ماذا يحدث للعقل الشاب الذي تملكته هموم سنٍّ ليس بسنه في زمن لم تعد تلك همومه؟ ما الذي بخواطره؟ ما الذي قد يزاحم في عقل لم يتخطَّ الواحد والعشرين خريفًا؟ كيف لشاب أن يعيش مأساةً كتلك؟ وكيف له أن يتعايش معها؟ واقع سعيد، أليم، مرهق، مُدوٍّ، غير صالح، لكنه قابل للعيش، مُصِرٌّ على عدم التعايش، أم هذا فقط في عقلي؟
لست أدري! ولكنني أحاول أن أعلم، أحاول أن أتعايش، بل أحاول أن أعيش بأقل الخسائر، ازدحام حارق في رأسي لا أعلم أسبابه، أو أعلم لكنني لست مقتنعًا بها، لست مقتنعًا أن أسبابًا كتلك قد تسبب مثل هذا الألم، مثل هذا الازدحام، مثل تلك المعاناة، معاناة بداخلي فقط، صراع مع عقلي، مع وعيي غير القابل للامتثال للواقع... غريب!
كيف لوعي لا يقبل واقعًا قد عاش فيه دهرًا، لم يقنعه القسى في واقعي، ولم تُشبعه أطعم الفرح فيه، دائمًا ما يقدم اعتراضه، كيف لي أن أحزن في أسعد أيامي، وكيف أُقدم على فرحٍ لا أشعر باستحقاقه؟ غموضٌ مبالغٌ فيه في واقع لا فيه شيء مبهمٌ ولا صريح.
لا أستطيع أن أرى أنها مرحلة من العمر قد تمر، ولا يمكنني النفي في عدم زوالها، ولكنها تأتي وتذهب، وتترك أثرًا في كلتا الحالتين. هل أعيش أيام شبابي في حيرة؟ أم أتعايش في واقع مؤلم في زمن عجيب؟
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.