جوَّك | من الهواية إلى الاحتراف.. رحلة التصوير بالهاتف

قد ينتابك شعور بالخيبة بادئ الأمر، حينما تظن أنك لا تملك سوى هاتفك الذكي، لتصوير لقطة تريد توثيقها، لتسمع صوتا بداخلك يقول: إنها صورة ليست احترافية، ولكن هدئ من روعك يا رفيقي فأنت من تصور وليست الكاميرا، وتذكر دائما أنك تستطيع التقاط صور رائعة بهاتفك الذي في جيبك إذا تابعت المقال للنهاية..

انضم إلى كورس القصة الصحفية المصورة من هنا!

التصوير باحتراف بالهاتف الذكي

يقولون إن أفضل كاميرا هي التي لديك دائما، وعلى الأرجح هي كاميرا هاتفك الذكي، فإذا كنت من الأشخاص الذين يحبون التصوير وتبحث عن طرق إبداعية لالتقاط صورك، فأنت في المكان الصحيح، فسنأخذك في رحلتنا من كوكب هواة التصوير بالهاتف إلى أسرار عالم الاحتراف..

بداية.. عليك أن تعرف أن العدسة المتسخة ستلتقط صورة في غاية السوء، فلا مانع من أن تنظف كاميرا هاتفك من آثار بصماتك أو التراب.. أظن أن كلينا متفق على هذه القاعدة..

فهل سمعت عن (التراي بود) أو حامل الكاميرا؟ هذا العمود الثلاثي الرائع، الاعتماد عليه لم يكن من باب الرفاهية كما تظن، فثبات هاتفك هو السر الذي يكمن وراء التقاط صورة سحرية تثيرك..

فن التصوير

سأشاركك شيئا في غاية الأهمية، انتبه معي، أتعرف أن التصوير هو فن الرسم بالضوء! نعم، كما سمعت فربما موضوع تصويرك يكون رائعا للغاية.

لكن مع وجود إضاءة سيئة فتصويرك تلقائيا سيكون سيئا، لكن لا تفقد الشغف رغم أن هواتفنا الذكية تختلف في تعاملها مع الضوء، فتارة تعمل بسلاسة وتارة أخرى تكافح الأمر، فوجود صورة مليئة بالتفاصيل متوقف على العدسة، كل ما عليك توفير كمية إضاءة مناسبة، وانتبه جيدا لمصدر الضوء فقد يكون صناعيا كالكشافات، وقد يكون أعلاك أو خلفك..

فإذا كنت وسط الطبيعة والشمس ساطعة فلا تقف أمام الشمس أو في مكان ظلها، كل ما عليك فعله أن تختار مكانا مناسبا حتى لا تكون الصورة مثل الأشباح..

لنقف هنيهة ونتساءل قليلا: أي المشاعر أو القصص التي نريد إيصالها للمشاهد؟

حسنا، دعني أخبرك الإجابة التي تعتمد على تكوين الصورة.. بداية من قاعدة التثليث (Rule of Third).

فهل لاحظت من قبل وجود شبكة من الخطوط الأفقية والرأسية في نظام كاميرا هاتفك أو تطبيق إنستغرام؟

فهذا أساس قاعدة التثليث، تعتمد على خطوط ومربعات متساوية، فغالبا ما نميل لوضع ما نريد أن نصوره في وسط الصورة فقط من هذه القاعدة الذهبية.. الأمر يتوقف هنا، فيمكنك وضع الهدف على اليمين أو اليسار كي نحصل على لقطة كاملة للصورة..

زوايا تحسن من الصورة

ليأتي دور البحث عن الزوايا فتحكي الصورة.. نعم، إنها الزوايا التي تجعل صورتك تنطق..

أتدري أن الفنان والمصور بارعان في اللعب بالزوايا، لكن الفارق في الأول أنه يغامر بزوايا لخلق رؤى مختلفة لم تحدث من قبل، أما الثاني فيكتفي بتصوير الزوايا دون تغييرها، فمن الأفضل أن تجمع بين الاثنين وتتمتع بروح من المغامرة لخلق شيء جديد، تارة تجعل صورتك فيها من القوة والضخامة، فالزاوية حينها ستكون من أسفل إلى أعلى (low Angle).

أو تظهر عظمة المكان واتساعه، وتكون حينها الزاوية من أعلى إلى أسفل (Bird’s Eye View)، أو أن تقف على صخرة لتلتقط هدفك بزاوية ميل High Angle لتصغير حجم الهدف المراد تصويره..

هل حاولت مرة أن تستخدم zoom لتصوير بيتزا أمامك وكانت الصورة واضحة بنسبة كبيرة؟ لا..

فمعظم كاميرات هواتفنا الذكية تتمتع بإمكانية التقريب، لكن الغالبية الساحقة منها لا تملك إمكانية التقريب البصري (optical zoom)، بل تستخدم التقريب الرقمي، هذا الأمر ببساطة يكمن في تكبير بكسلات الصورة قبل التقاطها فتتقلص جودة الصورة..

ويمكنك التحايل على ذلك، أتعرف كيف؟ بالتقاط الصورة أولا دون استخدام التقريب، ثم بعد ذلك قص المنطقة التي تريد من الصورة، وبهذه الحالة تكون قد أجريت تقريبا رقميا مع الاحتفاظ بالصورة الأصلية..

تعديل الصور

لنصل أخيرا إلى خطوة التعديل من خلال برامج تعديل الصور، فإن كنت تظن أن التقاط صورك ونشرها دون تحريرها هو الصواب.

دعني أخبرك إنك مخطئ، فعليك أن تجري تعديلات بسيطة لإضافة لمسات جمالية.. بداية من الفلاتر المميزة، أو التحكم في خيارات الضوء (brightness) والتباين (contrast) والتشبع (saturation)، أو برامج أخرى كالفوتوشوب، فعليك تجربة الخيارات المتاحة ومقارنتها مع الصورة الأصلية كي تستطيع تحديد الخيار المثالي المناسب للصورة، ولا تبالغ في التحرير حتى لا تفقد حيويتها..

تلك بعض أسرار احتراف التصوير بالهاتف.

التصوير الصحفي

أصبح التصوير الصحفي أكثر ارتباطًا بالهاتف الذكي في عصرنا الحالي حيث تحول الهاتف إلى أداة قوية بيد الصحفيين والمصورين على حد سواء، بفضل التكنولوجيا المتطورة التي تتيح كاميرات عالية الجودة في الهواتف الذكية يمكن للصحفيين توثيق الأحداث في اللحظة وبسرعة فائقة حتى في أماكن يصعب الوصول إليها بالكاميرات التقليدية.

سهولة حمل الهاتف وإمكانية التصوير الفوري ومشاركة الصور عبر الإنترنت بسرعة جعلت منه شريكًا أساسيًا في العمل الصحفي علاوة على ذلك يتيح الهاتف فرصًا جديدة للتفاعل مع الجمهور من خلال الصور المباشرة مما يعزز من مصداقية الخبر ويجعل التصوير الصحفي أكثر حيوية وسرعة في نقل الحقائق.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.