسى المعادن.
أهمية موقع ميناء الدخيلة
يتميز موقع ميناء الدخيلة بمجموعة من الخصائص من ضمنها أنه يتمتع بخليج له أعماق كبيرة من جهة البحر، ما يقلل تكلفة التطهير، ثم إن الجهة الشّمالية منه تمثل موقعاً ضحلاً به عدة جزر ساهمت في انخفاض تكلفة الحاجز عند إنشاء الميناء.
ثم إن المنطقة المقام عليها الميناء شبه رملية، ساهمت في وفرة تكلفة الردم والمباني، بالإضافة إلى ربطه بالطرق القومية مثل طريق (الإسكندرية – القاهرة) الصحراوي، وخطوط السكك الحديدية، وقربه من مجمع صُلْب الدخيلة والمنطقة الحرة ومشروع محطة توليد الكهرباء غرب الإسكندرية، مما يوفر في تكلفة نقل الخِدْمَات المطلوبة.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.