ملخص كتاب «ما وراء النظام.. 12 قاعدة أخرى للحياة» ج5

قارئي الكريم، هذه المقالة جزء من ملخص كتاب "12 قاعدة للحياة" لعالم النفس جوردن بيترسون. يمكنك الاطلاع على الجزء الأول، والثاني، والثالث، والرابع. وتعلمتُ شخصيًّا من هذا الجزء أهمية قصر أهدافي على هدفٍ واحد أو اثنين، بعيدًا عن التشتت والندم على عدم فعل ذلك في النهاية، لذا هيا بنا ننطلق في هذه القاعدة لنعرف التفاصيل.

يتطلب الانسجام مع الذات وعيًا كاملًا والتزامًا بالقرارات دون تردد؛ لتحقيق ذلك، لا بد من تحديد هدف واضح، إذ إن غياب الهدف يؤدي إلى الضياع والتردد. وأسوأ قرار هو عدم الاختيار؛ لأن ذلك يترك الإنسان عرضة للهروب من مواجهة حياته عبر التسويف أو الانغماس في الملذات العابرة.

الانضباط ضروري منذ الطفولة؛ فهو ليس قيدًا بل وسيلة للاندماج الاجتماعي وتحقيق السلام. كذلك، لا تُبنى المجتمعات القوية على الفوضى، بل على الالتزام بقواعد واضحة. فالتركيز على هدف واحد والعمل عليه بجد هو السبيل للعثور على المعنى والانضباط اللازمين لتحقيق التقدم.

القاعدة السابعة: اعمل بجد كما لو لم يكن يوجد شيء آخر غير ما تعمل، وترقب النتيجة

إن الضغط ليس مجرد وسيلة، مع الحرارة، لتحويل الفحم إلى ألماس، بل هو كذلك وسيلة لدفع الإنسان ليصبح أكثر انسجامًا مع ذاته، ما يعني أن تكون واعيًا تمامًا باختياراتك وقراراتك، وألا تتراجع أمام الصعوبات.

يريد معظمنا أن يتغير ويتحسن، لكننا غالبًا ما نظل عالقين في أماكننا، عاجزين عن النهوض من على السرير في برد الشتاء؛ لهذا اعتقدت المجتمعات القديمة أن أرواحنا مسكونة بشياطين تمنعنا من التقدم. أما علماء النفس اليوم، فيسمّونها "الدوافع" وهي تلك القوى التي تستولي علينا حين نكون غير متماسكين مع أنفسنا.

كيف تصبح منسجمًا مع ذاتك؟

يوضح الكاتب عدة خطوات من أجل هذا الانسجام وهي:

الخطوة الأولى: اختر هدفًا واضحًا محددًا غير متناقض

تتقلص فوضى العالم حولك، ويقلُّ قلقك وترددك عندما يكون لديك هدف. ستجد نفسك دون هدف تائهًا، ومترددًا، وبلا اتجاه، إذ إن الخيارات كلها متساوية، فلا قيمة لأي منها. وتعني القيمة في جوهرها: ترتيب الأولويات، والتضحية بما هو أدنى في سبيل ما هو أسمى.

ضع هدفًا لحياتك

أسوأ قرار على الإطلاق

"أن تكون أي شيء، حتى لو لم يكن مثاليًّا، خير من أن تحاول أن تكون كل شيء، فتصبح لا شيء."

إن أسوأ قرار يمكن أن تتخذه هو ألا تختار شيئًا؛ لذلك يتركك عدم الالتزام في حالة من التيه، فيبحث عقلك عن أي بديل تهرب بها من مواجهة حياتك، سواء في المخدرات، أو الكحول، أو التسويف، بل حتى الإباحية.

لا تتهرب من الاختيار

وينطبق الأمر نفسه على العلاقات، فمن لا يستطيع اختيار شريك والالتزام بمسؤولياته تجاهه، أو لا يفي بصداقاته، ينتهي به المطاف وحيدًا، منبوذًا، غارقًا في مرارة اختياره عدم الواعي بالانعزال.

الانضباط والوحدة

لكي يتمكن الطفل من الاندماج اجتماعيًّا، عليه أن يتعلم قواعد الحياة التي تتمثل في أهمية تكوين صداقات في الحضانة والانضباط، وإلا فإنه يخاطر بأن يظل منعزلًا طوال حياته.

لكن اعلم -قارئي الكريم- أن الانضباط ليس قيدًا، بل هو يساعد الطفل على معرفة ما يمكنه فعله وما لا يمكنه، وكيف يتصرف في إطار مجتمعه.

لا ترتكز المجتمعات الكبرى على الفوضى، بل على قواعد واضحة اتفق الجميع على اتباعها، فتكوَّنت الوحدة بواسطتها، فحين تكرِّس نفسك لشيء واحد، وتعمل عليه بجد، وتنضبط من أجله، فإنك تجد الانسجام مع ذاتك.

لقد سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟" قَالَ: "أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ." وَقَالَ: "اكْلَفُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ."

مهما كان هذا الشيء الواحد، فهو الذي سيغيرك، وهو الذي سيمنحك المعنى، وهو الذي سيمنحك الانضباط الذي تحتاج إليه للمضي قدمًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

شكرًا على التفاعل
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة