في أحضان الطبيعة سرحت بخلدي
فأبصرت البديع يمتثل أمامي
في أسوار من الأخضر أسرت نفسي
وبين السواد الكالح تقطعت أنفاسي
لتخترق سهوم دكنة العتمة
وتشق لي سبلا في طيات الظلمة
فرنت أجراس تلاطم الموج في ذهني
وسمفونيات الطير شادت بالألحان
فكيف لا يبدعني طرب الحسون
موسيقى النهر ألا تسحر بني الإنسان
فلو لم تبادرني أصوات خريرة العذب
لأيقنت أن الأرض تركت بشطر منه ورائي
فسبحان من سواه والبحر في خلدي
فأبصرت البديع يمتثل أمامي
فإذا بهيئة السحب في الأرض مستقرة
وتسبح بين الكلأ والسمك متسارعة
فأخذت دموعها على وجنتي منهمرة
ثم السماء فتحت أبوابها حنفية
أنبتت من صنع يديها شجرة وشجيرة
وسقت من سيلها نبتة ونبيته
ثم إني في إمتزاج الألوان حائرة
من غيوم تتصارع مع الزرقة عن مكانة
والبهيات تحت العرش متربعة
وأخواتها في الأسافل غائرة
فكيف الأخرى خيوط الذهب في ريقها مغازلة
وهي بحليها بين الظليل غير متلألئة
والشامخات بعراجين التمر متبخترة
فالذهب تحت وطئ أقدامها سبيكة
فسبحان من خلقني وسواني
الله مبدع الكون والإنسان
بحكمته مسير الكيان
أبصرت البديع يمتثل أمامي
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد