موازين المرأة ج1

موازين المرأة تظهر أبعادَها، كما تظهر إسعادَها، تزنُ بها المرأة الوزن الطافح، ولا تجد بها الأمر الواضحَ.

تزن بها ولا تعرف بها الحقيقة، ولا الأمور العميقة، وتضع عليها ما يخفّ وما يثقل، كما تزن بها ما لا يُنقَل، وإذا وزنت الأمور، فربما تجد بها السرور، وطبيعة المرأة أنها ربما بها تعبث، وبها تحنث.

اقرأ أيضًا هل المرأة تشبه الحمامة؟ ج2

الوزن عند المرأة

وقلما تعرف المرأة الوزن الحقيقي لما تريد، ولكن يبدو منها العناد العنيد، ولكنها تأبى إلا أن ترهق النفس، أو تنوي الحبس. وموازينها غير مرغوب فيها أصلا لتعرف المدى، وإنما تأبى سُدى. ورُجحان الموزون يكون لديها ظاهرا، ولا يكون هذا الوزن جائرًا.

موازينٌ ترى منها أمــــــورا   

  إذا وزنَتْ، ترى فيها ظــــــــــــهورا

إذا وزنتْ ترى شيئًا صحيحًا    

فكيفَ تغرُّها كـــــــــــــذِبًا غـــرورا؟

ولكن لا ترى بالوزنِ نـــورًا    

ومنه إنها نـــــــــــــفرَتْ نـــــــــفورا

ترى عكسَ الموازين انتكاسًا    

وما تبصرُ الدنـــــــــــــيا دهـــــــورا

وتبقى دون رجحانِ ائتــلافٍ    

تُرَجِّحُ ما ترى أبــــــــــــــدا قصــورا

وما رجحانُها إلا اضطــرابٌ    

ولو هي رجَّحَتْ شيئًا شـــــــــــــهورا

ومن تفكيرها الأوزان تطــفو    

تطيشُ إذا غدتْ تُبْدِي المـــــــــــكورا

هل الرُجحانُ عند فتـــاةِ حيٍّ     

سوى ما قد رأتْ أبدًا عبـــــــــــورا؟

هل الرجحانُ في أوزانِ بكرٍ    

  سوى ما قد رأتْ أبدًا بكــــــــــــورا؟

هل الرجحانُ في أوزانِ حورٍ   

  سوى ما قد رأتْ في الأرض حورا؟

هل الرجحانُ في أوزانِ فجرٍ    

سوى ما قد رأى أبدًا فـــــــــــجورا؟

إذا ما أخطأتْ خطأً كبـــــيرًا     

تحمِّل جملةَ الأخطاء بُـــــــــــــــورا

إذا ما قد أساءتْ فاعتــــــذارٌ     

يمدُّ لها العنادَ ترى جـــــــــــــسورا

إذا ما قصَّرتْ في حقِّ جــارٍ     

بنتْ للجور في الجيـــــــــرانِ دُورَا

إذا لم تُحسنِ الأحوالَ، قالت:   

   أنا امرأةٌ... وكــــــــــان أبي فخورَا

والموازين التي تزن بها المرأة غير الموازين المعروفة، وأحكامها على الأوزان بالأهواء جد المصروفة، وهي لا تزن بالوعي، ولا تأخذ إلا بالرأي، كما هي تسلك في الغي، ولا تنتهج في الهدي.