الكتاب رائع وبسيط وفي الوقت نفسه غنيٌّ بالمعلومات الفنية للأطباء ومهندسي الإلكترونيات والأجهزة الطبية.
الكتاب في مجمله يعطي ملخصًا موجزًا لأحدث أجهزة التصوير داخل الجسم والتشخيص لمختلف أعضاء الجسم مثل: القلب، والرئتين، والكبد، والكلية، والمخ، وأيضًا العظام.
يتحدث الكتاب عن ماهية التصوير الطبي ومن أين وكيف ومتى بدأت أول تجربة للتصوير الطبي، فقد كانت في عام 1895 وكانت في معمل أستاذ الفيزياء الألماني فاهام رونتجن، بواسطة تجربته بأنبوب الأشعة المهبطية (أشعة الكاثود) المفرغة بالكامل من الهواء التي تحتوي سلكين متصلين ببطارية قوية.
اكتشاف أشعة إكس
وحينئذ اكتشف أشعة إكس التي هي نوع من الطاقة يشبه الضوء التي كانت بدايةَ علوم واختراعات أجهزة تصوير جميع خلايا وأجزاء وأعضاء الجسم البشري من الداخل التي ساعدت الأطباء على الوصول لتشخيص سريع وعالي الدقة في مختلف الأمراض التي تصيب القلب والمخ والكبد والأوعية الدموية والرئتين، ومنها الصرع، وتصلب وضيق الشرايين التاجية إلى تشخيص الأورام السرطانية.
فكان قبل ذلك التاريخ يعتمد الأطباء في التشخيص على طريقتين هما: وصف مرضاهم للأعراض التي يعانون منها والفحص الإكلينيكى بمعاينة جسم المريض بالفحص واللمس والاستماع إلى أجهزة جسمه لتحديد المرض.
وبعد اكتشاف أشعة إكس وتناول الصحف والمجلات العلمية هذا الاكتشاف، ازدادت تجارب العلماء، وفي 1896 طور المخترع الشهير توماس إديسون آلةً تسمى الفلورسكوب التي كانت تعرض صور أشعة إكس في وقت تصويرها نفسه كفيلم متحرك وكان في ذلك الوقت مقدار الأشعة كبيرًا.
كان يصاحب عملية التصوير إخطار لكل من: المريض، وفنيّ التصوير، ثم أُدخلت بعض التعديلات بعد أن كانت الأجهزة تستغرق ساعتين لإخراج الصور، أصبحت تستغرق ثوانيَ عدة لاستخراج الصور.
اقرأ أيضًا: التكنولوجيا الطبية.. ما هي؟ وما مجالاتها؟
تطوير أشعة إكس
وفي 1946 طور جورج شويناندر جهازًا يصور بأشعة إكس بمعدل 1.5 صورة في الثانية، واختُرع تلفزيون أشعة إكس واستخدمه الأطباء 1955.
وفي عام 2000 ظهرت أشعة إكس الرقمية فائقة الدقة والسرعة التي يمكن تخزين صورها ونقلها بواسطة الإنترنت، واستُخدمت في التصوير الطبى.
وقد دخلت أجهزة الكمبيوتر في مجال التصوير الطبي عام 1967 على يد المهندس الإنجليزى جودفري، ليظهر اختراع جهاز التصوير المقطعي بالكمبيوتر(سي تي) من خلال التقاط صور بأشعة إكس من زوايا مختلفة.
أُنتجت الصور العميقة وعالية الدقة وأيضًا الصور ثلاثية الأبعاد، واستُخدم النشاط الإشعاعي في التصوير بوسائل عدة، منها إصدار الفوتون المفرد، إذ اكتُشفت انبعاثات هذه الفوتونات من المادة الملصقة التي تسري إلى الخلايا المستهدفة.
ويكون التصوير بعد ذلك بواسطة آلات تصوير حساسة للإشعاع، ومنها أيضًا استخدام الجلوكوز كأحد المواد الشائعة كمادة لاصقة، وكلما ظهرت انبعاثات كثيفة منه، دل ذلك على أن تلك الخلايا تستخدم كثيرًا من الجلوكوز، ما يعني أنها خلايا متسرطنة تنمو وتنقسم انقسامًا غير طبيعي، ولذلك يستهلك الورم كثيرًا من الجلوكوز، وأيضًا يوجد التصوير المقطعي بإطلاق البوزيترون، وهي طريقة أخرى، ويمكن أن يستخدم في تحديد وتصوير الصرع عند الأطفال.
يوجد تصوير الأوعية الدموية بالصبغة لتحديد مكان الضيق أو الانسدادات، وعلى رأسها الشرايين التاجية، ولكن للتصوير بالإشعاع الملتصق بمواد مختلفة أو صبغات له أضرار، ولذلك اكتُشف التصوير باستخادم المغانط وموجات الراديو، أو ما يعرف بالتصوير بالرنين المغناطيسى الذي يتميز برؤية الأنسجة الرخوة والحية على خلاف أشعة إكس التي تصور بدقةٍ عاليةٍ العظامَ وما بينها من أعضاء وأنسجة.
اقرأ أيضًا: كيف تربح المال من صيانة الأجهزة الطبية؟
الرنين المغناطيسي
استُخدم الرنين المغناطيسي بكثافة في ثمانينات القرن العشرين، وهو جيد جدًّا في تشخيص أورام الغدة النخامية والتصلب المتعدد، لكنه يُمثل خطورةً كبيرةً في حالة وجود شيء مغناطيسي أو حديدي داخل الجسم، مثل: منظم ضربات القلب الذي يُزرع على سطح قلب المريض.
ثم اختُرع التصوير باستخدام الموجات الصوتية (السونار) التي تعتمد فكرتها على إرسال موجات صوت عالية الطبقات للغاية داخل الجسم، وهي أعلى بكثير مما يستطيع البشر سماعه، وتتكون الموجات من اهتزازات تمر داخل الجسم، إذ تُوَجَّه نحو العضو المستهدف، وبعدها يرتد مثل الأصداء عالية النبرات، ويحدث التقاطها عن طريق أجهزة كاشفة وحساسات توجد داخل مسبار الموجات الصوتية.
ومن المهم أن يوجد اتصال جيد بين المسبار والجلد بواسطة مادة الجل مثلًا، ويعالج الكمبيوتر تلك الموجات المرتدة (الأصداء) مكوِّنًا المعلومات على هيئة صورة أو فيلم.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن تخصص الهندسة الطبية الحيوية
الموجات فوق الصوتية
وتطورت الموجات فوق الصوتية منذ 1937، وفي عام 2001 طُوِّرت أجهزة موجات صوتية يمكنها عرض صور ثلاثية الأبعاد، وصُوِّرت الأوعية الدموية بواسطة أشعة إكس بتقنية تعقب الآثار.
اختُرعت آلات التصوير الطويلة الرفيعة (المناظير)، ومنها التشخيصي، والعلاجي، والجراحي، إذ تستخدم في أمراض الجهاز الهضمي، والجهاز البولي، والجهاز التناسلي، وغيرها من الأعضاء والأجهزة.
اختُرعت آلة تصوير في حجم حبة الدواء لاسلكية؛ وهي آلة تصوير صغيرة جدًّا على شكل حبة دواء يبتلعها المريض وخلال رحلتها داخل أمعاء المريض، ترسل الصور لاسلكيًا بواسطة موجات كهرومغناطيسة (أمواج الراديو) إلى جهاز الاستقبال المتصل بشاشة العرض أمام الطبيب.
اقرأ أيضًا: أهم أنواع المعدات والأجهزة الطبية واستخداماتها
عن الكتاب
وإيجازًا فالكتاب تعليمي وممتلئ بالمعلومات الفنية والتقنية والعملية المكثفة والبسيطة والمختصرة في الوقت نفسه، وأسلوبه شائق، وأيضًا بفضل قراءته يمكنك التنبؤ بمستقبل الطب عندما يُدمج مع التطور الهائل والمتسارع في مجالات الحوسبة والبرمجة، وبرمجة الذكاء الاصطناعي، والاتصالات، والإنترنت، والإنسان الآلي، وطرق التعليم والتدريب، والعمل عن بعد.
فلنا أن نتخيل وقوع حادث أليم في طريق سريع، فمنذ لحظة وقوع الحادث، تبدأ مراحل العلاج والشفاء، أي من قبل وصول عربة الإسعاف إلى المستشفى، وذلك بواسطة منظومة تنبؤٍ واتصالٍ بين أجهزة ومعدات تقنية دقيقة وأفراد متخصصين في مجالات متعددة ومتشابكة معًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.