من أين تأتي قوة البصيرة؟

كثيرًا ما نسمع كلمة بصيرة، ونقول لشخص ما إنه لديه بصيرة، لكننا ربما لا نقف عند معناها، ونفهم حقيقتها، ونربطها في الغالب بالقدرة على التنبؤ، لكنها في الحقيقة أوسع من ذلك، فالنظرة الثاقبة للأمور تعد من البصيرة، والبصيرة معناها اللغوي الإدراك والفطنة، وهي تختلف عن البصر.

فالأخير هو رؤية الأشياء الظاهرة بالعين، أما البصيرة فهي إدراك المعاني بالقلب، وكما يضعف البصر أحيانًا فلا يرى الأشياء بوضوح لضعف في العين، وربما احتاج إلى نظارة طبية لتصحيح الإبصار، كذلك تضعف البصيرة، فلا يدرك الإنسان المعاني والأفكار بوضوح.

فالعين تنقل الصور التي تراها كما هي إلى الدماغ، ليحلل العقل هذه الصور ويُعرِّف بها حسب الخبرات والمعلومات المخزونة لديه، ثم يحلل القلب هذه المعلومات من ناحية المعاني والقيم الأخلاقية.

قد لا يعرف كثيرون منا أهمية البصيرة وتأثيرها نظرًا لخفائها وخفاء عملها، على الرغم من أنها تعادل في أهميتها أهمية البصر، فالبصيرة هي إدراك خفايا الأمور وعواقبها، وهي التي تحدد السلوك والاتجاه، وهي بذلك تؤثر في المشاعر والأحاسيس المختلفة من فرح وحزن، سعادة واكتئاب.

نحن في علاقتنا بالآخرين نحتاج إلى بصيرة للتفرقة بين الجيد والرديء، بين الخير والشر، فإذا لم تكن لدينا بصيرة فقد نقع في الشر دون أن ندري، ولا نعرف إلا بعد فوات الأوان.

كثيرًا ما يُخدع الإنسان في أشخاص لعدم قدرته على فهمهم الفهم الصحيح، والحكم عليهم لضعف بصيرته وعمى قلبه نعم، فالقلب يُصاب بالعمى أحيانًا، فيحب الإنسان ما يضره، ويصاحب من يؤذيه دون أن يشعر. وحينئذ تأتي أهمية البصيرة، أن يكون الإنسان لديه بصيرة يمشي بها ويحكم بها على الأشياء والأشخاص.

لكن من أين تأتي البصيرة؟ وكيف تكون قوتها وضعفها؟

البصيرة قد تكون هبة من الله سبحانه وتعالى، وقد تكون مكتسبة، حتى عندما تكون هبة من الله، فهي تحتاج إلى أمور عدة للحفاظ عليها، من هذه الأمور: العلم النافع، والتفكير، والتدبر في الكون والخلق والمخلوقات، ومحاولة معرفة حقيقتها، ومعرفة الخالق سبحانه وتعالى، وطلب العون منه سبحانه للوصول إلى معرفة ماهية الأشياء وفائدتها أو ضررها، إذ توجد أشياء يعجز الإنسان عن فهمها. أيضًا، تحتاج البصيرة إلى النقاء والشفافية، فالإنسان النقي يرى الأشياء بوضوح أكثر، ويحكم على الأشياء بصورة أفضل من غيره.

أخيرًا.. البصيرة هي نور القلب الذي يضيء للإنسان الطريق، فيكون سيره في الحياة على نور وعلى علم، فيتجنب كثيرًا من الزلات والوقوع في الخطأ.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرا جزيلا لك 🌹🌹🌹🌹🌹
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.