يأتي كتاب "إيران بعيون مسافر الكنبة" بذلك العنوان الغريب الّذي يوضّحه الكاتب بأنّ هناك موقعاً للتّواصل حول العالم يُسمّى (couch surfing) تقوم فكرته على وجود عدّة مشتركين حول العالم ليستقبلوا ويساعدوا بعضهم البعض أثناء السّفر.
اقرأ أيضاً كيفية بناء العادات أو هدمها..ملخص كتاب العادات الذرية ج2
المغامرات في كتاب إيران بعيون مسافر الكنبة
فإذا أردت السّفر لدولةٍ معيّنة تبحث عن المشتركين القاطنين في تلك الدّولة وتتواصل معهم لاستضافتك في منزلهم، ومن الآداب المتعارف عليها لأعضاء الموقع بأن يتصادقوا مع الضّيف، فلا يكون منزلهم مكاناً للإقامة فقط.
ربّما المغامرات والمواقف الّتي ستقرؤونها في هذا الكتاب كان من الممكن ألّا تحدث لو لم يسافر الكاتب وحده، فتكمن متعة السّفر وحيداً في الحريّة التّامة في تقرير متى ستذهب، وأين ستأكل، وكيف ستنتقل من مدينة لأخرى، وكيف ستتعامل مع المفاجآت غير المتوقّعة، ولذلك ينصحكم الكاتب أن تسافروا بمفردكم مرّة على الأقل.
اقرأ أيضاً ملخص كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فعالية"
الصور النمطية في كتابإيران بعيون مسافر الكنبة
عانى الكاتب من الصّور النّمطيّة الخاطئة الّتي لدينا عن إيران، فتارة يسأله أحدهم هل وجدت مسلمين في إيران؟ وآخر يقول له بأنّ مصيره الاعتقال عند عودته، لكنّ الموقف الأغرب هو موقف موظّف المطار الّذي قال له إنّ الرّحلة إلى إيران تُحتّم عليه بأن تكون تذكرته ذهاباً وعودةً وليس ذهاباً فقط.
يحكي مسافر الكنبة في إيران أنّه بعد الوصول إلى مدينة شيراز تقابل عمرو مع فتاتين من موقع (couch surfing).
وشرحتا له الوضع الاجتماعيّ من بعد ثورة الخمينيّ، فهناك شرطة للأخلاق تجوب الشّوارع، وتحدّد للنّاس ماذا يرتدون، فطرحة الرّأس واجبة على جميع النّساء مهما كان دينهم، ودُهش عمرو عندما عَلِم من والد إحدى الفتاتين أنّ ارتداء (الشّورت) ممنوع على الرّجال، وهو سبب كفيل لاحتجازك في قسم الشّرطة، والتّحفّظ عليك حتّى يأتي أحد ببنطال لترتديه.
اقرأ أيضاً ملخص كتاب الثقافة وأجهزتها لمحمد مندور
ديوان مسافر الكنبة في إيران
لحافظ الشّيرازيّ مكانة كبيرة في قلوب الإيرانيّين، فلا يكاد يخلو بيت في إيران من ديوان حافظ الشيرازيّ، ويصل حبّهم له لدرجة اعتقادهم بأنّ من تواجهه أيّ مشكلة ويريد استشارةً فيها كلّ ما عليه أن يمسك بديوان حافظ، ويغمض عينيه.
ويفتح صفحة عشوائيّة وسيجد الإجابة في الصّفحة اليمنى، فإن لم يجدها فسيجدها في الصّفحة اليسرى، وهذا ما حاول صديقهم الفرنسيّ فعله، وكانت الصّفحات تتحدّث عن ألم الشّاعر بسبب ابتعاده عن محبوبته، وأنّ سعادته مرتبطة بوجودها في حياته، وهذا ما كان يعاني منه أندريه.
مدينة برسبوليس
تبعد برسبوليس مسافة 70 كيلو متراً شمال شرق مدينة شيراز، كانت عاصمة للإمبراطوريّة الأخمينيّة الّتي بدأ تأسيسها عام 512 قبل الميلاد تقريباً.
واكتملت بعد 150 عاماً، وتتكوّن من مجمّع ضخم من القصور، وأضرحة الملوك، ويعتقد العلماء أنّها استُخدِمت كمكان لعقد الطّقوس والاحتفالات الرّبيعيّة، ومرصدٍ للدّراسات الفلكيّة، لكن أفل نجم هذه المدينة حينما اجتاحها الإسكندر الأكبر وجنوده عام 321 قبل الميلاد معلنين نهاية عاصمة الفرس.
