«من أنتِ يا امرأة؟».. شعر فصحى

كحورية البحر بمفاتنها تتنفس كما أنتِ
بفضاء لا حدود له تداعب أحلامك أنتِ
عالم بخصوبته لا يضاهيه أحد إلا أنتِ
 
مياه بعذوبتها تشبه عذريتكِ أنتِ
كالوردة تتمنع بأشواكها كما أنتِ
كالهواء ينعش أنفاسا طيبة بك أنتِ
 
آه منك ومن أطياف أنوثتكِ أنتِ
تتكلم فتتكتم وتتألم فتتأمل فيكِ أنتِ
ساحرة بعيون تلتهم كل ناظر إليكِ أنتِ
 
آية بمحياكِ وما لكِ مثيل كما أنتِ
رهيفة الحس وميالة للحب وحدك أنتِ
حار الجمال فيكِ وما له تنازلتِ أنتِ
 
عوالم تجمعت فيكِ وتفرقت بكِ أنتِ
كيف ولمَ لا يهم؟ هي أنتِ كما أنتِ
ناموس لا يعترف إلا بقانون أنزلته أنتِ
 
قيل إن الدنيا بها ملائكة وجنتها أنتِ
فما للحياة لا تقوم إلا بما شئت أنتِ؟
وهل للحب طعم إذا ما غبت أنتِ؟
كيف الوصل ليس به حضنك أنتِ؟
 
همساتكِ تلين النفس كما أردت أنتِ
حنانكِ يذيب جليد الحرمان منكِ أنتِ
من خواطركِ أطلعتنا على أسراركِ أنتِ
 
ويعلم الله أن ما بكِ لا يعلمه إلا أنتِ
فمنك أحيا الله ما أراد كما أنتِ
كوني ما أنتِ عليه كما أنتِ
 
لك أكرم بالقلب وحضنكِ أنتِ
قوم الذكر عليك بما قدر ومعه أنتِ
فما عساه أن يقدم لكِ إلا حبك أنتِ؟
 
وما أوحشه من حال إن لم تكن أنتِ
ما شاء الله فعل وما شئته أنت كان لك أنتِ
بالحب تتساوى الأرواح والنفوس وفكركِ أنتِ
 
ولن يبتعد شوق عن مهده كفؤادكِ أنتِ
أنت من حباها الله الرحمة من بعده كما أنتِ
واهبًا لمن أطاعك أمًا، بجنة تحت أقدامك أنتِ