من أكثر ميلًا للخيانة.. المرأة أم الرجل؟".. خواطر اجتماعية"

لطالما كان هذا السؤال محور نقاش لا ينتهي بين الجنسين في كل مرة ينفجر فيها صراع على الوفاء أو ينكشف فيه سر خيانة جديدة. الجميع يبحث عن إجابة قاطعة كأن الأمر معادلة رياضية وليس تعقيدًا إنسانيًّا بامتياز، لكن الحقيقة التي قد لا تعجب أحدًا هي أن الخيانة ليست مسألة نوع بل مسألة دوافع.

الرجل يخون لأنه يمل؛ لأنه يبحث عن إثارة مؤقتة، أو ربما لأنه يفتقر إلى شجاعة مواجهة شريكته بملل العلاقة، فيتسلل إلى مغامرات سرية تعطيه شعورًا زائفًا بالحرية. أما المرأة فهي حين تخون لا تفعلها لمجرد نزوة عابرة، بل غالبًا ما تكون خيانتها نتيجة شعورها بالخذلان العاطفي أو التجاهل أو انعدام الأمان مع شريكها.

خيانة الرجل عادةً ما تكون جسدية، تبدأ وتنتهي عند الرغبة، في حين خيانة المرأة عاطفية ترتكز على شعورها بأنها مهملة أو غير مرغوبة، وغالبًا ما تحتاج وقتًا طويلًا لتتخذ قرارًا بالخيانة؛ لأنها تدرك جيدًا العواقب الاجتماعية والنفسية التي قد تدفعها ثمنًا لتصرفها.

لكن دعونا نواجه الحقيقة بصراحة، المجتمع يغفر للرجل خيانته بل ويتسابق لصنع المبررات له تحت شعارات ذكورية مستهلكة، مثل أنه "رجُل وله احتياجاته"، في حين يُحاكم المرأة بأقسى الأحكام لأن خيانتها تُعد خروجًا عن الدور المرسوم لها في هذا المجتمع الذي يراها وصية على شرف العلاقة حتى لو كان الطرف الآخر يهدمها بكل الوسائل.

ومع ذلك لا يمكن إنكار أن الخيانة في كلتا الحالتين تدمر العلاقة وتجرح الطرف الآخر. الرجل والمرأة كلاهما يختاران الخيانة عندما تغيب لغة الحوار والصراحة، عندما يختفي الاحترام المتبادل، وعندما تتراكم الإحباطات بدلًا من مواجهتها بشجاعة.

الخيانة ليست ضعفًا في طبيعة المرأة أو الرجل، بل هي نتيجة لضعف الطرفين في بناء علاقة قائمة على الصدق والشراكة الحقيقية، الرجل والمرأة يخونان لأسباب مختلفة، لكن الألم الناتج عن الخيانة لا يفرق بين القلوب.

إذا أردنا تقليل الخيانة يجب أن نتوقف عن البحث عن المذنب، ونبدأ بالبحث عن الأسباب التي تجعلنا نفقد الشغف في علاقاتنا، إذا أردنا إنهاء الخيانة علينا أن ننشغل ببناء الحب الحقيقي وليس بمحاكمة من خانه.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة