في أول ظهور السيارات في مصر والعالم العربي، اقتصرت القيادة على الرجال، وكان من العيب أن تقود امرأة السيارة، لكن امرأة كسرت هذه القاعدة لتكون أول امرأة في مصر تقود السيارة، إنها السيدة عباسية أحمد فرغلي، أول امرأة تقود السيارة.
عباسية أحمد فرغلي هي ابنة رجل من أثرياء القوم الذي عُرف في القرن التاسع عشر بأنه ملك القطن المصري. وُلِدَت "عباسية" في مدينة أبو تيج بمحافظة أسيوط في مطلع القرن العشرين.
وُلِدَت عباسية في مجتمع الصعيد، ذلك المجتمع المغلق الذي تتحكم فيه عادات وتقاليد، وهذه العادات قاسية على الفتيات، لكن والد "عباسية" لم يكترث لهذه العادات والتقاليد، وعلَّم ابنته، وتمكنت "عباسية" من الدراسة في أكبر المدارس الأجنبية في محافظات الصعيد.
وبعد أن حصلت على الشهادة الإعدادية، انتقلت إلى محافظة الإسكندرية لاستكمال دراستها، وعاشت في هذه المحافظة بمفردها حتى التحقت بجامعة فيكتوريا كوليدج، ثم ذهبت إلى الدول الأوروبية مثل فرنسا وإنجلترا لاستكمال دراستها.
أُعجبت "عباسية" بحياة المرأة الغربية والتحضر والرقي الذي تمتلكه هؤلاء النساء، فبدأت تتعلم منهن الرقي والتحضر ولكن في حدود ثقافة المجتمع الشرقي، واحترمت عادات وتقاليد هذا المجتمع. وعندما عادت إلى وطنها، بدأت تتعلم قيادة السيارة في مزارع والدها، وكانت عائلتها عائلة متحضرة وتقبل التجدد والتقدم في حدود العرف والمجتمع، وساعدها شقيقها في قيادة السيارة دون أن يكترث بتقاليد المجتمع التي جعلت قيادة السيارة مقتصرة على الرجال فقط.
تعلمت "عباسية" قيادة السيارة في مزارع والدها في الصعيد، لكنها كانت تخشى نظرات وتساؤلات الناس الذين يرون أن هذا الفعل ضد تقاليد المجتمع، لذلك انتقلت إلى الإسكندرية لاستكمال حلمها بعيدًا عن مجتمع الصعيد المنغلق.
وعادت إلى فرنسا مرة أخرى لتتعلم أكثر عن قيادة السيارة، ثم حصلت على رخصة قيادة من هذا البلد في 24 يوليو عام 1920، وبعد ذلك عادت إلى مصر وحصلت على رخصة قيادة بعد معاناة من الموظفين الذين أصيب بعضهم بالدهشة من هذا الفعل، لكنها حصلت على رخصة قيادة في مصر عام 1928، لتكون أول امرأة مصرية تحصل على رخصة قيادة سيارات، وبعد ذلك انتشرت قصتها، وبدأت الفتيات يتجرأن على هذا العمل، وتحوَّلت قيادة السيارات من كونها مقتصرة على الرجال إلى حق للجميع، رجالًا ونساءً.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.