كل علم من العلوم له موضوعه ومناهجه الخاصة في البحث، ويجب أن تلائم مناهج البحث الخصائص النوعية التي تميز موضوع كل علم على حدة.
والمنهج هو طريقة بحث وطريقة تفكير يعتمد على الملاحظة والمشاهدة، والموضوع والمنهج مرتبطان ببعضهما بعضًا، فلا علم بغير موضوع، ولا موضوع بغير منهج.
وإذا اتبعنا القاعدة التي وضعها "كارل بيرسون"، من أن كل ميدان هو علم ما دام يستخدم على نحو متسق المنهج العلمي، فإنه سيصبح لدينا علوم نفس وليس علم نفس واحدًا.
اقرأ أيضًا علم النفس.. أنواعه وأهميته في الحياة
تصنيف مناهج علم النفس
إن علماء النفس متفقون على أن السلوك هو محرر وأساس دراستهم، وأن موضوع علم النفس هو السلوك باعتباره محصلة تفاعل الفرد مع البيئة.
ويقول "أندروز" في كتاب مناهج البحث في علم النفس: "إذا شئنا أن نعد قائمة بمناهج البحث المتعددة في علم النفس، لوجدنا نماذج كثيرة للمناهج العامة، ونماذج كثيرة لوسائل أكثر نوعية".
يوجد نموذج للتصنيف يستند إلى التمييز بين المناهج الذاتية والموضوعية، فقد أطلق على كثير من المناهج المستخدمة في دراسة الخبرة المباشرة والعمليات العقلية اسم المناهج الذاتية.
وهذا النوع من الملاحظة الذاتية يتميز عن الملاحظة المنظمة الموضوعية التي لا تعتمد على النواحي الذاتية الشخصية وتتيح الفرصة للتحقق المستقل.
إن كل المناهج الموضوعية تنطوي على بعض الخصائص الذاتية. ويلاحظ أن لكل منهج من هذه المناهج مزاياه، ولكل منها حدوده، إذ لا يكفي أي منها في ذاته لتزويدنا بكل ما نريد أن نحصل عليه من بيانات، وفي أي بحث يمكن استخدام أكثر من منهج.
اقرأ أيضًا علم النفس ونشأته وأهميته
أهم مناهج علم النفس
وأهم هذه المناهج:
المنهج الذاتي (التأمل الباطني)
التأمل الباطني: ملاحظة المرء نفسه، وتأمله لما يدور بها، فهو منهج يلاحظ فيه الشخص ذاته فيصف ويحلل خيالاته، وهو المنهج المتبع عندما يتفحص شخص ما إحساساته وأفكاره.
وبالرغم من أن طريقة التأمل الباطني هي إحدى الطرائق المستعملة في علم النفس، لكن بعض المتخصصين قد اعترض على استعمال هذه الطريقة باعتراضات نذكر منها:
· إن عملية التأمل الباطني لا يمكن القيام بها؛ لأن الشخص لا يستطيع أن يكون في آن واحد ملاحِظًا، وملاحَظًا:
الأول: العملية العقلية التي يقوم بها العقل.
الثاني: أن يتأمل العقل هذه العملية.
· إنني لا أستطيع دراسة حالتي النفسية في الوقت الذي أكون فيه منفعلًا؛ لأن مجرد التفكير في الانفعال في أثناء حدوثه من شأنه أن يخفف حدته.
· إن من يتأمل نفسه باطنيًا لديه استعداد للتأثر في أحكامه بمعلوماته السابقة واتجاهاته.
المنهج الموضوعي (الملاحظة الخارجية)
لا سبيل لنا حين نريد تفسير سلوك غيرنا إلا أن نتبع طريقة الملاحظة الخارجية، فنلاحظ سلوك الآخرين وتصرفاتهم في المواقف المختلفة، دون النظر إلى داخل نفوسهم.
والملاحظة نوعان:
ملاحظة عابرة، وملاحظة دقيقة أو مقصودة. ومن عوامل الخطأ في هذا المنهج التحيز والأهواء الشخصية، وعدم توخي الدقة أو تحديد الظروف التي تحدث تحتها الملاحظة، وذلك للآتي:
· الناس قد يتظاهرون بما ليس فيهم، فقد يضحك الشخص وهو حزين.
· التسرع في الحكم والاستنتاج.
فالملاحظة الدقيقة ليست بالأمر السهل ويجب مراعاة:
- تدريب الملاحظ تدريبًا كافيًا.
-أن يكون لدى الملاحظة فكرة واضحة.
-أن يتجنب الملاحظون العوامل المربكة والمضللة.
-على الملاحظين أن يحذروا الأهواء والميول الشخصية.
اقرأ أيضًا بحث عن مفهوم علم النفس اللغوي
المنهج التتبعي
هذا المنهج يستمر مدة طويلة وهو ملاحظة دقيقة عن نمو الطفل -مثلًا- العقلي والجسمي، وكذلك علاقاته بالأطفال الآخرين، أو بمعنى آخر، عن تطوره الاجتماعي.
المنهج العيادي (المنهج الإكلينيكي)
يستهدف تشخيص وعلاج من يعانون مشكلات سلوكية، واضطرابات نفسية.
إن مشكلات السلوك الإنساني التي تدخل في نطاق علم النفس العيادي كثيرة ومتنوعة. ومثال ذلك:
-طفل عمره عشر سنوات عرض على عالم نفسي، على اعتبار أنه طفل مشكل. وخلاصة تقرير الأم عن طفلها بأنه متمرد، وقح، لا يخاف التهديد، هرب من المدرسة مرات عدّة.
- تقدم أحد المحاربين إلى الموجه المهني يطلب معرفة نوع العمل الملائم لكي يتدرب عليه.
وتتضمن الطرائق الفنية الأساليب الآتية:
-دراسة الحالة.
-المقابلة الشخصية.
-الاختبارات التشخيصية.
اقرأ أيضًا عن علم النفس ومجالاته ومناهج البحث فيه ومدارسه
المنهج التجريبي
منهج يعتمد على الملاحظة الدقيقة المنظمة، لكنه يتميز عنها باتخاذه التجريب أداة لاختبار صحة الفروض، وبقدرته على التحكم في مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في السلوك المدروس.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.