من أنا! ولماذا أنا بالتحديد لأشعر كل هذه التخبطات!
كنت أعيش سنوات مضت منفصلة عن ذاتي لا تدري عنها شيئًا بالمرة...
دائمة الشكوى والحزن يصاحبه نوبات بكاء حار جدًّا في سبيل من يجد العابر الذي يميز طلب نجاتي ويساعدني...
لم أجد، حقًا لم أجد في وقتها من يستحق التمسك جيدًا بيدي والسير في هذه الحياة التي تسقون على من يشعر -تارة وتارة- أخرى تجعله ملكًا من ملوك الأرض العظيمة...
حضرت لي ذكرى بعيدة قليلًا بشخص أو صديق لا أعرف كيف أميزه لأنه لم يميزني يومًا، عندما شكوت له ما أشعر به وعن مخيلتي في كل مرة أغمض فيها مقلتي بأني أجد يدًا تحاول أن تساعدني على النهوض، ولكن لا أفلتها لأنها دائمًا ما تكون باردة جدًّا، لا أقوى على تحمل هذه البرودة...
ليقول هذا الكائن معدوم التميز بأن هذه اليد هي أنا أو ذاتي المنفصلة عني، تحاول أن تنقذني ولكنها لا تعرف التمسك جيدًا بسبب هذه البرودة، ولأن هذه البرودة نتاج من صدمات الطفولة والمراهقة التي تراكمت فيها اللحظات السلبية دون محاولة من الإصلاح ولو لمرة واحدة -بجدية-...
ظهر كتاب من العدم ويتبعه عدة تمارين لقياس مدى هذه الدوائر من التخبطات، كلمة فالثانية، رياضة وحركة، نوم وقراءة، أيام مضت فتكون شهور...
جاءت لحظة المواجهة لفك عقد هذه الدوائر، واحدة تلو الأخرى، وكأنها شال صوفي معقود في ليالي الشتاء الباردة من أيد ماهرة...
عقدة وراء عقدة، فانحلت جميع العقد بنفس الطريقة الماهرة...
ظهر الكتاب مرة أخرى، ولكن هذه المرة محذرًا بقدوم انتكاسة بسيطة ليعلن أنها نوه طبيعية مثل رياح تغيير فصول السنة...
من جديد،، من أنا! أنا التي مدت يديها لتلك اليد الباردة حتى تتفاعل مع حرارتي من اشتياقي إليها ودمجها إلي لتصبح واحدة...
ذات كتلة مشاعر تسير في هذه الحياة -بطريقة أو بأخرى- في محاولة الحفاظ على درجة حرارتها مهما بلغ بها من الجهد متغيرًا...
أدركت الآن أن هذه التخبطات ما هي إلا كلمات تكونت على هيئة سحب بداخلي وحان وقت المطر على ورقتي الملونة لأني لا أحب الورقة البيضاء ترهق عيني...
هل تشكلنا جيدًا!، تسألني، فأجاوب: وأكثر من جيد.
👍👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.