لا يختلف اثنان من متابعي كرة القدم وعشاقها على أن كرة القدم تُلعب لإمتاع الجماهير وترفيههم بمنافسة شريفة، لكن للأسف أصبح الشرف بعيدًا جدًا عن هذه اللعبة لما فيها من منافسات أصبحت تسبب العداء بين الأندية واللاعبين والجماهير، وفي كثير من البلدان وقعت مصادمات بين الجماهير المتعصبة أفضت إلى الموت في بعض الأحيان.
كذلك الحال بين اللاعبين داخل البساط الأخضر الذين في كثير من الأحيان يحقدون على المنافس، ويلتحمون مع اللاعبين وكأنهم في ساحة حرب، وليسوا في حرم ملعب كرة قدم، فمنهم من يتطاول باللسان، ومنهم من يتطاول بالأيدي، والبعض يسبب للآخرين إصابات من الممكن أن تبعدهم عن الملاعب أشهرًا كثيرة، وفي معظم الأحيان قد يبتعد اللاعب موسمًا رياضيًا كاملًا في حال تعرض اللاعب لإصابة أو قطع في الرباط الصليبي على سبيل المثال.
اقرأ أيضًا لماذا قد تحب الفتيات كرة القدم
مهنة كرة القدم
لذا نقول إن لعبة كرة القدم لم تعد هواية كما كانت في السابق، بل أصبحت احترافًا ما جعل أصحاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال يستثمرون أموالهم في صناعة الرياضة والرياضيين.
إذن، أصبحت كرة القدم مهنة، وكذلك حال كثير من الألعاب الرياضية، وأصبحت ميزانيات الأندية كبيرة جدًا يُرصد لها المليارات ما بين شراء اللاعبين وتداولهم والتعاقد مع مدربين بأجهزة فنية على مستوى عالٍ جدًا من الخبرات، حتى تتمكن الفرق والمنتخبات من خوض المسابقات المحلية والقارية والعالمية بلاعبين محترفين ومدربين مشهورين، وأصبح الاستثمار الرياضي تجارة عظمى بين دول العالم يفوق الاستثمار في صناعات أخرى كثيرة أكثر أهمية.
عشاق الساحرة المستديرة في العالم من ملايين البشر يستمتعون بمتابعة هذه الساحرة بشغف، وكثير منهم مهتم بفريق أو لاعب أو منتخب لدرجة التعصب الأعمى، وهذا جعل هذه اللعبة في بعض الأحيان تتسم بالعنف، والعنف المضاد، ونظرًا لكثرة المشكلات بين الأندية واللاعبين أنشئ عدد من المحاكم المحلية والقارية والدولية لفض المشكلات والنزاعات بين الأندية واللاعبين والاتحادات، ولتحصيل حقوق اللاعبين المحترفين الذين يقعون في مشكلات مع الأندية بسبب عدم تسديد مستحقاتهم، ولتُوقع عقوباتٍ على الأندية المخالفة مثل عدم التعاقد مع اللاعبين الجدد مدة، ولتحصل مستحقات اللاعبين الذين لم يستطيعوا الحصول على مستحقاتهم من الأندية التي احترفوا فيها.
اقرأ أيضًا من أول دولة اخترعت لعبة كرة القدم ؟
قواعد ولوائح
الجميع يعرف أن لهذه اللعبة قواعد ولوائح وقوانين متعارفًا عليها في جميع دول العالم، وكل يوم نجد تطويرًا في كل ما يخص هذه اللعبة الساحرة التي خطفت عقول وقلوب ملايين البشر، لكن بعض الاتحادات تعاقب اللاعب المخطئ في حق لاعب آخر عقابًا بسيطًا، وقد تعاقب عقوبة مغلظة، وبعضها يتغاضى عن العقاب لأسباب شخصية، ومصلحة فريق أو لاعب بعينه.
وهذا يولد شعورًا لدى الآخرين بوجود محاباة وانحياز لبعض الفرق دون غيرها، وهذا أيضًا يولد احتقانًا بين اللاعبين والأندية والجماهير، وتوجد جماهير مثيرة للشغب معروفة بطبعها هذا في العالم، وفي كثير من الأحيان تعاقب الدولة الفريق بإجراء مباريات دون جماهير حتى لا يثار الشغب في الملاعب، ويساء للمظهر والمنظر الرياضي من جهة ولعدم تعريض الجماهير واللاعبين للخطر، ولعدم انتقال الشغب من الملاعب للشوارع وإحداث الجماهير المتعصبة كوارث لا تحمد عقباها.
ورغم أن بعض الجماهير يتكرر عقاب فريق دولتها سواء أكان عقابًا ماليًا أم عدم حضور جماهيره فإن هذه الجماهير لا تتعظ، وتستمر في إثارة الشغب دائمًا وأبدًا حال تعرض فريق بلادها للخسارة.
وذكرت سابقًا أن لعبة كرة القدم هي في الأساس للمتعة والترفيه وتسلية الجماهير، فأين التسلية حينما يلعب الفريق دون مشجعيه وجماهيره؟
إذن، يجب أن نجد حلولًا أخرى رادعة ما دامت اللعبة خرجت عن مسارها الحقيقي لتعيد لكرة القدم متعتها الحقيقية، فبدلًا من أن نعاقب الفريق بالجمهور نعاقب الجمهور بالفريق، وبدل حرمان الفريق من جمهوره، فلنحرم الجمهور من لعب فريقه حتى يلتزم الجمهور بالتشجيع النظيف والاستمتاع بكرة القدم، لعله يكون اقتراحًا صعبًا تنفيذه، ولا ينال استحسان البعض، لكن فلنجرب لعله يكون حلًا مفيدًا بعض الشيء، ويلزم المشجعين بالالتزام وعدم إثارة الشغب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.