مَن الفلسطينية «عدنية شبلي»؟ ولماذا يكرِّمها معرض زايد للكتاب؟

يخوض المثقف العربي رحلة شاقة من الإشادة إلى الانتقاد، وفي بعض الأحيان يحدث العكس، فتتبدل حاله من الانتقادات إلى الإشادة.

فقد غيَّر معرض غربي شهير للكتاب موقفه بمقدار 180 درجة، من النقيض إلى النقيض خلال الأيام القليلة الماضية.

وقرَّر ذلك المعرض إلغاء جائزة مهمة كان يعتزم منحها للكاتبة الفلسطينية «عدنية شبلي».

اقرأ أيضًا نهى داوود أفضل أعمالي لم ينجح حتى الآن.. وهذه هي مثلي الأعلى في كتابة الرواية البوليسية

تكريم الكاتبة الفلسطينية

ومن ذلك الحين، قفز هذا الاسم إلى عناوين الأخبار الرئيسة، ووقَّع 600 من أبرز المثقفين رسالة تضامن مع الكاتبة متهمين ذلك المعرض بالانحياز وعدم الموضوعية.

وعبر منصات التواصل الاجتماعي اشتكى العرب من عدم اكتراث الغرب برؤية العرب للأحداث من حولهم بل واتخاذ كل ما من شأنه إسكات الصوت العربي عن طريق حجب الجائزة عن عدنية شبلي، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وبادر معرض زايد للكتاب بالإعلان عن تكريم الكاتبة الفلسطينية، في حين انسحبت كثير من دور النشر العربية من المعرض الغربي المشار إليه.

ومن المقرر أن تُكرَّم الكاتبة الفلسطينية بمعرض زايد عن روايتها «تفصيل ثانوي»، المستوحاة من أحداث حقيقية إبان النكبة، وتحديدًا في عام 1949.

اقرأ أيضًا تعرف على قصة "زوروني كل سنة مرة".. للكاتبة شيرين سامي

تعريف بالكاتبة "عدنية شبلي"

وجمعت لك، أيها القارئ العزيز، في مقالي هذا بعض المعلومات عن الكاتبة الفلسطينية المقيمة حاليًا في برلين:

وُلدت عدنية شبلي في مدينة الجليل الفلسطينية في 1974م، وحصلت على الماجستير في الآداب بعد أن أتمت مرحلة الدراسة الجامعية في تخصص الاتصالات والصحافة ثم حصلت على الدكتوراه من جامعة شرق لندن في عام 2009، في تخصص العلوم الإنسانية والاجتماعية.

فازت بجائزة مؤسسة عبد المحسن القطَّان غير الربحية في رام الله وهي جائزة مخصصة للمؤلفين والمبدعين من الشباب، وكان ذلك في عام 2001م، من نصيب روايتها التي تحمل عنوان «مَساس» من إصدارات دار الآداب للنشر والتوزيع اللبنانية.

اقرأ أيضًا إنجي هديب ورواية آخر كوباية قهوة: ابنتي الكبرى كلمة السر

رواية مساس

تقع في 104 صفحة. وتتناول الرواية التي كتبتها بإتقان لافت على لسان صبية صغيرة كافة الأحداث التي تدور حول تلك الصبية، ولكن من وجهة نظرها هي وبمفردات مناسبة تمامًا لعمرها.

وكأنها ترسم بكلماتها البسيطة شديدة التلقائية سيل الصور التي تلتقطها عدستا عينيها دون حتى أن تفهم مغزاها على نحو تام، تاركة للقارئ الذكي مهمة فهم المغزى والمدلول.

وتقع الرواية في خمسة أجزاء تحمل عناوين فرعية هي: ألوان وصمت وحركة ولغة وحائط، وينقسم كل جزء، بدوره، إلى فصول فرعية قصيرة للغاية، كأنها فسيفساء مبعثرة من قطع غزيرة صغيرة يمكن تجميعها بذكاء.

وترصد الرواية مراحل أولية لنضوج وعي الصبية الصغيرة فيما يتعلق بتفسيرها النامي للأحداث التي تعيش وسطها.

وفي عام 2003، فازت عدنية شبلي مرة ثانية بجائزة مؤسسة عبد المحسن القطَّان غير الربحية في رام الله وهي جائزة مخصصة للمؤلفين والمبدعين من الشباب، عن روايتها التي حملت عنوان «كلُّنا بعيد بذات المقدار عن الحب».

اقرأ أيضًا أهم روايات معرض القاهرة الدولي للكتاب

كلُّنا بعيد بذات المقدار عن الحب

في هذه الرواية، تراسل موظفة، بحكم عملها، شخصًا ما لإنجاز مهام وظيفتها، لينتهي بها المطاف إلى الوقوع في حب المرسل إليه، وتنشغل بكتابة رسائل له وتجلس منتظرة رده ومحاولة استشفاف ما إذا كان يكنُّ لها مشاعر مماثلة.

ولكن الصدمة تأتيها بعد أن يكف عن مراسلتها، وكادت تقول له «لا» رافضة الخروج من حالة الحب.

وثمة فتاة أخرى تُدعى عفاف، تنتهز الفرصة وتستغل فرصة كسل والدها، مسؤول البريد وإسناده أعمال التجسس على البريد إلى ابنته، فتعثر على رسائل حب من امرأة إيطالية لشاب من القرية الفلسطينية، ثم تبيع عبارات الحب لكثيرين من العشاق الذين لا يجيدون الكتابة.

ويبدو أن عفاف لا يمكنها أن تحب؛ لذا اكتفت بأن تعيش قصة حب فاشلة تمارسه المرأة الإيطالية، وهو حب عن بُعد.

رُشِّحت روايتها التي تحمل عنوان «تفصيل ثانوي»، التي صدرت في 2017، ضمن القائمة الطويلة لجائزة «بوكر» العالمية برعاية مؤسسة «مان بوكر» اللندنية.

وتحكي أحداثها عن تفاصيل حياة موظفة فلسطينيَّة شابة تتجه من منزلها في رام الله إلى النقب لكشف ملابسات حادثة وقعت هناك، وراحت ضحيتها امرأة فلسطينية أخرى قبل برهة، مستعينة ببعض التفاصيل الثانوية التي منحت الرواية اسمها وبنيانها السردي.

تتكون الرواية من جزأين، ويغلب عليها الطابع التأملي والميل إلى تسليط الضوء على خواطر ملحمية لأبناء فلسطين، ولا سيما ما يتعلق بالذاكرة الوطنية، وتغوص في التجربة الفلسطينية والمصاعب المتواصلة لجمع شتات الماضي والحاضر، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يدعو المثقفون العرب اليوم لمقاطعة كل المشاركين بمعرض فرانكفورت العنصري
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

ولابد أن يعلن كل الأحرار في العالم رفض العنصرية ومقاطعة العنصريين
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقاومة القلم قد تحقق المستحيل
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة