تعد منارة الإسكندرية إحدى العجائب السبع للعالم القديم، إذ كانت أول منارة تُبنى في ذلك الوقت، وصُنفت أطول بناء في العالم آنذاك بارتفاع ثلاثمائة قدم، ما يمكِّن السفن من رؤيتها من مسافة خمسين كيلومترًا تقريبًا. وتقع في مدينة الإسكندرية على الساحل الشمالي لمصر.
اقرأ أيضًا: جزر سيشل.. وأفضل الوجهات السياحية في إفريقيا
وبدأ إنشاء المنارة في عهد الملك "بطليموس الأول"، وبعد موته تابع بناءها الملك "بطليموس الثاني" بإشراف المهندس الإغريقي "سوستراتوس" الذي عمل جاهدًا على إدخال جماليات فن العمارة في تلك المدة، وتقديرًا لحرفيته وجهوده في بناء ذلك الصرح المعماري العظيم أعطى الملك "بطليموس الثاني" الإذن بنقش اسم هذا المهندس المبدع على أحد جدران المنارة.
وقد احتاج بناء منارة الإسكندرية -الذي استغرق اثني عشر عامًا- إلى كميات هائلة من الكتل الصلبة من الحجر الجيري والحجر الرملي والغرانيت، واستُخدمت أطنان من الفضة في عملية التشييد هذه.
ولم يقتصر دور المنارة على إرشاد وتوجيه السفن تجاه المواني، بل تعداه إلى تنبيهها وتحذيرها من الاقتراب نحو الصخور المغمورة تحت سطح البحر.
ويتألف برج المنارة من ثلاثة أقسام:
١- القسم السفلي الأرضي: وهو قاعدة متينة مربعة الشكل تتحمل الأمواج التي ترتطم بأسفل المنارة.
٢- القسم الأوسط: ذو الشكل المثمن.
٣- القسم الأخير العلوي الدائري الشكل: الذي يُستخدم لإرشاد السفن عن طريق إيقاد النار فيه ليلًا، أما نهارًا فتظهر المرايا المنحنية الضخمة الموجودة عليه ضوء الشمس؛ ما يمكِّن السفن من الاستدلال على اليابسة والموانئ، ويُعتقد أن هذه المرايا كانت تستخدم كجهاز لرصد وكشف السفن المعادية والعمل على إحراقها عن طريق تسليط أشعة الشمس عليها على نحو مركز.
اقرأ أيضًا: هيئة اليونسكو وإنقاذ آثار النوبة
ويتموضع على قمة المنارة مصباح كبير تحمله ثلاثة أعمدة وفوقه تمثال لإله البحر "بوسيدون" حسب المعتقدات القديمة.
لكن المنارة تعرَّضت لعدد كبير من الزلازل تجاوز العشرين، وكان آخرها الزلزال القوي المدمر الذي أصابها عام 1323 قبل الميلاد، وتسبَّب بدمارها على نحو كامل.
وفي نهاية العصر المملوكي، أمر السلطان "قايتباي" أن يُبنى مكان المنارة وعلى أنقاضها قلعة ضخمة ضمن تحصيناته الدفاعية الساحلية.
صحيح أن القلعة دُمِّرت واندثرت، لكن كتب التاريخ والعملات الرومانية القديمة والمخطوطات الأثرية التي عُثر عليها قد خلدتها ولم تتركها أثرًا بعد عين، وما زالت تذكِّرنا بواحدة من أعظم عجائب الدنيا السبع، وشاهد على بالغ عزيمة الإنسان وقدرته التي لا حدود لها.
بناها الاسكندر الاكبر
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.