عرفت آلة الكمان كثيرًا من التطورات على مختلف العصور، ولكن عندما يتردد على مسامعنا ذكر صانع أغلى كمان في العالم، بالتأكيد ستخرج الإجابة تلقائيًّا أنطونيو ستراديفاري، أكثر اسم مشهور في العالم إذا ذُكرت صناعة أرق آلات الموسيقى الكمان، في مقالنا اليوم سوف نقدم إليك معلومات مدهشة عن ستراديفاري والكمان الأغلى في العالم الذي يحمل اسمه.
ما أغلى كمان في العالم؟
"ستراديفاريوس" أغلى وأشهر آلة كمان في العالم من صنع المخترع أنطونيو ستراديفاري، ويقال إنها اُخترعت عام 1714، وتشير دراسات إلى أن آلة الـ"ستراديفاريوس" كانت موجودة منذ عام 1684.
في الوقت الحاضر، يمكن أن يبلغ ثمن آلة كمان "ستراديفاريوس" مليارات الدولارات، وذلك لما لها من الميزات المتعددة التي يمكن اختصارها في: سهولة العزف على الكمان وخفة وزنها، وأسلوب تصميمها الذي يوازن بين الخشب الصلب الطري، والصوت الفريد شديد العذوبة.
صانع أغلى كمان في العالم
عند الحديث عن كمان ستراديفاريوس أغلى كمان في العالم لا بد أن نذكر من هو صانع هذه التحفة، أنطونيو ستراديفاري. حتى يومنا هذا، لا يزال العلماء والموسيقيون يحاولون فك شفرة سر الجودة الصوتية الفريدة لآلات ستراديفاري، رمز الكمال في صناعة الآلات الوترية، هذا الحرفي الإيطالي، الذي عاش في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ترك إرثًا فنيًّا لا يزال يدهش العالم حتى يومنا هذا.
كان ستراديفاري صانع آلات موسيقية إيطاليًّا، ولد عام 1644 في مدينة كريمونا بإيطاليا، واشتهر بصناعة آلات وترية ذات جودة صوتية استثنائية، ومن أشهرها الكمان الذي يعرف حاليًا باسم "المسيح"، وعلى الرغم من مرور قرون على وفاته، فإن آلاته لا تزال تعد الأفضل في العالم، ويبلغ سعر بعضها ملايين الدولارات.
بعض الدراسات تؤكد أن ستراديفاري صنع أكثر من نحو 1000 كمان، وكل آلة تختلف عن غيرها وتسمى جميعها آلات ستراديفاريوس، ولكن لم يبقَ منها في العالم الحالي سوى 600 نوع فقط، وهي أغلى أنواع الكمان في العالم.
تسمى آلات الكمان الخاصة بأنطونيو آلات الملوك؛ لأنها تباع في مزادات خاصة بالملوك والأشخاص المهووسين بالموسيقى، حتى يدفعوا أموالًا طائلة فقط للحصول على أندر آلات الكمان الخاصة بستراديفاري.
يذكر أن الكمان الذي صنعه ستراديفاري عام 1714 كان يملكه الفنان توشا سايدل الأمريكي، واستخدمه في العزف في أحد أفلامه الهوليوودية الكلاسيكية، وقد بيع أشهر نسخ هذا الكمان بمبلغ قدره 45 مليون دولار في مزاد عالمي.
تعلم أنطونيو صناعة الكمان من معلمه نيكولو أماتي، وكانت كمنجاته في هذا الوقت صغيرة ومتينة الصنع ومصقولة بلون أصفر فاتح، ثم بدأ في صناعة جيتاره المخصص ببذل كثير من الجهد، فأخرج لنا أفضل نسخة من صناعته في ستينيات القرن الثامن عشر التي تعد المرحلة الذهبية له، وعمد إلى صقل كمانه باللون البرتقالي البني المميز واستخدم أفضل أنواع الخشب الموجودة آنذاك.
أجرى أنطونيو تعديلات أحدثت فرقًا واضحًا من ناحية حجم الكمان، ليصبح أقصر من الكمان الذي عرف سابقًا، وغير مادة صنع الأوتار لتصبح أكثر متانة، لذا عرفت آلات الكمان التي يصنعها ستراديفاري بجودتها العالية وصوتها القوي والنقي.
تعرف آلات الكمان الخاصة بأنطونيو ستراديفاري بأنها أغلى كمان في العالم، وذلك لعدد من الأسباب، وتشير بعض النظريات إلى نوعية الخشب المستخدم، والطرق التقليدية في الصناعة، حتى إلى تأثيرات المناخ في المنطقة التي صنعت فيها الآلات.
حتى اليوم، فإن الباحثين لا يزالون يعرضون هذه الآلات العظيمة على أجهزة الأشعة المقطعية والتحليل الكيميائي وعلى المحاكاة في الحواسيب العملاقة، ليحاولوا كشف سرها الرائع، فلا يستطيع أحد قبله ولا بعده أن يصنع مثلها مرة أخرى ولا حتى أن يقلد أعماله ولا يصل إلى مهارته في الصنعة، فآلاته لها رنة فريدة وصوت متكامل لن تستطيع الحصول عليه في أي كمان آخر.
في ختام حديثنا نذكر أن ستراديفاري يعد مصدر إلهام لكثير من صانعي الآلات الموسيقية في العالم، فهو ليس مجرد صانع آلات موسيقية، بل هو فنان ترك بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقى، ويكفي أنه يعرف في العالم باسم صانع أغلى كمان في العالم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.