كما يقال دائماً الإنسان عدوّ ما يجهل، وهذا ما يحدث دائماً بين البشر، ارسم صورةً نمطيّةً لا تمتّ للواقع بصلة، وتعامل معها على أنّها الحقيقة الوحيدة، كانت من ضمن النّصائح الّتي تلقّاها عمرو بدويّ أو مسافر الكنبة في إيران من أصدقائه هي أن يحذر كيلا يحاول الإيرانيّون تشييعه، وهو الأمر الّذي لم يحدث معه إطلاقاً في رحلته.
فيحكي الكاتب أنّه قد صلّى صلاة الجماعة معهم، وقد صلّوا طبقاً للمذهب الشيعيّ، وصلّى هو طبقاً لمذهبنا السّنّيّ، وبعد الصّلاة لم يأت إليه أحد ليحاول تشييعه، ربما نحن من نظنّ أنّنا محور الكون، وهدفٌ لجميع المؤامرات والمخطّطات السّريّة.
لا زواج متعة في إيران
ربّما من أوائل الأفكار الّتي تراودنا حين نسمع اسم إيران هو زواج المتعة، ونتخيّل البلد عبارة عن ماخور كبير.
لكن ذلك أيضاً غير صحيح، فزواج المتعة مستهجنٌ في إيران، ولا يتمّ إلا في أضيق النّطاقات، ومعظم العائلات لا تقبل هذا الشّكل من الزّواج، لكن البروباجاندا الإعلاميّة دائماً ما تحوّر الحقيقة كالصّورة النّمطيّة المأخوذة عن مصر واختزالها في كباريهات شارع الهرم.
يزور الكاتب مدينة (يزد) الّتي تعدّ مركزاً لأتباع الدّيانة الزّرادشتيّة حيث تحوي عدّة معابد للنّار المقدّسة الّتي يزورها الكثير من معتنقي هذه الدّيانة من جميع أنحاء إيران، ظهرت الدّيانة الزّرادشتيّة في بلاد فارس قبل 3500 عام.
ويؤمن الزّرادشتيّون بوجود إله الخير والضّياء (أهورامزدا)، وإله الشّرّ والظّلام (آهرمان) الّذي سيتغلّب عليه (أهورامزدا) في النّهاية، ومن المعتقدات الخاطئة عن الزّرادشتيّة أنّهم يعبدون النّار، وهذا غير صحيح، فالزّرادشتيّون يقدّسون عناصر الطّبيعة.
الديانة في إيران
وأقدسها بالنّسبة لهم هي النّار، وتوجد بعض أبراج الصّمت في يزد، وهي أبراج عالية كانت تستخدم في التّخلّص من جثث الموتى، فقد كان مكروهاً في الدّيانة الزّرادشتية اختلاط أجساد الموتى بالعناصر المقدّسة سواءً أكان التّراب أم النّار.
ولذلك كانت توضع الجثامين في أعلى أبراج الصّمت لتتغذّى عليها الطّيور الجارحة ثمّ تؤخذ عظام الجثّة وتوضع في فجوة خاصّة في البرج دون دفنها، لكن أوقف العمل بهذه الشّعيرة، وأصبحت الجثث توضع في صندوق معدنيّ محكم الإغلاق، وتدفن في قبر عاديّ ممّا يضمن عدم تلويث الجثّة للعناصر المقدسة.
المدن المقدسة في إيران
من المدن المقدّسة مدينة قُمهي إحدى مدن إيران الّتي تعدّ الحوزة العلميّة والحوزة العلميّة هي مصطلح يطلق على المراكز الدّراسيّة الّتي تضمّ طلبة العلوم الدّينيّة للمدرسة الفقهيّة التّابعة للمذهب الاثني عشريّ.
فيها المركز العلميّ الدّينيّ للشّيعة بعد مدينة النّجف الأشرف بالعراق، تقع على بعد 157 كم جنوب العاصمة طهران، وترتفع المدينة نحو 930 متراً فوق مستوى سطح البحر.
توجد في المدينة عدّة مزارات دينيّة، وفق ملخّص كتاب مسافر الكنبة في إيران، أهمّها مرقد فاطمة المعصومة بنت موسى الكاظم.
وهي ثاني أقدس مدينة في إيران بعد مدينة مشهد الّتي تعدّ المدينة الأقدس في إيران، وهي ثاني أكبر مدينة بعد طهران، وفيها الكثير من الآثار، والمزارات، والمقامات، وأهمّها مرقد الإمام عليّ بن موسى الرّضا -الإمام الثّامن من الأئمّة الاثني عشر- وتقع في أقاصي إقليم خراسان بالقرب من مدينة طوس القديمة، ويتوافد إليها عدد من الشّيعة حول العالم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.